ربما حققت جريدة الشروق التونسية مبيعات مهمة بسبب السبق الصحفي الذي نشرته قبل أسبوعين والمتعلق بخبر امرأة حبلى تحمل في بطنها 12 جنينا. لكن المؤكد أنها أجرت امتحان المصداقية لجل وسائل الإعلام المحلية والعالمية بعد أن رسبت فيه بكل امتياز. وبما أن مجرد تصور امرأة تحمل في بطنها 12 جنينا يعجز أمامه الخيال، فإن الخبر فجر ضجة إعلامية كبرى، حيث بدأت وسائل الإعلام العالمية من تونس وخارجها تتهافت بشكل لم يسبق له مثيل للفوز بصور حصرية أو مقابلات مع هذه السيدة، وبالفعل سجل الخبر حضوره القوي في جل وسائل الإعلام العالمية وبكل أنواعها حتى لا تفوتها فرصة استثمار سكوب الشروق التونسية لرفع مقروئيتها أو نسبة مشاهدتها. وقد تنافست في استقطاب آراء الخبراء والمحللين لتفسير الظاهرة على اعتبار أن اكبر عدد توائم سجل في التاريخ كان 9 توائم لأم من استراليا. و11 لأم يونانية سنة 1999 حسب مصادر إعلامية! فالأمر إذن يتعلق برقم قياسي جديد ! ومن جهتها كانت عائلة المرأة قد أحاطت الموضوع بسياج من التعتيم ورفضت إجراء أي مقابلات وكلفت محاميا للتفاوض حول ثمن إجراء أي مقابلة صحفية، عملا بالقاعدة المشهورة الجزاء من جنس العمل. وكانت الصحيفة التونسية قد نقلت خبر الحمل القياسي أولا عن مصادر طبية، وهناك من قالت من الصحف حينها إن الأطباء يتابعون حالة الحامل! وطرحته ثانيا بتفاصيل مثيرة: 6 إناث و6 ذكور، وهي معادلة رقمية حيرت الخبراء على القنوات التلفزيونية حيث استعصى عليهم تفسيرها! هل يتعلق الأمر بأكثر من بويضة تم تلقيحها في نفس الوقت أم يتعلق ببويضتين انقسمتا أكثر من مرة بعد تلقيحهما...؟ لكن التطورات كشفت مستجدات مفارقة، فالمرأة لم تخضع من قبل لأي فحص طبي لا في المستشفيات العمومية ولا في المستشفيات الخصوصية! بل إنها رفضت أن يجرى لها أي فحص. وفي المقابل أججت القصة فضول الأطباء وانتهت جهودهم في الأخير إلى فحص السيدة الحامل، واكتشفوا أن المرأة ليست حاملا أصلا وأن الأمر يتعلق بما يسمى ب الحمل الكاذب، وهو من الحالات الناذرة التي تعرفها السيدات، موضحين أن بطنها منتفخ بالماء والهواء ولا تحمل أي جنين في جوفها، و الحمل الكاذب حقيقة يصورها عقل المرأة التي تبحث عن الإنجاب، ويشبه كثيرا عوارض الحمل الحقيقي. وبالفعل سبق لهذه السيدة أن أجهضت في مناسبتين سابقتين! هكذا انتهت قصة السيدة الحامل التي نرجو الله أن يرزقها الذرية الصالحة. وإذا كنت حالة الحمل الكاذب ناذرة الوقوع لذا النساء فإن قصة ذات ال 12 جنينا في تونس ليست إلا نموذجا لما تعج به الصحافة من الحمل الكاذب، وهي تبحث عن الإثارة من خلال سبق صحافي سرعان ما يتبين أنه صنع على أعينها ومن تقصيرها! وإذا كان الحمل الكاذب تعبيرا عن حالة نفسية لامرأة تبحث عن الإنجاب فإنه في الصحافة مؤشر خطير عن حالة من تدني أخلاقيات مهنة الصحافة، وتعبيرا عن الرغبة الجامحة العمياء في جني الأموال ولو عن طريق الشائعات والأكاذيب والمبالغات المثيرة. وإذا كان الحمل الكاذب لدى السيدات بلا مخاطر حقيقية عليهن فإنه في الصحافة ليس سوى نعش أكيد لمصداقيتها المتآكلة يوما بعد يوم لدى الجمهور. لكن هل تستخلص تلك الصحافة العبرة من مثل هذه الفضائح المهنية؟ بالطبع لا، ما دامت تبيع ما تنتجه في السوق! الجزائر لن تحضر مناورات عسكرية تشارك فيها إسرائيل نفى مسؤول جزائري رفيع المستوى علمه بوجود أي نوايا لدى المسؤولين الجزائريين بدراسة فكرة إرسال مراقبين لمناورات الحلف الأطلسي، تشارك فيها إسرائيل، وأكد أن مسألة العلاقات مع الكيان الصهيوني لا تزال خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه لدى الجزائريين. واستبعد وزير الإعلام الجزائري السابق وعضو مجلس الأمة الدكتور محيي الدين عميمور أن يفكر أي من المسؤولين الجزائريين في إقامة علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل. وقال في حد معلوماتي فإن قضية العلاقة مع إسرائيل لا تزال خطا أحمر في كل علاقات الجزائر الدولية، وذلك منذ أن أنهى الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين مهمة أمين عام الرئاسة، لأن طائرته نزلت بالخطأ في إسرائيل، والعزلة التي عانى منها صحفيون جزائريون زاروا إسرائيل، ثم الفخ الذي وضع للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جنازة الحسن الثاني أثناء مصافحته لرئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز، والذي واجهه الرئيس بوتفليقة بكل شجاعة، حين أكد أن استعادة الحقوق الفلسطينية أولا، كل ذلك يؤكد أن مسألة العلاقات مع الكيان الصهيوني ليست محلا للمزايدة في الجزائر. وأشار عميمور إلى أنه لا يوجد ما يدعو الجزائر للخضوع للضغوط الأميركية والغربية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وقال الضغوط الأميركية والغربية غير واردة في المرحلة الراهنة، ذلك أن مثل هذه الضغوط واردة في حال أن البلاد منهارة ولا رصيد اقتصاديا لها ولا تأثير إقليميا لها، وهذا كله غير موجود حاليا، صحيح أن هناك مساومات يمكن أن تقع بين الدول لكن بالنسبة لإسرائيل فهي خط أحمر في علاقات الجزائر الدولية.