أطلق مجموعة من السعوديين مؤخرا نسخة عربية من موقع يوتوب تحت اسم "يوتوب النقي"، حيث تحكمه المبادئ الإسلامية، ويراعي الأعراف والآداب العامة، ويخلو من الموسيقى وصور النساء، فيما تحولت صفحات المشايخ على موقع الفيس بوك منبرًا للفتاوى في شهر رمضان. ويرفع موقع "يوتوب النقي" الذي يبث منذ فترة شعار "بيئة نظيفة ومشاهدة مفيدة"، امتثالا لما تعهد به بأن تكون "جميع المقاطع خالية من المحاذير الشرعية". وقال القائمون على الموقع -الذين لم تعرف هوياتهم- في تصريحات صحفية: "للأعضاء الدور الأكبر في متابعة المقاطع المعروضة، وتنبيه الإدارة عن كل مقطع مخالف عن طريق الخيار (غير ملائم). وأضافوا: إنه "سيكون البديل المناسب للمشاهد المسلم الحريص على دينه وأخلاقه". ويتيح موقع "يوتوب النقي" فرصة مشاركة الأعضاء في جلب روابط المقاطع المناسبة وفق المبدأ الذي قام عليه الموقع. ويوتوب عبارة عن موقع ويب لمشاركة ملفات الفيديو، يستطيع المستخدمون من خلاله تحميل ومشاهدة ومشاركة لقطات الفيديو، وتولى إنشاء الموقع ثلاثة موظفين ممن كانوا يعملون سابقًا في شركة "باي بال" في فبراير 2005. فيس بوك ومن جهة ثانية، شكّل الموقع الاجتماعي الشهير ال"فيس بوك" بيئة افتراضية لمستخدميه لتبادل التهاني بحلول شهر رمضان، ومشاركة الأفكار الخاصة برمضان، والاحتفال بمظاهره إلكترونيا. ولم تغب المجموعات الرمضانية التي اتخذت الطابع الديني عن البيئة الافتراضية الجديدة لل"فيس بوك"، فهذه مجموعة أنشأها عدد من مستخدمي الموقع من مصر تدعو إلى جمع مائة ألف صوت، وذلك لمطالبة إدارة ال"فيس بوك" بوضع شعار صمم بمناسبة شهر رمضان على واجهة الموقع. ورغم أن عدد المصوتين لهذه الفكرة تجاوز خمسين ألف صوت، فإن مطالبات المستخدمين لم تتحقق، وهو ما دفع القائمين على المجموعة إلى تحويل الفكرة إلى أنشطة تختص بالتنمية الذاتية، إضافة إلى مجموعة أخرى تهدف إلى الترويج لمشروع أطلقته إحدى القنوات الدينية، وذلك لدعوة الشباب لإتمام عشرة ملايين ختمة للقرآن الكريم خلال هذا الشهر. ومجموعة ثالثة أطلق عليها صاحبها اسم "دعاء الإفطار"، يقوم من خلالها بإرسال أدعية يومية لتذكير الصائمين بقراءة دعاء الإفطار مع غروب شمس كل يوم. أحد مستخدمي ال"فيس بوك" ويدعى محمد المطيري، يقول: "لقد فضلت استثمار طاقات أصدقائي في الموقع للدعوة إلى تنظيم عمل خيري يختص بتوزيع المواد الغذائية على الفقراء". وأضاف أنه أطلق الفكرة من خلال مجموعة أنشأها على ال"فيس بوك" يدعو فيها أصدقاءه إلى التعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية بمدينة الرياض، من خلال التبرع المادي، أو الحضور الشخصي للمساعدة في توزيع السلال الغذائية على المحتاجين. ويتابع محمد: "خلال خمسة أيام فقط تمكنا من جمع مبلغ عشرين ألف ريال، قمنا من خلاله بتجهيز 165 سلة تموينية تحتوي الواحدة منها على ثمانية أصناف غذائية، وذلك بالتعاون مع جمعية "البر" بحي الروضة بالرياض". ساحات للإفتاء صفحات الدعاة والمشايخ هي الأخرى تحولت إلى ساحات للإفتاء، حيث يطرح المستخدمون فتاواهم على مشتركي ال"فيس بوك" من المشايخ، الذين يتولون الرد عليها بطريقة تفاعلية، وإلى جانب ذلك مثلت صفحات نجوم الشاشة في رمضان مجالا للدعاية لأعمالهم، وتلقي انطباعات الجمهور حولها. ومن ناحية أخرى، أجرت وكالة الأنباء الألمانية استطلاعا لآراء عينة من