بث شخص ملقب ب«ميتو 2008»، أول أمس الأحد، مقاطع من شريط فيديو تستعرض تفاصيل لقاء غير رسمي جمع عمدة أكادير، طارق القباج، بأكثر من 400 مواطن أحاطوا بالعمدة في وسط المدينة، الخميس الماضي، خلال جولة عادية كان يقوم بها القباج في أنحاء أكادير. أحد المواطنين تسلم الكلمة متسائلا في وجه العمدة: «كيف تطلب منا التوجه إلى القضاء بينما تلجأ أنت، حين تريد انتزاع حقك، إلى استعمال جنسيتك الفرنسية». الاتهام، كما أبرزته صور الفيديو، كان في وجه العمدة، غير أن هذا الأخير لم يجب بأية كلمة. الشاب الذي اتهم طارق القباج سيستمر في تقديم المعطيات لتأكيد كلامه وسيضيف مخاطبا الحشود التي حضرت «المحاكمة الشعبية» للقباج قائلا: «نحن لن نذهب إلى المحاكم لأن هذا الشخص (في إشارة إلى العمدة) لم يعلمنا الذهاب إلى المحاكم»، ويستطرد المواطن بلهجة شديدة: «أيها الناس هذا الشخص عندما وقع في مشكل هنا في أكادير اتصل بجريدة «لوفيغارو» الفرنسية، واستعان بجنسيته الفرنسية لانتزاع حقه». وحتى أمام هذا الاتهام الجديد، ظل عمدة أكادير صامتا، قبل أن يقول: «أنا أشتغل مع جلالة الملك»، وهي الرسالة التي فهمها المواطنون وكان ردهم أقوى مما تصوره القباج، حيث انطلق الجميع في الصراخ في وجه العمدة: «عاش الملك، عاش الملك»، وأضاف أحدهم باللغة الفرنسية: «نحن ملكيون أكثر منك السيد القباج»، وهو ما جعل العمدة ينزعج كثيرا، ويبحث عن الطريق للإفلات من حصار المواطنين له. «هذه محاكمة جماهيرية لهذا الرجل»، قال أحد شباب أكادير، والذي تكلف بمواجهة العمدة طيلة المدة التي استغرقها الشريط، وأضاف: «عندما ذهبت إلى فرنسا لم تقل لهم أنا مغربي، لقد صرت فرنسيا آنذاك، واليوم تأمرنا نحن بالذهاب إلى المحاكم. لو كنت علمتنا الذهاب إلى المحاكم لكنا نحن أيضا ذهبنا إلى المحاكم المغربية وطالبنا بحقوقنا.. ياك أنت هو الواعر فينا؟». وهنا ظهر انزعاج كبير على وجه طارق القباج، لكن المواطنين لم يتوقفوا وقالوا للعمدة بسخرية: «أنت انتزعت حقوقك بمساعدة صديقك دلانوي، عمدة باريس، وصديقك رئيس مجلس باريس، وصديقك الآخر النائب التونسي، وصديقتك رئيسة ليتوانيا.. نحن أيضا نريدك أن تتصل بأصدقائك هؤلاء لينتزعوا لنا حقوقنا». وفي رد على ما جاء في شريط الفيديو على موقع يوتوب، قال طارق القباج: «إن من حاصروني هم مجرد عصابة، وأنا أعرف الشخص الذي قام بكل ذلك»، واستطرد القباج في تصريحه ل«المساء» قائلا: «لقد نادى علي المواطنون من أجل أن أكون وسيطا بينهم وبين السلطات في موضوع يخص أحد أحياء الصفيح، وقبل أن نصل إلى الحي المعني طلب مني أحد المستشارين التوقف بحي داي داي للاطلاع على الوضع هناك»، ثم أردف بقوله: «عندما توقفنا، أحاطت بي تلك العصابة وأحضر أفرادها مصورا وقاموا بما قاموا به. لكن في الغد، جاء عندي العديد من السكان واعتذروا عما وقع». وأكد القباج أيضا أن من قام بذلك كان «مستشارا في المجلس السابق ويملك بقعتين في منطقة داي داي وله مصالح من وراء ما قام به» مضيفا « لقد التزامت شفويا بمساعدة المتضررين في رفع دعاوى قضائية ضد سلطات الوصاية، وأنا على استعداد للوقوف معهم لاسترجاع حقوقهم.» وتواصل السلطات بأكادير منذ أول أمس حملة لهدم بيوت الصفيح بأنزا ودايداي حيث ماتزال 1400 دار صفيح يجهل أصحابها مصيرهم في وقت يستعد المجلس البلدي، حسب المراقبين، لعقد جلسة طارئة لبحث عمليات الهدم «فيديو فضيحة القباج» يشار أن فيديو «فضيحة القباج» هو ثاني فيديو يتم بثه على الموقع العالمي «يوتوب» في ظرف أقل من ثلاثة أسابيع، في خانة «فضائح مغربية» بعد كل من «قناص تارجيست» و«قناص طانطان» وبقية القناصة المجهولين الذين يبثون يوميا على موقع «يوتوب» العالمي مقاطع فيديو تتناول «فضائح مغربية» تشمل الرشوة والدعارة واحتجاجات المعطلين، والذين التحق بهم «قناص تمارة» الذي يحمل لقب «القناص البيئي» منذ أسبوع والمتخصص في فضح «الجرائم البيئية» في المغرب.