بمقتل الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي عز الدين سليم أو عبد الزهرة عثمان أول أمس يكون أعضاء المجلس قد فقدوا العضو الثاني بعد عقيلة الهاشمي التي لقيت مصرعها في شتنبر العام الماضي. لكن استهداف أعضاء مجلس الحكم لم يقف عند هاتين الشخصيتين، فقد جرت عدة محاولات فاشلة شملت أعضاء آخرين في المجلس، أتت إحداها على جرح مرافقين لأحمد شياع البراك، الذي نجا من هجوم استهدفه في ناحية المحاويل جنوب بغداد. وفي أول رد فعل على مقتل عز الدين سليم قرر المجلس معاملته بوصفه رئيسا للدولة وإقامة مراسيم تشييع رسمية له بعد حادث الاغتيال. واستنكر عضو هيئة علماء المسلمين في العراق مثنى حارث الضاري اغتيال سليم، وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد الحادث إن سليم كان من الداعين إلى وحدة العراق، وكثيرا ما كان يربط بين أحداث النجف وكربلاء والفلوجة ويدعو إلى حلها. وأشار الضاري إلى أن الذين اغتالوا سليم -على ما يبدو- هم الذين لا تعجبهم مثل تلك المواقف التي كان ينادي بها الرجل دائما. ووصفت عضوة مجلس الحكم سلامة الخفاجي، من جانبها، الهجوم بأنه إرهابي كان يستهدف سليم بذاته لا بوصفه رئيس مجلس الحكم. واتهمت جهات خارجية جاءت عبر الحدود لتنفيذ العملية التي كان الهدف منها التفريق بين السنة والشيعة أو محاولة التخلص من أحد رموز الشيعة في البلد. ويأتي اغتيال سليم قبل أسابيع من مشروع انتقال السيادة إلى العراقيين. وقال المحلل السياسي العراقي هاني عاشور إن حادث الاغتيال جاء ليعرقل نقل السلطة إلى العراقيين. وأكد عاشور أن سلطة الاحتلال الأمريكي فشلت في تأمين الوضع الأمني الذي يمهد لنقل السلطة مما يعني بدوره خسارة كبيرة للشعب العراقي، وهو ما يعني حسب عاشور أن المرحلة المقبلة الني ستمر بها البلاد تبدو أشد قتامة وأن البلاد ستكون على فوهة بركان. تجدر الإشارة إلى أن عز الدين سليم يؤمن بضرورة توحد الأحزاب الإسلامية الشيعية تحت قيادة واحدة، وكان يجد في شخصية محمد باقر الحكيم الشخصية القادرة على لم شمل البيت الشيعي، الأمر الذي لم يرق لحزب الدعوة فبقي سليم خارجه وقريبا من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي رشحه أصلا لمجلس الحكم. وكان من أواخر التصريحات التي أطلقها سليم هي تلك المتعلقة بالزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، حيث أكد أن مجلس الحكم الانتقالي لا علاقة له مطلقا بالورقة التي قدمت لإلقاء القبض عليه، وأن المجلس لم يستشر أصلا في صدور مذكرة اعتقال الصدر. وقال إن أهل الدم أهل عبد المجيد الخوئي هم الذين يجب أن يحددوا الأمر. عامر الكبيسي بغداد