قررت هيئة التدريس بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط إحداث مادة مستقلة في المقرر حول سكرتارية التحرير ابتداء من الموسم المقبل. وقالت مصادر من المعهد إن الإدارة والأساتذة شرعوا في الإجراءات الأولى لتوفير كل مستلزمات تدريس هذه المادة. وقد تم في هذا الإطار، من 10 إلى 14 ماي الجاري، تنظيم دورة في المعهد لتكوين مكونين في مادة سكرتارية التحرير، أطرها الأستاذ ميشيل لوروا، أستاذ الصحافة المكتوبة بالمدرسة العليا للصحافة بمدينة ليل الفرنسية وصحفي يمارس بجريدة لوفيغارو. واستفاد من هذه الدورة التكونية ستة أساتذة من المعهد، وفتحت المشاركة فيها في وجه الصحافة المكتوبة (مقعدان) ووكالة المغرب العربي للأنباء (مقعد واحد) التي مثلها الزميل عبد الله الصندالي عن قسم التحرير الفرنسي بالوكالة، غير أن الصحافة المكتوبة لم تستجب، باستثناء جريدة التجديد التي شارك في الدورة سكرتير تحريرها. وحسب إدارة المعهد، فإن الدعوة وجهت إلى الصحف الوطنية عبر فدرالية الناشرين. وقد عبر بعض المستفيدين من هذه الدورة عن استغرابهم لكون الصحف الوطنية لا تهتم بالتأهيل والتكوين المستمر لمواردها البشرية، مما ينعكس سلبا على جودة منتوجها الصحفي، وأبدى أساتذة المعهد تفكيرهم واستعدادهم في الموسم المقبل للانفتاح أكثر على مكونات المشهد الصحافي المغربي، آملين أن يجدوا من المسؤولين عن المنابر الصحفية آذانا صاغية وتجاوبا كافيا من أجل تأهيل الجسم الصحافي المغربي أكثر، والرقي بمستوى وجودة التدريس بالمعهد عبر تنظيم لقاءات مفتوحة بين الطلبة والأساتذة والصحافيين الممارسين للمهنة. وتأتي هذه الدورة التكوينية وهذا القرار بإحداث مادة مستقلة حول سكرتارية التحرير، حسب مصادر من المعهد، في إطار الاستراتيجية التي تنهجها الإدارة الجديدة، سعيا نحو تطوير أداء المعهد وإشعاعه، وكذلك لما يضطلع به سكرتير التحرير من دور محوري وأساسي في هيئة التحرير، خصوصا في الصحافة المكتوبة، وهو ما يستلزم تكوين الطلبة الصحفيين بشكل يمكنهم من التمكن من تقنيات وأدوار سكرتير التحرير، حتى يكون أداؤهم إيجابيا ومثمرا، وهو أيضا ما من شأنه أن يساهم في مد حقل الصحافة المكتوبة بموارد بشرية خام يمكن أن تساهم في مأسسة عمل سكرتارية التحرير في صحافتنا الوطنية، المكتوبة على الخصوص. يذكر أن المعهد العالي للإعلام والاتصال تربطه اتفاقية شراكة مع المدرسة العليا للصحافة بليل، عرفت جمودا منذ سنوات، وتسعى الإدارة الحالية للمعهد إلى إحياء هذه العلاقة واستثمارها ما أمكن، حسب ما أفادت به مصادر من المعهد. محمد أعماري