علمت التجديد أن مصلحة الشرطة القضائية بمراكش أحالت يوم الثلاثاء 29 شتنبر 2009 على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف 6 أفراد من عصابة متخصصة في تزوير أوراق نقدية من فئة 50 و100 و200 درهم، فيما يجري البحث عن أربعة آخرين. وأظهرت التحريات المعمقة التي أجرتها مصالح الأمن في القضية إلى وجود شبكة إجرامية منظمة، لم يكن عملها يتم بشكل هاو وبعمليات محدودة، كما حاول الشبان الثلاثة المعتقلون أولا في القضية إيهام رجال الشرطة في محضر التحقيقات الأولية، بل بشكل منظم، وروجت مبالغ مالية كبيرة. وقالت مصادر مطلعة إن رجال الأمن كانوا يعملون بشكل متكتم على القضية منذ يوليوز الماضي، حيث تم اكتشاف أول خيط للشبكة، بعدما تمكنت عناصر الشرطة القضائية من ضبط المسمى أحمد.ك في حالة تلبس بحيازة وتزوير أوراق مزورة من فئة 200 درهم، وأدى البحث معه ووضع خطة أمنية إلى اعتقال شريكه المدعو الحسين.أ (مزداد سنة 1978) المنحدر من مدينة تافراوت، وحجز أوراق نقدية مزورة بحوزته. وكشفت التحقيقات عن وجود فتاة ضمن الشبكة تسمى سهام، ثم نصب كمين لها من قبل الشرطة، واعتقلتها وبحوزتها ظرف به أوراق نقدية مزورة أيضا. واعترفت أن خليلها أحمد هو من كان يقوم بتزوير الأوراق المالية لتسديد الدين الذي كان يطالبه به الحسين، وأن هذا الأخير هو من اشترى لهم الحاسوب وجهاز السكانير والطابعة، إذ تكلفت سهام بكراء شقة من أختها لتتم فيها عملية التزوير بحي المسيرة. وأضافت المصادر أنه بعد اعتقال خليلها، والذي أصر على عدم إقحامها في القضية طلب منها الحسين نقل المعدات إلى مقر إقامتها بباب دكالة، ومواصلة عملية التزوير، إذ كانت الأوراق النقدية تنسخ بواسطة السكانير إلى الحاسوب الذي يطبعها بنفس مواصفات النقود الصحيحة، ويقوم أحمد بتلوين المناطق الملونة باللون الفضي بواسطة الماركور من نفس اللون، كما اعترفت سهام بأنها كان تتصل بسائق طاكسي يشتري منها الأوراق المزورة، وقد اعتقلته أيضا مصالح الأمن في كمين بمساهمة سهام، وهو الذي كشف عن أسماء باقي أفراد الشبكة التي تمكنت عناصر الشرطة من اعتقالهم وحجز الأوراق النقدية بحوزتهم، كما تم حجز جهاز اسكانير وحاسوب وطابعة ومجموعة من دفاتر الشيكات وهواتف نقالة وعشرة آلاف درهم مزورة و1200 درهم حقيقية. وأشارت المصادر مطلعة إلى أن العصابة روجت مبالغ مهمة لم يتمكن أحد أفراد العصابة من تحديدها، وأن بعضها ما زال يروج بين المواطنين، ويصعب معرفتها إلا بالنظر إليها في ضوء النهار، إذ يتضح أن صورة جلالة الملك لا تظهر، وأن خيط الأمان لا يظهر للعيان.