في مثل هذا اليوم 26 رمضان من السنة الماضية أسلم الدكتور عبد الكريم الخطيب عن عمر يناهز 87 سنة تاركا وراءه إنجازات جليلة وطنية ودولية. وصرح محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمناسبة ل التجديد بالقول: بمناسبة مرور سنة على رحيل الدكتور عبد الكريم الخطيب نسأل الله أن يجعل عمله الصالح أنيسه في قبره، ونتذكر ويتذكر معنا المغاربة رجلا عايش أجيالا ويذكره كل جيل بما تركه من أثر، فجيل المقاومة يتذكر ذلك الرجل المقاوم للاحتلال والمنافح عن حرية الوطن. وفي هذا اليوم تذكره كل قيادات التحرر في العالم، ومنها مقاومة الاحتلال في فلسطين ومقاومة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. وأضاف الحمداوي أن الحركة الإسلامية في المغرب تتذكر بالمناسبة ما قدمه من خدمات جليلة على رأسها ما اصطلح عليه بالخصوصية المغربية، والتي تتجلى في إدماج الحركة الإسلامية في العمل السياسي ليدشن المغرب خصوصيته، على عكس بعض الدول العربية التي ساد فيها الصراع بين الأنظمة والحركات الإسلامية، وهو ما لا يستفيد منه إلا خصوم الإسلام بشكل عام. ونسأل الله أن يوفقنا للاستمرار على خيار المشاركة والتدافع. ومن المبادرات التي أقيمت عرفانا بمكانة الراحل عبد الكريم الخطيب تسمية أحد أكبر شوارع حي الرياض بالرباط باسمه. يذكر أن تشييع جنازة الراحل تم يوم 27 رمضان بمقبرة الشهداء بالرباط بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد والوزير الأول عباس الفاسي ومستشاري الملك محمد معتصم وعبد العزيز مزيان بلفقيه وعباس الجراري، ومحمد رشدي الشرايبي عضو الديوان الملكي وعدد من أعضاء الحكومة. كما حضر هذه المراسم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وزعماء الأحزاب السياسية وعدد من البرلمانين والمنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية. وتلا محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى أسرة الفقيد. ولد الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله بمدينة الجديدة في 20 مارس 1921 وهو الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية بالمغرب. وفي سنة 1490 أسس منظمة الكشفية الحسنية، ودرس الطب في مدينة الجزائر العاصمة، وهو أول رئيس لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا. وفي سنة 1951 أصبح الدكتور الخطيب أول طبيب جراح في المغرب. وفي سنة 1952 أسهم في تأسيس قيادة جيش التحرير المغربي. وقد كان الراحل أحد الوجوه البارزة في حركة المقاومة وجيش التحرير، وتقلد العديد من الحقائب الوزارية بعد الاستقلال منها على الخصوص الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية، ووزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، كما شغل أيضا منصب وزير الصحة، ووزير دولة. ولم يتوقف الدور الذي قام به الراحل عند المستوى الوطني، بل عمل رفقة رجالات الحركة الوطنية على دعم ومساندة حركات التحرير بالمغرب العربي إيمانا بوحدة المصير المشترك. كما أسهم إسهاما فعالا في دعم حركات التحرر في إفريقيا، خاصة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا بقيادة زعيمه نيلسون مانديلا. وكان الراحل رئيسا لأول برلمان سنة1963، إذ استمر في هذا المنصب إلى غاية يونيو1965 . وفي سنة1957 أسس الدكتور الخطيب إلى جانب المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية قبل أن يؤسس سنة7691 حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية. وفي سنة1996أسس الفقيد حزب العدالة والتنمية الذي تولى أمانته العامة إلى غاية2004 قبل أن يتم اختياره رئيسا مؤسسا للحزب، وهو المنصب السياسي الذي ظل يشغله إلى حين وفاته.