منذ نحو ثلاث سنوات، يعيش المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط بدون مدير، لسبب غير محدد، الأمر الذي تسبب في تفويت كثير من الأنشطة والمصالح، كما أدى إلى ارتباك في التسيير، دفع أساتذة المعهد أحيانا، وطلابه أيضا، إلى الاحتجاج على التدهور الحاصل في تسيير المعهد الرسمي الوحيد في المغرب للصحافة والإعلام. فمنذ تعيين مديرته السابقة، لطيفة أخرباش، كاتبة للدولة لدى وزير الخارجية والتعاون في حكومة عباس الفاسي سنة ,2007 لا زال المعهد بدون مدير يقوم على تدبير شؤونه الإدارية والبيداغوجية، وكانت وزارة الاتصال، التي تشرف على المعهد إداريا، قد أعلنت قبل نحو سنتين ونصف عن ترشيحات لشغل منصب مدير، وقال مصدر إن 9 ملفات تقدمت حينها للتنافس على المنصب، بينهم أساتذة من المعهد، تم اختيار 3 منهم كما ينص على ذلك القانون المنظم، وتمّ رفع ملفاتهم إلى الديوان الملكي، الذي لم يحسم إلى اليوم في الموضوع، وبينما يسود الغموض حول سبب تعيين مدير بين الثلاثة المرشحين، فإن تكهنات الأساتذة تقول إن الملفات المقدمة ربما كانت دون ما توقعه الديوان الملكي. غياب المدير كان له أكثر من انعكاس سلبي على التسيير والتدبير، فالمعهد، وبمقتضى مرسوم قانون صدر قبل نحو سنة، أصبح يتبع من حيث جوانبه البيداغوجية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، مع احتفاظ وزارة الاتصال بالإشراف الإداري، ومعلوم أن الخلفية وراء ذلك هو دمج المعهد العالي للإعلام والاتصال في منطق الإصلاح الجامعي، الذي بدأ مع إقرار ميثاق التربية والتكوين سنة ,2000 في إطار خطة ما أسمي حينها بعشرية التربية والتكوين، هذا الإصلاح الذي يعتمد هندسة بيداغوجية جديدة(إجارة+ ماستر+ دكتوراه)، لكن غياب مدير عام للمعهد حال دون ذلك إلى اليوم، كما حال دون إحداث إجازات مهنية أو ماسترات للتكوين في الدراسات العليا، ويقول المصدر إن مشاريع ذلك متوفرة، لكن غياب مدير للمعهد يقوم حجر عثرة دون تطوير المعهد إلى الأفضل. أكثر من ذلك، يقول المصدر إن التعاون الخارجي في تدهور مستمر، بسبب غياب المدير، فقبل سنة استطاع أساتذة المعهد ربط علاقات مع مؤسسة إعلامية جامعية فرنسية أبدت استعدادها لعقد شراكة مع المعهد، بمقتضاها يتم تبادل الأساتذة والطلبة، أكد أن تكلفة الشراكة قدرت ب 700 مليون، لكن المؤسسة الفرنسية سرعان ما تراجعت عن إبرام الشراكة لأن الممثل الرسمي للمعهد، أي المدير، غير موجود. هذا، وتعيش مؤسسات جامعية عدة بدون عميد أو مدير أو رئيس، فكلية الآداب في تطوان بدون عميد منذ عامين ونصف، وكلية العلوم بدون عميد من 7 سنوات، وجامعة القرويين بدون رئيس منذ 9 سنوات، وجامعة مولاي سليمان ببني ملال بدون رئيس منذ سنتين، وكذلك الأمر في كليات ومعاهد أخرى. ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة التربية الوطنية عن 17 مشاريع/ عقود تقول إنها تسعى من ورائها إلى تنمية الجامعات المغربية ,15 بينما يعيش المعهد العالي للإعلام والاتصال بدون مدير منذ 3 سنوات.