تحولت صفحات الفايس بوك إلى فضاء لمحاكمة الإنتاجات التي تعرضها القناتان الأولى والثانية خلال شهر رمضان، وتوالت الحملات التي كان عنوانها الأبرز مقاطعة الإنتاجات التي تعرضها القناتان، وبلغ عدد الجموعات التي فتحت صفحة للمنقشة 23 جموعة الى حدود بوم الأربعاء 9 شتنبر 2009 فيما بلغ عدد التعاليق التي تناولت بالنقد برامج القناتين 1017 تعليقا كما استقطبت تلك المجموعات عددا كبيرا من الأعضاء بلغ في إحداها 13 ألف عضو. وكان بعض الشباب قد أطلقوا منذ بداية رمضان لهذه السنة حملة لجمع التوقيعات تنتقد الإنتاجات التي وصفوها بكونها تستغبي المغاربة، وقد لقيت الحملة تجاوبا من الشباب الفايسبوكيين الذين انخرطوا في محاكمة ما تعرضه القناتان العموميتان. وهكذا فتح العديد من الشباب صفحاتهم في الموقع الاجتماعي الشهير لنقاشات حول الإنتاجات التلفزيونية التي اعتبروها في المجمل مكررة وحامضة وتسيء إلى الذوق العام. أحد شباب الفايس بوك اعتبر في تعليق هازء على هذه الإنتاجات التي تسمى كوميدية بأن هذه الأخيرة تعتبر من أكبر الأسباب المؤدية إلى مرض ارتفاع الضغط الدموي في المغرب، فيما اعتبر آخر أن القناتين الأولى والثانية لا تعيران للمشاهد المغربي أي أهمية، موضحا أن تمويل هذه الإنتاجات المخلة بالحياء ليس إلا إهدارا للمال العام واحتقارا للمغاربة، فيما رفع ثالث شعار: جميعا ضد من يسرق الأموال من الناس تحت ذريعة إضحاكنا، وشعار آخر: رمضان بدون الخياري وفهيد والناصري. ودعا شاب مغربي جميع الغيورين على العقل البشري من الانقراض إلى المطالبة بالتوقف عن استخلاص ضريبة القطاع التلفزي من فاتورة الكهرباء، فيما أوضح آخر أن المسؤولين في تلفزتينا ليسوا بلداء، وأنهم يعرفون أكثر من غيرهم خطورة الإعلام؛ لذلك - يضيف- هم حريصون على إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأنهم يخشون من الأعمال الهادفة التي تكشف عوراتهم وتفضح تواطؤهم مع ثقافة التضبيع وتصنيع الربوهات البشرية. من جهته طالب محمد المسكاوي رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام وزارة الاتصال ووزارة المالية بفتح تحقيق في طريقة اختيار ما أسماه المهازل والتفاهات التي تعرضها القناتان العموميتان خلال شهر رمضان، وطالب المسكاوي في تصريح لالتجديد نواب الأمة في البرلمان بتقديم استفسارات للحكومة حول تفاصيل هذه المهازل لتوضيح الصورة للرأي العام، داعيا الشعب المغربي إلى توجيه رسالة صارمة وصريحة للمسؤولين في القناتين (الأولى والثانية)، وذلك بمقاطعة برامجها حتى تتدنى نسب المشاهدة وتضطر القناتان إلى سحب هذه الإنتاجات التي لا تحترم الأذواق. وأشار المسكاوي إلى أن القنوات العمومية تمول من المال العام عن طريق الضرائب وفاتورة الماء والكهرباء وعن طريق ميزانية عامة تمنحها الدولة وعن طريق عقود الاستشهار من المؤسسات الوطنية وغير الوطنية، لذلك فالمفروض فيها إنتاج برامج فنية وثقافية ورياضية تلبي الذوق العام والأخلاق العامة وقيم المجتمع المغربي. وأوضح المسكاوي أن الهيئة الوطنية لحماية المال العام تسجل غياب إرادة حقيقية لدى أجهزة الدولة في محاربة مظاهر النهب واستغلال المال العام، والتي تظهر في مثل هذه التفاهات الرمضانية، داعيا إلى وقف التعامل مع شركات الإنتاج التي تستغل المال العام كما يقول، وتستغل حتى بعض الممثلين المقتدرين في إنتاج خمس دقائق أو عشر دقائق من سلسلة فكاهية تافهة لا تقدم أي رسائل ثقافية أواجتماعية بملايير الدراهم. وإضافة إلى البرامج الرديئة التي تعرض في ساعات الذروة، والتي لقيت انتقادات واسعة، فقد أغرقت القناتان العموميتان المشاهدين بسيل من الإشهارات التي ارتفعت نسبتها خلال هذا الشهر الكريم مقارنة مع شهور السنة الماضية، وقد أفادت مجلة جون أفريك في تقرير لها أن الإشهارات تعرض لأزيد من 68 ساعة خلال شهر رمضان مقارنة مع 16 ساعة في الشهور الأخرى، وأظهر التقرير أنه في المغرب يتم بث 27 فاصلا إشهاريا يوميا مقارنة مع 18 في الأيام العادية. وأفادت المجلة أن المواطن المغاربي يشاهد الوصلات الإشهارية أزيد من 5 مرات من النسبة العادية. وتأتي وانا على رأس الشركات المستشهرة بالمغرب بحوالي 900 ثانية في اليوم، تليها اتصالات المغرب ب 425 ثانية في اليوم، وميديتيل 420 ثانية في اليوم.