برافو..، هنيئا لقضائنا، بهذه الكلمات المصحوبة بتصفيقات حارة حرارة الصيف وأجواء المحاكمة رد الحاضرون في قاعة المحكمة على قساوة الأحكام التي نطق بها القاضي محمد بنشقرون، رئيس محكمة الاستئناف المكلفة بقضايا الإرهاب بسلا فجر الثلاثاء 28 يوليوز 2009ضد المعتقلين السياسيين الستة . انتفض الجميع، مرددين شعارات الصمود إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر...،اليوم اليوم قبل غدا.. الحرية ولابد، وبدا للحظات أن قاعة الجلسات تحولت إلى تظاهرة غضب وأسف ضد أحكام اعتبرها الدفاع قبل عائلات المعتقلين السياسيين أحكاما جائرة وسط حشد من رجال الأمن، ولهول الصدمة لم يتمالك بعض أعضاء هيئة الدفاع من ترديد الشعارات. بعد أن أصيبوا بالذهول من أحكام 25 سنة سجنا التي نزلت على المصطفى المعتصم، ومحمد المرواني، ومحمد أمين الركالة، و20 سنة سجنا لماء العينين العبادلة، وعبد الحفيظ السريتي. بكى الأبناء حسرة على آبائهم الأبرياء، وغالبت الزوجات والأمهات دموعهن مرددات لا حول ولا قوة إلا بالله ومؤكدات لمن في القفص أن الظلام سينجلي يوما، وستظهر الحقيقة لا محالة. وشهدت المحكمة حضورا مكثفا لوسائل الإعلام الوطنية والدولية وجمعيات حقوقية من داخل المغرب وخارجه، وعائلات وأبناء المعتقلين وكذا بعض القيادات الإسلامية حركة التوحيد والإصلاح، حزب البديل الحضاري المنحل، حزب الأمة غير المرخص له، والعدل والإحسان، وقد قضى كل هؤلاء ليلة بيضاء داخل ردهات المحكمة، وخارجها إلى حدود الساعة الخامسة فجرا، حيث نام البعض على الكراسي من فرط العياء والسهر، قبل النطق بالحكم بدقائق. بألم ومرارة أكدت بديعة بناني، زوجة العبادلة ماء العينين، أن الأسر كانت تنتظر أن ينتصر العقل على هوى الذين ينكرون شرفاء هذا البلد، كنا نتوق إلى مغرب العدالة والحريات ومغرب الأمان، لكن القضاء بأحكامه هاته خيب ظننا ، وللأسف نرى بأن الشرفاء صاروا ظالمين والمفسدين تطلق أيديهم. ورددت بناني التي تغالب دموع الأسى من حكم تعتبره ظالما في تصريح لـالتجديد،والله هذا عيب وعار على من بيدهم زمام الأمور بهذا البلد، فبتتبعنا لأطوار المحاكمة، فند المعتقلون كل التهم المدانين بها، فلا حجج ولا أدلة، ونحن نعلم أن الدولة مليئة برجال المخابرات، والشرطة، لكن لم تستطع الإتيان بأي قرينة لهذا الملف، وبالتالي لا ندري على أي شيئ بنوا أحكامهم، لكننا سنتابع أطوار المحاكمة في مراحلها القادمة، وبالمقابل سنطرق كل الأبواب ولن نستسلم بإذن الله. من جهته اعتبر النقيب عبد الرحيم الجامعي الذي بدا متوترا ومصدوما بعد النطق بالحكم أن هذا الحكم سياسي ومذبحة وهو هدية لوزير الداخلية شكيب بنموسى ولزميله خالد الناصري، مؤكدات على أن التاريخ سيحكم على الجميع، قائلا في تصريح من عين المكان لـالتجديد هؤلاء دخلوا في مسلسل خطير جدا على مستقبل المغرب، وهذا سيؤثر على صورة المغرب على الساحة الدولية.