أكد رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية أن العقلية التي تقود الضفة الغربيةالمحتلة عقليةٌ انقلابيةٌ، لا تؤمن بالشراكة السياسية والعمل المشترك، وتعوَّدت على التفرُّد بالسلطة والحديث عن الديمقراطية، في الوقت الذي تمارس فيه ما يناقضها. وأضاف رئيس الوزراء خلال اعتصام نظَّمه المجلس التشريعي بغزة تضامنًا مع رئيسه د. دويك والنواب المحرَّرين في الضفة، الأربعاء (16-9): "بدأت هذه العقلية الخطيرة بعدما أعلن عن نتائج الانتخابات التشريعية النزيهة"، مشددًا على انسياق هذه العقلية كليةً وراء مخططات كبرى؛ تستهدف تقويض مشروع المقاومة، وتبديد رموز الصمود الفلسطيني، وتعطيل المجلس الذي شرع المقاومة. وتساءل مستهجنًا: "ماذا نفعل بهذه العقلية وبهذه الخطوات والسياسات الممنهجة التي يتعرَّض لها النواب، وعلى رأسهم د. عزيز دويك؛ أحد قادة الأمة الذين حملوا همَّ القضية على مدار تاريخه الطويل؟!". وفي سياق غير بعيد، أكدَّ رئيس الوزراء موقف حكومته الداعم للحوار والانتخابات، ولكنه استدرك قائلاً: "لكنهما (الحوار والانتخابات) يحتاجان إلى توفر إرادات سياسية في كلا الطرفين لا من طرف واحد"، وأضاف أنه "لا يمكن إجراءُ انتخابات دون توافق وطني، ودون تغيير البيئة الداخلية التي نعيش ودون قطاع غزة". وأكد أبو العبد أن "لعبة التباكي المتواصلة للوصول إلى استحقاق الانتخابات في 25 كانون ثان (يناير) في ظل الوضع القائم؛ لا يمكن أن تمرَّر"، منوِّهًا بأن أية انتخابات تشريعية أو رئاسية يجب أن تسبقها مصالحة حقيقية، واتفاق على الشروط والبيئة والمناخ والمعطيات التي يجب أن تتوفر أولاً في الضفة ثم في غزة، "فالشعب الفلسطيني شعبٌ يتسلَّح بالوعي الكامل لما يجري حوله، وقادرٌ على تصدير قيادات أمينة سياسيًّا وإداريًّا وأخلاقيًّا". واستنكر ما يجري في الضفة المحتلة من انتهاكٍ مبرمجٍ للشرعية الدستورية، ولأصول العلاقات والقيم، وضربٍ لكل قواعد التفاهم السياسي. وقال هنية: "ما يحدث بالضفة مناقضٌ كليًّا لما يشيع عن قرب المصالحة"، لافتًا إلى أن حركته استقبلت بكل احترام الورقة المصرية، وأكَّد أنَّ فيها ما يفتح الآفاق إلى مصالحة حقيقية، مستدركًا: "هل يمكن أن يتوافق طرح الورقة مع ما يجري في الضفة؟!". ودعا القيادة المصرية إلى العمل على الضغط الكامل على صنَّاع القرار في الضفة؛ لوقف هذا التدهور، وإزالة العقبات أمام الحوار والمصالحة الفلسطينية. وعبَّر هنية في نهاية الاعتصام عن أمله أن يكون هذا "الاعتصام صرخةً عاليةً عشية العيد؛ لتغيير العقلية التي تحكم الضفة، ولعودة عمل المجلس التشريعي ككتلة برلمانية واحدة وموحَّدة"، مطالبًا د. دويك بممارسة عمله كاملاً كرئيس للمجلس التشريعي، وتخطِّي كل العراقيل، وعدم الانصياع لمحاولات تغييبه عن دائرة العمل التشريعي والسياسي.