خاض طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال إضرابا عن الدراسة، يوم أمس الأربعاء، احتجاجا على ما أسموه «الاختلالات العميقة التي يشهدها التكوين داخل المعهد والتأخير غير المبرر في تعيين مدير للمؤسسة»، وذلك بالرغم من مرور أكثر من سنة على شغور هذا المنصب بعدما تم تعيين المديرة السابقة، لطيفة أخرباش، مديرة للإذاعة الوطنية ثم كاتبة للدولة في الخارجية. وطالب طلبة المعهد، في بيان لهم توصلت «المساء» بنسخة منه وزارة الاتصال بإقرار إصلاح جوهري وعاجل للنظام البيداغوجي للمعهد العالي للإعلام والاتصال، والتعجيل بتعيين مدير للمؤسسة. كما طالب طلبة المعهد بتطوير البنية التجهيزية، وتقوية تكوين الطلبة في الجانب التقني، إضافة إلى تفعيل المادة 32 من القانون الداخلي للمؤسسة، القاضية بمنح جميع الطلبة غير الموظفين منحة شهرية. وأكد الطلبة في بيانهم أن استمرار الوضعية الحالية سيفرض عليهم التقيد بكل أشكال النضال القانونية إلى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة، مشيرين إلى اختلال النظام البيداغوجي وغياب رؤية واضحة المعالم في التصميم المنهجي للمواد المدرسة خلال السنوات الأربع». كما استغربوا تراجع الدورات التكوينية الموازية، بالإضافة إلى المشاكل التي تواكب فترة تداريب نهاية السنة. وقال سامي المودني، رئيس جمعية طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، ل«المساء» إن كل طلبة المعهد مضربون داخل المعهد منذ الثامنة والنصف صباحا إلى السادسة مساء ويحملون الشارات الحمراء، مؤكدا أنه إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة فإنهم «سيصعدون أشكالهم النضالية» وسيقومون بإضرابات أخرى. وفي السياق ذاته، فقد أعلنت وزارة الاتصال عن فتح باب الترشيحات لشغل منصب مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، حيث تسحب ملفات الترشيح من مقر الإدارة المركزية لوزارة الاتصال ابتداء من التاسع من شهر ماي الجاري إلى غاية الخامس عشر منه، فيما تودع ملفات الترشيح ابتداء من السادس عشر من ماي إلى غاية الثالث عشر من يونيو المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد العالي للإعلام والاتصال تأسس سنة 1969، تحت اسم «مركز تكوين الصحفيين (CFJ)»، بناء على مبادرة مؤسسة فريديرتش نيومان الألمانية وبشراكة مع الحكومة المغربية. وفي سنة 1977، سلمت المؤسسة الألمانية تدبير شؤونه لوزارة الإعلام المغربية، وبذلك تحول إلى مؤسسة عمومية للتكوين في الصحافة تابعة علميا وأكاديميا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر وتابعة ماليا وإداريا لوزارة الاتصال تحت اسم «المعهد العالي للصحافة»، والذي تحول اسمه في التسعينيات إلى المعهد العالي للإعلام والاتصال.