بعد كل من «قناص تارجيست» و«قناص طانطان» وبقية القناصة المجهولين الذين يبثون يوميا على موقع «يوتوب» العالمي مقاطع فيديو تتناول «فضائح مغربية» تشمل الرشوة والدعارة واحتجاجات المعطلين التحق منذ أسبوع فقط قناص جديد يدعى «القناص البيئي» المتخصص في فضح «الجرائم البيئية» في المغرب. بدأ «القناص البيئي» ببث مقاطع الفيديو على خلفية تدمير مشروع سكني لمجموعة عقارية، لجزء كبير من حديقة الحيوانات بتمارة، وتسييج الحديقة الوطنية بحاجز حديدي وتدمير آلات الحفر الضخمة التابعة للشركة المعنية لجزء كبير من الفضاء الذي كان مخصصا في السابق لزوار الحديقة وحيواناتها. مقطع الفيديو، الذي شاهده ملايين زوار «يوتوب» منذ أيام، مدته خمس دقائق وثماني عشرة ثانية ويصور بالتفصيل أخطار «الجدار العازل» الحديدي الذي أقامته مجموعة عقارية على حياة بعض الحيوانات، كما يرافق مقاطع الفيديو تعليق مباشر للمصور، حيث يصف ما حدث ويقول: «هنا نشاهد طائر الحدأة الأسود النادر والذي جلب من آسيا وهو الآن قربان أشغال لدى مجموعة الضحى التي تضرب طمأنينة هذه الطيور مما يدفعنا إلى التساؤل إلى أي حد يمكن لهذه الطيور العيش في هذا المجال؟». سيصل الأمر بالمعلق الصوتي على الصور إلى حدود السقف السياسي عندما سيتهم المجموعة العقارية ب«الاستيلاء على ما يقارب 20 هكتارا من أرض الحديقة»، بعد ذلك ينتقل «القناص» ليركز على صور الجدار الحديدي وصور آليات البناء، ويتساءل «القناص البيئي» فيما بعد عن: «أين هي هذه الحديقة النموذجية التي كنا دائما نتحاور بشأنها مع مدير الموارد البشرية والمندوب السامي في آخر لقاء تم في 20 يوليوز». مقطع فيديو حديقة الحيوانات الوطنية، يأتي بعد أسابيع قليلة من بث «قناص طانطان» لآخر فضائح الارتشاء الجمركي بالمنطقة، وبعد أشهر قليلة من بث الموقع العالمي لآخر إنتاجات «قناص تارجيست» المتخصص في مراقبة ارتشاء رجال الجمارك المغاربة في مدخل مدينة «تارجيست» الجبلية. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، لأن «يوتوب» أصبح اليوم أكبر فضاء لفضح واقع الحال المغربي، وبمجرد كتابة كلمة «فضيحة» بالحروف اللاتينية (fadiha) في خانة البحث بالصفحة الرئيسية للموقع تطالع الزائر عشرات مقاطع الفيديو لمغاربة آثروا أن يمارسوا طريقة «الفضح الإلكتروني». ومن بين أكثر مقاطع الفيديو المغربية مشاهدة هذه الأيام، صور لفتيات من مدينة كلميم وهن في حالة سكر، ويرقصن على إيقاع موسيقى خليجية في جلسة ماجنة حول قارورة نبيذ «كروان» المغربي، والفيديو يتم بثه حاليا تحت عنوان: «فضيحة بنات كلميم». «قناص» آخر بدأ يسطع نجمه هذه الأيام على موقع «يوتوب» وهو المتخصص في رصد تدهور حالة الطرقات بمدينة آسفي، وبث إلى حدود الأمس 3 مقاطع فيديو قصيرة ترصد حالة الطرقات المتردية بالمدينة. للإشارة فموقع «يوتوب» لم يحذف أيا من هذه الصور ما عدا تلك التي ترصد فتيات مغربيات في حالة عري، أو في لقطات فاضحة، حيث يتم حذفها في أقل من دقيقتين مباشرة بعد بثها. ويضم الموقع عددا كبيرا من صور التظاهرات الاحتجاجية في الرباط سواء المتعلقة بالطلبة المعطلين أو تلك التي تنظم تضامنا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، وكانت آخرها صور الوقفة التضامنية الأخيرة للتضامن مع أبناء غزة.