طرحت تساؤلات عديدة حول الخلفيات الحقيقية لزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. دافيد والش، للمغرب، يوم الاثنين الماضي، ومنه إلى الجزائر وتونس. فقد كشفت جريدة «الوطن» السورية في عددها ليوم أمس أن مصادر دبلوماسية في الرباط حذرتها من «الأهداف العدوانية المبيتة التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقها عبر جولة والش، وقالت هذه المصادر: «إن ما يخفيه المسؤول الأمريكي بين ثناياه أكثر مما هو معلن أمام وسائل الإعلام والرأي العام»، مستبعدة تماما أن تقتصر مباحثات والش على مسألة الصحراء المغربية والمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن تقرير مصير الصحراء. وأوضحت الجريدة السورية، استنادا إلى مصادرها في الرباط، أن والش يسعى إلى تحقيق أمور ثلاثة تتصل «بتعبيد الطريق العربية أمام النية الإسرائيلية المبيتة لعدوان جديد على لبنان، والنية الأمريكية لشن عدوان على إيران، والمسعى الأمريكي الإسرائيلي إلى التعاون مع بعض العرب من أجل إفشال القمة العربية» المقررة بدمشق أواخر الشهر القادم، مضيفة أن دافيد والش سيسعى، خلال لقاءاته، إلى إفهام الرؤساء أن حل الأزمة السياسية اللبنانية وإخراج لبنان من المحور الإيراني وضمان أمن إسرائيل لن يتأتى سوى بالقضاء على القوة العسكرية لحزب الله، مما يستدعي عدوانا إسرائيليا جديدا على لبنان يحظى بغطاء وموافقة عربيين «ولو لم يكونا معلنين». وأضافت المصادر أن هذا العدوان يحتاج إلى ذريعة من أجل شنه قد تكون اغتيالا أو هجوما على أهداف أو مصالح إسرائيلية في أوربا أو جنوب أمريكا واتهام حزب الله بها، خاصة بعد اغتيال عماد مغنية وتصريحات حسن نصر الله بأن دم الشهيد مغنية لن يذهب هدرا. وأشارت اليومية استنادا إلى مصدر مغربي رسمي إلى أن: الملك محمد السادس بحث مع والش تطورات النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والملف الإيراني ومسائل التعاون الثنائي. وكان الملك محمد السادس قد تسلم من وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة خطية من الرئيس بشار الأسد تتضمن الدعوة إلى المشاركة في أعمال القمة العربية العشرين المزمع عقدها في دمشق أواخر مارس المقبل، وهي القمة التي تقول يومية «الوطن» إن الإدارة الأمريكية ومن خلال زيارة والش هذه، تكون قد وزعت الأدوار مع السعودية بهدف حث القادة العرب على مقاطعة قمة دمشق وإظهار أن سورية معزولة عن محيطها العربي قبل أن تكون معزولة دوليا.