للمرة الأولى كشف الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق –أكبر مرجعية للمسلمين السنة- أمس الأربعاء وبشكل علني أن "قوات بدر" التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هي من يقف وراء الاغتيالات التي تطال الأئمة والعلماء والمصلين من العرب السنة. وللمرة الأولى كذلك يطلب الضاري من إيران -التي حضر وزير خارجيتها كمال خرازي أول من أمس إلى العراق- عدم دعم المجلس الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم -الرجل الذي يقف على رأس قائمة الائتلاف الموحد- بالإضافة إلى ما وصفه الشيخ الضاري بكبح جماح "قوات بدر" التي تستهدف أمن العراق والشعب العراقي، محذراً في مؤتمر صحفي عقد في جامع أم القرى وحضره أمين عام الحزب الإسلامي ورئيس الوقف السني العراقي من ما قال إنها "كارثة يقبل العراق عليها و لا يعلم مداها إلا الله.. وقد أعذر من أنذر". هذا وتعد قوات بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وقد دربت في إيران لاستخدامها ضد نظام صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988). لكن قوات بدر وبعد دخولها إلى العراق أصدرت الحكومة قراراً يقضي بحل المليشيات الحكومية، عهدت قوات بدر إلى حل نفسها علنياً وتحولت إلى منظمة سياسية باسم منظمة بدر. كانت هيئة علماء المسلمين قد طالبت أمس في بيان لها وزيري الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان باقر صولاغ بالاستقالة من منصبيهما وذلك بسبب حملة الاعتقالات ضد أئمة المساجد. وقالت الهيئة في البيان الذي حمل الرقم 114 "تطالب الهيئة باستقالة كل من وزيري الداخلية والدفاع لمسؤوليتهما الكاملة عن الإجراءات غير الإنسانية وغير المسئولة التي قامت بها أجهزة وزارتيهما". وأضافت أنه "لا يمكنها السكوت على هذه الأعمال الإجرامية والممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها أجهزة وزارتي الداخلية والدفاع والجهات المتعاونة معها". وانتقدت الهيئة في بيانها "حملة الاغتيالات التي تصاعدت في ظل الحكومة الحالية والموجهة إلى أئمة وخطباء المساجد والعاملين فيها والمصلين وغيرهم من الشباب المسلم المسالم الذين يداهمون في أماكن سكنهم، فيقتل من يقتل ويعتقل من يعتقل ويعذب منهم من يعذب بدعوى الإرهاب وغيرها من الدعاوى الباطلة التي تتذرع بها الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية". وأوضحت أن "هذه الإجراءات إذا استمرت ستقود البلد لا قدر الله تعالى إلى الفتنة التي تسعى إليها أطراف مشبوهة خارجية وداخلية". ودعت الهيئة "أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه ومذاهبه إلى أن ينتبه إلى هذه المؤامرة التي تستهدف أمنه واستقراره ووحدته وأن يستنكرها بشدة, ويعري الأطراف الضالعة فيها حتى تحاصر هذه الفتنة، وتبوء نوايا مثيريها بالخيبة". وحملت الحكومة الانتقالية "مسؤولية نتائج هذه الأعمال الإجرامية"، مشيرة إلى أن "مثل هذه الأعمال تعد إرهاباً تقوم به الدولة وأجهزتها الأمنية الأمر الذي سيزيد الإرهاب إرهاباً والوضع سوءا".