ارتبط اسم لطيفة أخرباش، التي عينها الملك محمد السادس كاتبة الدولة في الخارجية، بالمعهد العالي للصحافة، فمن طالبة تنهل العلم من محاضرات أساتذته، إلى مديرته، حين اعتلت منصب مديرة هذا المعهد الذي أصبح يحمل اسم "المعهد العالي للإعلام والاتصال". "" بعد أن كانت تمارس فيه مهنة التدريس كأستاذة، تؤطر الطلبة الوافدين على المعهد، والشغوفين بسبر أغوار مهنة المتاعب، وهي المهنة التي كانت تمارسها منذ سنة 1988، ورفضت التخلي عنها، واستمرت في مزاولتها، حتى بعد تعيينها مديرة للإذاعة الوطنية، في مارس 2007 . وترسم زميلات أخرباش اللواتي رافقنها في رحلة الدراسة، صورة لها وهي تحلق في شوارع الرباط على متن دراجتها النارية، التي كانت وسيلتها في التعبير عن انتمائها ذات زمن لمدينة مراكش، وطريقتها لإقناع الذات والآخر بقدرتها على الانطلاق، ومسابقة الرياح . حين تم تعيينها مديرة للإذاعة الوطنية، كانت أول امرأة تقتحم هذا المنصب، ورغم ذلك لم يغريها هذا السبق في التخلي عن مهنة تدريس الصحافة المكتوبة، إذ فجرت هذا الشرط في وجه فيصل العرايشي رئيس القطب العمومي، حين كان يعرض عليها منصب إدارة الإذاعة الوطنية . فبين لطيفة، الطالبة في المعهد العالي للصحافة، ولطيفة مديرة الإذاعة الوطنية، استمرت لطيفة الأستاذة، وهي المهنة العزيزة على قلبها، فهي تمنحها لحظات المتعة الحقيقية، متعة الإحساس بالقدرة على العطاء، ونقل المعرفة، والاحتكاك بالشباب، ومواصلة التعلم، حتى لا تصبح "متجاوزة". كما يحلو لأخرباش أن تردد في كل الأوراش التي أشرفت عليها في العديد من المناسبات، وضمن فعاليات العديد من مؤسسات المجتمع المدني. بشعرها المنسدل الذي تزينه خصلات ترفض أن تنضبط للمشط، تنتقل لطيفة أخرباش، المزدادة سنة 1960 في مدينة شفشاون، بين مكاتب الإذاعة، موزعة ابتساماتها، وتوجيهاتها للرفع من مستوى البرامج الإذاعية، وجعلها تعكس كل خصوصيات الثقافة المغربية، وتاريخها وتقاليدها، وهو ما ظل صحافيو ومستخدمو الإذاعة يثمنونه في مديرتهم، التي أثارتهم جديتها وديناميتها، وتقاسيم وجهها غير المصطنعة، التي تصدر عنها أثناء الحديث. "دائمة الابتسام، رشيقة، شديدة الانضباط ولا تتأخر عن عملها أو مواعيدها، تعامل نفسها بقسوة ولا تقبل الفشل"، هكذا يطيب لمحيطها رسم صورتها . تلقت تربية محافظة في أسرتها المكونة من تسعة إخوة، (ستة ذكور، وأنثيان )هي ثالثتهما، لكن احتكاكها بالثقافة الفرنسية، كان قويا، عن طريق والدها الذي كان ينتمي لسلك الجندية، ويتقن اللغتين الفرنسية والإسبانية، وسرعان ما انتقلت رفقة أسرتها إلى مدينة شفشاون التي ظلت تواظب على السفر إليها اشتياقا لهدوئها، إلى مدينة مراكش حيث ترعرعت في بيت في حي المطار في مدينة النخيل، إلى أن بلغت سن الثامنة عشرة. لطيفة أخرباش الحاصلة على دكتوراه في علوم الإعلام والإتصال، بدأ تمسارها المهني كصحافية في يومية المغرب، الناطقة بالفرنسية، حيث قضت سنتي1981 و 1982 بين صحافييها، وبعد ذلك انتقلت إلى العمل في أسبوعية الحياة الاقتصادية، واحتلت منصب ممثلة شبكة الأورو مغاربية للتكوين في مهن الإتصال بالمغرب، كما تولت أيضا مهمة مستشارة لعدة مشاريع لمؤسسة فريديرك نيومان، إضافة إلى تنشيطها عدة ورشات ودورات تكوينية في مجال الإتصال، كما عهد لها بالتدريس بالمعهد ولطيفة أخرباش هي زوجة الإعلامي نجيب الرفايف، الذي يشتغل بالقناة الأولى وهي أيضا أم لثلاثة أبناء، "طه"، طفلها الأكبر الذي رزقت به سنة 1991، وطفلقاها التوأم "رندة" و "درة"، اللتان أنجبتهما سنة 1995 .