كشف مصدر مطلع أن الشركة التي كانت قد أحدثتها مجموعة صندوق الإيداع والتدبير لتدبير المرائب، (ماروك باركينغ)، فشلت لحدّ الآن في تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها، إذ كانت تسعى إلى الاستثمار في مجال تدبير المرائب على المستوى الوطني، غير أن المشاكل التي واجهتها منذ البداية، خاصة بمدينة الرباط حيث مقر الشركة، والتخوفات التي أثارتها لدى مجلس المدينة والمقاطعات بفعل النفس الاحتكاري الذي تتصرف به أدى بها إلى الاصطدام بمجموعة من العراقيل تهددها بالفشل. أولى المشاكل الناتجة عن النفس الاحتكاري والهيمني يقول المصدر هي سيطرة الشركة على وعاء عقاري(مولاي الحسن) أمام مقر المجموعة بمقاطعة حسّان، وهو وعاء تعود ملكيته إلى المجلس الجماعي لمدينة الرباط، الذي فوجئ بالشركة المذكورة تسيطر عليه وتشرع في بناء مرآب على مساحته دون أن تعمل على تصفية وصعيته القانونية، وأكد عبد المنعم بلمدني، نائب رئيس مجلس المدينة، هذه النقطة، وقال في تصريح لالتجديد إن الشركة المذكورة هيمنت على الوعاء العقاري المذكور، وتصرفت بخشونة مع مجلس المدينة، وأبرز كذلك أن الوضعية العقارية لم تُصفّ بعد بين الشركة والمجلس، وأن المآل القانوني غير واضح لحد الآن، بالرغم من أن الشركة انتهت من بناء المرآب وشرعت في استغلاله، وإن كان لا يشتغل بطريقة جيدة. هذا الوضع ينبغي معالجته، يقول بلمدني، لوضع هذا المشروع في إطاره الصحيح. أما المشكل الثاني في الرباط، فيتعلق بمرآب حي الرياض، فمنذ البدء في محاولة استغلاله، ووجهت الشركة بمعارضة السكان، والسبب هو أن هذا المرآب سيكون تحت حديقة عمومية تستفيد منها الساكنة المجاورة لها، جعلهم يرون في المرآب تعدّيا على البيئة، هذه المعارضة يقول مصدر مطلع أدت إلى تعطيل العمل في المشروع لمدة خمس سنوات(20082003)، وحينما انتهت منه، وبدأ في الاشتغال لقي صدودا من لدن الساكنة، وهو الآن لا يشتغل بشكل جيّد، مما دفع الشركة إلى التفكير في التعاقد مع المؤسسات العمومية القريبة منه كي تستقطب موظفيها لوضع سيارتهم داخل المرآب المذكور وليس أمام مؤسسات عملهم، ولم تصل بعد إلى أي شيء. أما الفشل الثالث فيتعلق بسعي الشركة إلى التفاوض مع شركة منافسة لها(أغلب رأسمالها إسباني) هي (رابا باركينغ) لاقتناء حصة الإسبان في الشركة، غير أن تلك المفاوضات انتهت إلى الفشل، بالرغم من أن الإسبان يرغبون في بيع حصتهم حسب مستشار بمجلس المدينة، طلب عدم ذكر اسمه، وتعلق التفاوض بمرآب المامونية بباب الأحد، غير أن المستشار فوزي الشعبي قال لالتجديد إن الشركة الإسبانية التي فوّض لها مجلس المدينة تسيير المرآب المذكور فقط، في إطار التدبير المفوض، فإنها تجاوزته إلى السيطرة بطريقة عشوائية على مرائب مقاطعة حسّان كلها. وذكر الشعبي في هذا السياق أنه في بداية المرحلة السابقة من عمل مجلس المدينة تحت رئاسة عمر البحراوي، عقدت مقاطعات الرباط لقاء استثنائيا فيما بينها عارضت فيه تفويت تدبير المرائب لشركات خاصة، على اعتبار أن ذلك مبادرة غير شعبية، باستثناء مقاطعة اليوسفية التي كان يسيرها البحراوي التي وافقت على تفويت المرائب لشركات خاصة، لكنها لم تفعل ذلك عمليا. لكن لا أحد يدري كيف سيتعامل مجلس المدينة الحالي مع هذه الشركة في حالة تجاوزها لما هو منصوص عليه في عقد التفويض.