وضعت النيابة العامة أربعة موظفين في الأمن رهن الاعتقال بمدينة أكادير، لمتابعتهم على خلفية شريط بثه موقع يوتوب لقناص إفني يظهر الموقوفين في حالة ارتشاء. وحسب مصادر لوكالة المغرب العربي للأنباء، فقد قامت مصلحة الإدارة العامة للأمن الوطني ببحث مستفيض في النازلة، تبين من خلالها أن عناصر الشرطة الأربعة، أخلوا بجميع الضوابط التي يجب مراعاتها من لدن رجل الأمن. وأضاف المصدر ذاته أنه بعد إنجاز مسطرة في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة لمدينة أكادير، قدم عميد الشرطة الذي يظهره الشريط أمام هذه النيابة، في حين قدم العناصر الثلاثة الباقون إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بنفس المدينة. وكان قناص سيدي إفني قد أطلق يوم الخميس 1 يوليوز 2009 ، على موقع هسبريس ، شريطا من عشر دقائق و54 ثانية يظهر خمسة دركيين وأربعة عناصر من الشرطة بمدينة تيزنيت في ما أسماه بالمصيدة ، وقد حرر القناص للدركيين وللشرطة محاضر رقمها من 14 إلى 22 مبرزا هذه العناصر في ما أسماه وضعية ابتزاز السائقين من خلال الحصول على مبالغ مالية بمداخل مدينة تيزنيت. وسبق للقيادة العليا للدرك الملكي، أن أصدرت منذ 2007 عددا كبيرا من العقوبات التأديبية في حق رجال من الدرك الملكي ثبت تورطهم في الرشوة، لم ترصدها لجان التفتيش التابعة للدرك، بل نقلتها عدسة كاميرا قناص تارجيست، وسيدي إيفني وغيرهما من القناصين الذين سلكوا طريق فضح الفساد بكاميراتهم الخاصة. وقال لحبيب حاجي، محامي بهيئة تطوان، وأحد الموقعين لـرسالة إلى التاريخ التي فضحت الفساد المتفشي في مجال القضاء، إن موقع يوتوب ومن خلاله كاميرات الأشخاص الذين أخذوا على عاتقهم محاربة الفساد والرشوة في صفوف الدركيين ورجال الأمن، ليس إلا تعويضا للنقص الذي كان لدى الحقوقيين والإعلاميين الذين يناهضون مثل هذه الممارسات، والمتمثل في غياب الإثباتات الملموسة، على اعتبار أن القناص يأتي بالدليل الدامغ لإثبات الرشوة، حيث يظهر المرتشين في حالة تلبس بالصوت والصورة. وأضاف حاجي في تصريح لـالتجديد أن قناصي اليوتوب الآن صاروا يحرجون الدولة، وبالأساس الجهات المعنية بالمرتشين، لأن الملايين من المواطنين صاروا يطلعون على كل يوم على جرائم الرشوة التي يكون أبطالها رجال الأمن، وبالتالي لا وسيلة للتهرب من مساءلتهم والزج بهم في السجن للتحقيق معهم. من جهة أخرى، شدد حاجي، على ضرورة التعامل مع فاضحي الفساد بشكل إيجابي، على اعتبار أنهم يساعدون الدولة للإطاحة بالمفسدين، على الأقل على مستوى الطرقات، مشيرا إلى أن هؤلاء القناصين لا يرتكبون أي جريمة، لكن من المفترض أن يأخذوا كل الحيطة والحذر فقد تطالهم يد المسؤولين المحليين الذين يحرجهم فيديو القناصة، للزج بهم في السجن بتلفيق تهم انتقامية. يذكر أن قناص تاركيست هو الاسم الذي اختاره الشخص المجهول الهوية الذي وجه سلاحه الخفي الكاميرا ضد ممارسات الدرك الملكي، استطاع أن يعتمد تقنيات عالية لاقتناص الدركيين وتصويرهم بطريقة احترافية توضح عمليات الارتشاء، وسبق أن عرض ثلاث أشرطة على الموقع العالمي يوتوب، أسماهم على التوالي الوعد الصادق، البرهان القاطع، البركان الثائر والإنذار الصارخ. وكانت قناة إل سي إل الفرنسية الخاصة قد بثت روبورتاجا حول قناص تارجيست وصفته فيه بـروبن هود المغربي. وبعيدا عن قناص تارجيست سبق أن تصيدت كاميرا شخص آخر العديد من الدركيين في حالة تلبس، وبعد شريطه الأول المسمى (عاصفة الصحراء)، الذي أسفر عن إيقاف 5 دركيين، أظهر شريطا آخر سماه (إعصار الغضب) رصد من خلاله 8 دركيين متلبسين في الارتشاء بحاجز الدرك الخاص بإقليم تزنيت. وحسب مؤشرات تراسبارانسي المغرب لـ4 ماي 2009 والمتعلق بالقطاعات الأكثر تعرضا للرشوة، يحتل رجال الأمن المرتبة الأولى بنسبة 3,4 في المائة، متبوع بالأحزاب والجمارك..، مقارنة افريقيا والشرق الأوسط.