المشتركين العرب في الموقع، أظهر تأثر مشاركاتهم بنسب متفاوتة، نظرا لطبيعة المواقيت المختلفة في شهر رمضان، والصيام، والانشغال بالعبادة والتزاور، إضافة إلى الوجبة الإعلامية الدسمة التي تقدمها قنوات التلفزيون العربية من البرامج والمسلسلات الجديدة. واعتبرت عينة البحث التي بلغ عددها 1325 مشتركا في ال"فيس بوك"، معظمهم من الإناث، أن نشاطهم المعتاد في التعليقات والمحادثة والرسائل عبر الموقع أصبح أقل بنسب تتجاوز 60% خلال الأيام الأولى تحديدا، والتي تشهد زيارات عائلية كثيرة، إضافة إلى عدم قدرتهم خلال تلك الأيام على تحديد أوقات النوم والاستيقاظ ومواعيد الذهاب إلى العمل. وأكدت نسبة كبيرة من العينة أن مشاركي ال"فيس بوك" العرب منحوه خلال الأيام الماضية صبغة رمضانية واضحة من خلال الصور، والفيديو، والآيات القرآنية، والأناشيد الدينية، إضافة إلى تحوله إلى المكان الأبرز لتبادل التهاني بين الأهل والأصدقاء، بدلا من البريد الإلكتروني والهواتف. حنان كمال ضمن من استُطلعت آراؤهم، قالت إن مشاركاتها تضاءلت بنسبة تصل أحيانا إلى 90%، لأنها لا تجد أصدقاءها عادة ليشجعوها على البقاء في الموقع، على غير العادة، حيث كانت في أوقات سابقة تقضي معهم ساعات متواصلة دون ملل. وقالت لامار كرم (لبنانية) إنها لم تفتح صفحتها على ال"فيس بوك" خلال اليومين الأول والثاني من رمضان، لانشغالها بالتزاور وترتيب مواعيد عملها الجديدة خلال الشهر، في حين قال أبو أحمد المصري: إن تراجع الإقبال أمر طبيعي جدا، لأن شهر رمضان له طبيعة خاصة بسبب تزايد إقبال المسلمين على العبادات. "حرام في رمضان" ولفتت حبيبة حلمي (مصرية) إلى أن البعض حاول ترويج أن ال"فيس بوك" حرام في رمضان، لأنه يتسبب في ضياع الوقت المفترض استغلاله في العبادة، مشيرة إلى أنها ترفض تلك الأفكار، لأن ال"فيس بوك" وغيره من مواقع الاتصال الاجتماعي يمكنها أن تكون حافزا للكثيرين على الصيام والعبادة عن طريق تحفيز الأصدقاء بعضهم لبعض على قراءة القران والسيرة، بدليل وجود مسابقات دينية كثيرة بالفعل. واتفقت معها سارة نور الدين (مصرية) في أن ال"فيس بوك" يقدم طريقة حديثة للتواصل بين البشر، خصوصا في المناسبات المهمة مثل شهر رمضان الذي شهدت صفحاته معايدات بين المشاركين فيه، فاقت بعدة أضعاف ما كان يحدث في السنوات السابقة باستخدام البريد الإلكتروني أو الهواتف. وقال ياسر خليل (مصري) إنه يمكن رصد ما سماه "رمضان الفيسبوكي" الذي شهد تهاني الأجانب لأصدقائهم المسلمين، ومشاركة القصص والفيديوهات الإخبارية المتعلقة بالشأن الإسلامي بشكل مكثف، كما حضرت مظاهر الاحتفال بشهر رمضان إلى الموقع بقوة عبر صور الياميش والتمر، وأشهى الأكلات، والأدعية، والتواشيح التي كانت نادرة الظهور، والتي أعادها ال"فيس بوك" إلى الواجهة من جديد في رمضان. ووافقته الرأي مروة عبد الفضيل (مصرية) حيث قالت: إن الحنين إلى الماضي كان أبرز السمات على ال"فيس بوك"، حيث نشر المشاركون كثيرا من التواشيح والأدعية والبرامج والأغنيات القديمة، وأنها شخصيا وضعت لقطات من "فوازير نيللي" وحلقات برامج قديمة، منها "بوجي وطمطم"، و"فطوطة"، مضيفة أن التأثير امتد أيضا إلى الصور الخاصة بالحسابات الشخصية للأعضاء التي تحول معظمها إلى صور دينية أو فوانيس. قم بزيارة اليوتويب النقي من خلال الرابط التالي: http://www.naqatube.com/