بلغ عدد القتلى في ثلاثة حوادث سير متفرقة 12 قتيلا وعددا من الجرحى ضمنهم حالات خطيرة. وسجلت حصيلة من ثلاث وفيات و26 في حالة خطيرة و70 أصيبوا بكسور في الأرجل والأيدي والقفص الصدري، في حادثة سير مروعة على الطريق الرابطة بين إتزر وزايدة، بسبب انفجار في عجلة شاحنة كبيرة، كانت تقل 104 من العمال، وهي في طريقها إلى حقل لجني التفاح، انقلبت على ركابها فدهستهم، وألحقت أضرارا بليغة بآخرين. وحسب شاهد عيان من المنطقة، فإن الحادثة وقعت صباح أول أمس الثلاثاء، ثاني أيام عيد الفطر، حوالي الساعة السابعة صباحا، عند مدخل جماعة زايدة، حيث الطريق ملتوية بعض الشيء، وقال في حديث ل التجديد إن سيارة الإسعاف الوحيدة بزايدة جاءت بعد نصف ساعة من الحادث، لكنها كانت غير كافية بالنظر إلى عدد المصابين، بينما تأخر (الديبناج) نحو ساعتين، وهي المدة التي قضاها كثير من المصابين تحت الشاحنة التي انقلبت عليهم.وأضاف المصدر أن سيارات للإسعاف التحقت بعد ذلك، حيث تم نقل الوفيات إلى المستوصف في انتظار تسليمهم إلى عائلاتهم، كما تم نقل 26 شخص، حالتهم خطيرة، إلى مستشفيات مدينة مكناس على بعد نحو 200 كيلومتر، فيما تم توزيع الآخرين، وعددهم 70 مصابا بكسور في مختلف أنحاء الجسم، على مستوصفات زايدة وميدلت، تلقوا بها الإسعافات الأولية. وقال علي أمزوغ، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي، إن حوالي 14 طفلا لا تتعدى أعمارهم 12 سنة من بين المصابين في حالة خطيرة، وأكد أن مالكي حقول التفاح بالمنطقة لا تتورع عن تشغيل الأطفال، لكون السكان هناك فقراء، وينتظرون هذا الموسم ببالغ الصبر من أجل العمل، وأوضح أن بين المصابين أيضا عشرات النساء من المتزوجات وغيرهن. وكشف أمزوغ في تصريح لالتجديد أن سائق الشاحنة هرب، ربما خوفا من غضب العمال وعائلاتهم، وأكد أن الشاحنة تعود لصاحب حقل من حقول التفاح، يستخدمها لنقل العمال بحقله.أما رئيس جماعة ميدلت، محمد حنيني، فأرجع سبب الحادث إلى الحالة الميكانيكية للشاحنة، التي وصفها بأنها قديمة وعجلاتها متآكلة، وقال حنيني إن الذي فاقم من الوضع هو غياب مستشفى بالمنطقة، مشيرا إلى زيارة الملك محمد السادس السنة الماضية إلى خنيفرة، كان قد أعطى بها الانطلاقة لبناء مستشفى بمدينة ميدلت، في إطار إعالدة هيكلتها، غير أن وزارة الصحة لم تباشر بعد الأعمال من أجل تسريع وتيرة بنائه. وبمدينة سلا، توفي زوجان وطفلتهما التي لا يتجاوز عمرها السنتين، على إثر حادثة سير مروعة، كما توفي شخصان آخران في سيارة أخرى، فيما أصيب أربعة آخرون، بسبب حادثة اصطدمت فيها ثلاثة سيارات خفيفة، بسبب السرعة المفرطة، على الطريق المؤدية إلى سلاالجديدة عند عين الحوالة، وذلك بعد انحراف إحداها عن الطريق لتصطدم بالأخريين من الاتجاه المعاكس. كما توفي أربعة آخرين نواحي مدينة سيدي سليمان، فيما أصيب أربعة آخرون بجروح، اثنين منهم إصابتهم بليغة، وذلك في حادث سير وقع، أول أمس الثلاثاء، نتيجة اصطدام وقع بين سيارة رباعية الدفع وسيارة خفيفة، مضيفا أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم على الفور، في حين توفي الشخص الرابع وهي سيدة، متأثرة بجروحها بعد وصولها إلى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة. وعند مدخل الطريق السيار (فاس-الرباط) وقعت سبعة حوادث سير تسببت في عرقلة حركة المرور، ووقفت التجديد على الوضع ابتداء من الساعة السابعة مساء، أول أمس، وعزت مصادر أمنية سبب الحوادث المتفرقة إلى السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين السير. يذكر أن متوسط عدد قتلى حوادث السير يبلغ نحو 11 قتيلا في اليوم. وتكلف ما يوازي 5,2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، أي حوالي 11 مليار درهم سنويا، وهو ما يعكس حجم المعضلة التي يعانيها المغرب الذي أصبح يتبوأ مراتب متقدمة في عدد حوادث السير وفي عدد القتلى الذين تحصدهم الطريق، إذ يبلغ معدل ضحايا حوادث السير3 آلاف و600 قتيل سنويا، ويرجع ارتفاع حوادث السير إلى تهالك الطرق وتقادم وسائل النقل وتفشي الرشوة والأمية، والسكر وعدم احترام قوانين السير.