يعرض حاليا بالقاعات السينمائية المغربية الفيلم السينمائي الروائي الطويل الأول للمخرج الشاب محمد عهد بنسودة موسم لمشاوشة ، من إنتاج 2009 . المعروف بتوابله (peplum) وينتمي هذا الفيلم، الذي تفتتح به عروض الموسم السينمائي الجديد ، إلى جنس البيبلوم المتعددة التي استطاعت أن تحقق له نجاحا جماهيريا كبيرا ؛ فهو زاخر بالحركة والمعارك وفيه مجهود ملحوظ على مستويات الملابس والديكور وحشود الكومبارس كما تدور أحداثه ... داخل فضاءات طبيعية خلابة وعمرانية تعكس قمة ما وصل إليه الصانع المغربي في فنون الهندسة والزخرفة وغيرها (ضريح مولاي إدريس، رياضات فاس).... ودورها الأصيلة والجميلة. أما الكاستينغ فقد توفق فيه المخرج بنسبة مقبولة حيث نجح إلى حد كبير في إدارته لممثلين شباب كهشام بهلول ورفيق بوبكر وعبد الله فركوس وريم اشماعو، التي كانت متميزة في أدائها بشكل لافت للنظر ، وممثلين كبار كحميدو بنمسعود وعز العرب الكغاط والعديد من ممثلي فاس أمثال عثمان بلحوجي ومحمد المريني والحاج محمد خشلة ومحمد السقاط وإدريس الفيلالي شوكة ونبيل لمتيوي ومحمد فراح العوان ومصطفى التومي وعزيز الحاكم وغيرهم. هذا بالإضافة إلى مسحة كوميدية وحبكة درامية نجحت في شد المتفرج إلى الشاشة عبر تصاعد درامي مدروس. فبغض النظر عن بعض الهفوات التي لا يخلو منها أي فيلم مغربي يمكن القول أن محمد عهد بنسودة توفق بشكل مقبول في إبداع فيلم مشرف شكلا ومضمونا، يمكن لكل أسرة مغربية أن تشاهده بدون أدنى إحراج وذلك لأنه فيلم يحترم الخصوصية الثقافية المحلية ويحاول أن يوثق بالصورة والصوت لرياضة شعبية (لمشاوشة) كانت معروفة إلى عهد قريب في أوساط الصناع والحرفيين التقليديين بمدننا العتيقة وذلك في قالب سينمائي مقبول اعتمد فيه على الكفاء ات التقنية المغربية دون غيرها. لقد خرج محمد عهد بنسودة عن المألوف في اختياره لموضوع هذا الفيلم ونجح في استثمار علاقاته الطيبة بالتقنيين السينمائيين المغاربة و توظيف الخبرة التي راكمها طيلة اشتغاله مع الأجانب في أفلام سينمائية وسلسلات تلفزيونية صورت ببلادنا (ورززات ونواحيها بشكل خاص) من أجل إبداع فيلم مغربي قلبا وقالبا بإمكانه أن يحقق الفرجة والمتعة للجمهور الواسع . فما أحوجنا إلى أفلام مشابهة لفيلم موسم لمشاوشة تنهل من تاريخنا الطويل والعريض وتنفتح بشكل إيجابي على موروثنا الثقافي المتنوع والغني. ناقد سينمائي