وسط الآلاف من مناضليه ومتعاطفيه، أبّن حزب العدالة والتنمية، يوم الأحد 30 نونبر 2008 بمركب الأمير مولاي عبد الله، رئيسه المؤسس الدكتور عبد الكريم الخطيب في ذكرى وفاته في رمضان المعظم الأخير، في مهرجان وطني نظم تحت شعار على درب الوفاء يا خطيب، وحضره، بالإضافة إلى أسرة الدكتور الخطيب، ولده وبناته وأحفاده، كل من إدريس جطو الوزير الأول السابق، ومحمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وفتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، و ممثلين عن أبرز الأحزاب السياسية منهم إدريس لشكر عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمحجوبي أحرضان رئيس الحركة الشعبية، وعبد الرحيم الحجوجي عن حزب اتحاد القوات المواطنة، وسفراء دول عربية وإسلامية، خاصة سفيرا جمهوريتي إيران والسودان. فقرات المهرجان، الذي سيّره الأمين العام للحزب بنفسه، عبد الإله بن كيران، انطلقت بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، من ترتيل المقريء أحمد الخالدي. وقال بنكيران تعليقا على شعار المهرجان، إن الوفاء للخطيب رحمه الله، هو وفاء للعهد الذي جمعه مع أبناء حركة التوحيد والإصلاح قبل أزيد من عشر سنوات، وأضاف بنكيران إن العهد الذي بيننا وبين الخطيب مبني على العمل من أجل إقامة الدين والدفاع عن الوطن والدفاع عن الملكية التي فوقها إمارة المؤمنين، قبل أن يطلب من آلاف المواطنين الذين غصت بهم جنبات قاعة المركب مولاي عبد الله ترديد النشيد الوطني. الذي تلاه شريط وثائقي حول حياة الدكتور الخطيب وشهادات لكل من أحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، وعبد الإله بن كيران الأمين العام الحالي للحزب، والذي يعرف بأنه هو من قاد عملية التفاوض، إلى جانب عبد الله بها، مع الدكتور الخطيب من أجل اندماج أبناء التوحيد والإصلاح في حزبه الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية سابقا. وبعد قراءة برقية التعزية التي وجهها الملك محمد السادس إلى الحزب في وفاة الخطيب رحمه الله، تلاها نائب الأمين العام عبد الله بها، ألقى عمر الخطيب، إبن الفقيد، كلمة باسم أسرة المرحوم، ذكر فيها بخصال والده كأب أسرة كبيرة، الذي كان يحرص على أن تكون تربيتنا أصيلة ومنفتحة في الآن نفسه، يقول عمر الخطيب، وحريص على تكون مواقفنا منسجمة مع أحكام الإسلام. أما الأستاذ بنعبد الله الوكوتي، رفيق الخطيب في نضاله منذ تأسيسه لجيش التحرير في الخمسينات، فقال في كلمات قليلة، إنه كانت بينه وبين الخطيب علاقة أخوية وثيقة جمعتهم في السراء والضراء، قبل أن يؤكد أنه كان يتمنى الموت قبل الخطيب، لكن الله قدر عكس ما أراد. وتميزت فقرات المهرجان بكلمة للمهندس محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الذي قال في كلمته إنه إذا كانت الحركة الوطنية تذكر للخطيب أنه كان مؤسسا لجيش التحرير وقائدا له، فإن الحركة الإسلامية في المغرب تذكر للخطيب أنه كان فاتح الباب أمامها للمشاركة والولوج إلى العمل السياسي، وأكد الحمداوي أنه باسم حركة التوحيد والإصلاح يؤكد أن أبناءها هم أبناء للخطيب وحفدته. وأضاف الحمداوي أن الوفاء للمرحوم الخطيب هو وفاء لخيار المشاركة من أجل إقامة الدين وإصلاح المجتمع، بالرغم من صعوبات وتحديات هذا الخيار، وأكد حركة التوحيد والإصلاح ماضية في هذا الطريق إلى نهايته. وشدد في الوقت ذاته على أن الوفاء للدكتور الخطيب هو وفاء لدعم قضايا الأمة الإسلامية، ودعم لخيار الصمود والمقاومة، وعلى رأس ذلك قضية فلسطين وفي القلب منها القدس الشريف. وجدد الحمداوي بقوله، إن ذكرى تأبين الخطيب هي مناسبة لتجديد عهدنا وشراكتنا في حركة التوحيد والإصلاح مع حزب العدالة والتنمية مع الحفاظ على استقلال الطرفين. وركز الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد في كلمته على سمات الدكتور الخطيب المتمثلة في التواضع الشديد بلا غرور والفراسة، ورؤ.يته الاستراتيجية، حيث كان يقول إن المغرب إذا كان يريد أن يكون رأسا فعليه أن يرتبط بإفريقيا. وأضاف أبو زيد أن الخطيب رحمه الله كان انسانيا، حيث كان له قلب كبير يسع الجميع.