في تحول نوعي ومثير، اتهمت القوى السنية الرئيسة بالعراق مساء أول أمس قوات فيلق بدر الشيعية، الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، بالوقوف وراء اغتيال أئمة مساجد سنة خلال الأيام الأخيرة، في حين أعلنت هذه القوى السنية إغلاق المساجد السنية ثلاثة أيام احتجاجا على انتهاك المساجد السنية واعتقال وقتل عدد من أئمتها. جاءت اتهامات القوى السنية الرئيسية بالعراق الممثلة في هيئة علماء المسلمين، وديوان الوقف السني، والحزب الإسلامي العراقي ، خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء الأخير في مسجد أم القرى مقر هيئة علماء المسلمين في بغداد. وقال الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق في المؤتمر الصحفي إنه ورغم محاولات بذلتها الأطراف السنية من أجل التوصل إلى التوافق بين أبناء البلد الواحد، يبدو أن أطرافا في هذا البلد لديها مخططات تريد أن تنفذها من خلال هذه الأعمال الإجرامية، ومن خلال إحداث التوترات والاحتقان بين أبناء المجتمع. وأضاف رئيس هيئة علماء المسلمين: إذا كان المتهم في العهد الماضي رجلا واحدا هو رئيس النظام (صدام حسين) ومن حوله، فاليوم من يقوم بمثل هذا الدور هم رؤساء أحزاب، وأحزاب بعينها، والكل لا يمت إلى الشعب بصلة، أحزاب لها خطط ولها أيديولوجيات. وتابع قائلا: هذه الإيديولوجيات مدعومة ومتسترة بستار رسمي وبستار الأمن المدعوم من قبل قوات الاحتلال ومن قبل قوى خارجية، وهذه الأحزاب لا تعبر عن نبض الشارع العراقي بكل فئاته. ومضى الضاري يقول: على مسؤوليتي أنا، أقولها بصراحة إن المسؤول عن توتير هذه الأوضاع هي قوات بدر ومن يقف وراء قوات بدر، وعليه لا يمكن أن نسكت، ليعلم العالم أننا متجهون نحو كارثة، وقد أعذر من أنذر. واستجابة لدعوة الهيئات السنية الثلاث، أعلنت القوى السنية الرئيسة إغلاق المساجد السنية 3 أيام عقب صلاة الجمعة القادمة (20/5/2005) وحتى يوم الثلاثاء (24/5/2005) التالي، وذلك احتجاجا على انتهاك المساجد السنية واعتقال وقتل عدد من الأئمة والمصلين فيها. وتزايدت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على المساجد والحسينيات وعمليات القتل بحق الأئمة والمصلين؛ مما ينذر بخطر حرب طائفية. وكانت هيئة علماء المسلمين طالبت الثلاثاء الأخير باستقالة وزيري الداخلية والدفاع العراقيين بسبب مسؤوليتهما عن الإجراءات غير الإنسانية التي قامت بها أجهزة وزارتيهما ضد أئمة المساجد السنية والمصلين في الآونة الأخيرة، وحذرت من أن استمرار هذه الإجراءات سيقود البلاد إلى الفتنة. وكان الشيخ عبد السلام الكبيسي عضو هيئة علماء المسلمين أعلن الإثنين الأخير أن قوات تابعة لوزارة الداخلية العراقية اغتالت 14 من أبناء السنة العرب في حي الشعب بعد أن اعتقلتهم من مساجد متفرقة في الحي يوم الأحد 15/5/2005, وكان من بينهم الشهيد حسن النعيمي عضو مجلس شورى هيئة العلماء المسلمين. ومن المعروف أن عناصر الميليشيات الشيعية يمثلون الغالبية من عناصر الجيش والشرطة العراقيين الجديدين.