فجّر فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح قنبلة هيدروجينية من العيار الثقيل جدا ـ على حد وصفه ـ حين كشف النقاب عن محضر اجتماع بالغ الخطورة جمع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، ومحمد دحلان، وأرئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل الأسبق، ووليم بيرنز الوكيل المساعد لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط. محضر الاجتماع، وتاريخه 2/3/2004.. أي قبل ثمانية أشهر وتسعة أيام فقط من وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل مسموما، يناقش أفضل الطرق لقتل ياسر عرفات..! وطالب القدومي عباس بأن يقدم استقالته فورا من رئاسة السلطة الفلسطينية، ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في حين أنه اعتبره خارجا على حركة فتح ، وفاقدا لشروط العضوية فيها، مذكرا بأن عباس سبق له أن قدم استقالة خطية من عضوية الحركة، بعث الرئيس الفلسطيني الراحل بنسخة منها إليه في تونس مع عباس زكي عضو اللجنة المركزية بصفته أمين سر الحركة. وقال القدومي أن محضر الاجتماع الخطير بعث به إليه عرفات نفسه، طالبا منه الإحتفاظ به..! وأشار إلى أنه بادر في حينه إلى الطلب من عرفات الخروج من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، لكن الرئيس الراحل رفض ذلك، وتحدى شارون أن يقتله، وقال إنه يريد أن يموت شهيدا..شهيدا.. شهيدا.. وكشف القدومي عن أنه سيدعو اللجنة المركزية للحركة إلى عقد اجتماع لها في العاصمة الأردنية في العشرين من الشهر الجاري ليتم البحث في الأمور المتعلقة بالمؤتمر العام السادس للحركة. وأقر صحة توقعات بأن يؤدي كشفه عن هذا المحضر بالغ الخطورة إلى شرخ، بل إلى فرز طالب هو به، يؤدي إلى عزل عباس ومن يختار البقاء معه، عن الحركة، معتبرا أن هذا طلاق بالثلاثة من عباس، الذي وصفه بأنه خرج على الثوابت الفلسطينية، وعن جادة الصواب. اسباب قبول عباس سابقا وبرر القدومي موافقته على تولي عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى وفاة عرفات مسموما، مع أنه كان يحوز نص محضر الاجتماع بالأسباب التالية: الأول: أن عباس هو العضو الوحيد من حركة فتح في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المقيم في الداخل، ذلك أنه لحركة فتح ثلاثة اعضاء هم عرفات وعباس، والقدومي نفسه المقيم في الخارج. الثاني: أن غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية المقيمين في الداخل، والذين كانوا قد اجتمعوا بالفعل، حين تم الاتصال به هاتفيا، كانوا مع مع انتخاب عباس. الثالث: ضرورة التأكد بنسبة مؤية كاملة من صحة ما ورد في المحضر من خلال مراقبة أداء عباس. الرابع: عدم ملائمة الظرف في تلك اللحظة لتفجير معركة من هذا العيار داخل حركة فتح وداخل منظمة التحرير الفلسطينية. خامسا: حفظ ماء وجهه، خشية انتخاب عباس بالضد من رغبته. لكنه أشار إلى أنه أمضى السنوات الأربع التي مضت على انتخاب عباس وهو في حالة قطيعة معه، لافتا إلى أنه رفض مصالحة عباس أو التقائه على هامش الاجتماع الأخير للجنة المركزية للحركة في عمان، وأنه رآه فقط خلال الاجتماع. وكشف القدومي عن أنه سبق أن زود عددا من اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة قبل أكثر من سنة بنسخة من هذا المحضر، وكذلك عددا من الدول العربية، بهدف اتخاذ موقف جماعي منه، واضطراره إلى الإستقالة ومغادرة موقعه كرئيس للسلطة الفلسطينية. مؤشرات تؤكد صحة المحضر وقال القدومي إن التجربة بينت صحة محتويات المحضر، ذلك أن عباس رفض ابتداء تشريح جثمان الرئيس الراحل بهدف إجراء تحاليل تحدد الوسيلة التي مات بها، ونوع السم الذي استخدم لقتله. وأعاد إلى الأذهان أن عباس منع كذلك اجراء تحقيق بشأن المتورطين المحتملين بتسميم الرئيس لمصلحة الإسرائيليين. وذكّر بأن محمد دحلان كان هدد في تصريحات علنية الرئيس عرفات بمواجهته إن لم يقدم التنازلات المطلوبة منه قبل العاشر من آب/اغسطس 2004..! كما أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية كانت نجحت في الفرض على عرفات تعيين عباس رئيسا للوزراء، غير أن عرفات مارس ضغوطا على عباس اضطرته للإستقالة من رئاسة الوزراء مطلع ايلول/سبتمبر 2003.. أي قبل وفاة عرفات مسموما بسنة وشهرين..! وهو ما يكشف أن الاجتماع السري الذي جمع عباس مع شارون وبيرنز بحضور دحلان تم حين كان عباس مستقيلا من حركة فتح ولا يملك أية صفة تمثيلية في حركة فتح أو السلطة، أو منظمة التحرير، التي كان أعلن كذلك استقالته من عضوية لجنتها المركزية..! يضيف القدومي أن عباس بعد وفاة عرفات عمل على الاستئثار بكل مفاصل القرار الفلسطيني، وخدمة المشروع الإسرائيلي من خلال: ممارسات عباس أولا: الانفراد بالقرار الفتحاوي من دون الأطر الحركية، وتجاهل صلاحيات اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وأعاد إلى الأذهان أن محمد دحلان حليف عباس كان يهدد قبيل الإنتخابات التشريعية الأخيرة بأن يضب (يعتقل) كل اعضاء اللجنة المركزية. ثانيا: الاستئثار بالقرار في منظمة التحرير الفلسطينية من خلال تهميش اللجنة التنفيذية للمنظمة. ثالثا: تهميش منظمة التحرير ذاتها، وهو لم يتذكرها إلا مؤخرا لأسباب تتعلق بالصراع مع قوى المقاومة الفلسطينية التي يعمل على تفكيكها والإستقواء عليها بشرعية منظمة التحرير. رابعا: العمل على تفكيك الأذرع الفلسطينية المقاومة، بما في ذلك الأذرع المقاومة لحركة فتح ، ونزع اسلحتها واعتقال وتسليم مناضليها لقوات الإحتلال الإسرائيلي. خامسا: الإصرار على عقد المؤتمر العام للحركة تحت حراب الإحتلال، بهدف فرض برنامج سياسي على الحركة يسقط حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة، ويحوّل حركة فتح إلى حزب السلطة، كما صرح مؤخرا عبر إحدى الفضائيات. سادسا: إصرار عباس على التخلص من القدومي ذاته، كما سبق له التخلص من عرفات. وأعلن القدومي أنه كان دوما مشروع شهيد، وأعاد إلى الأذهان أنه كان من بين قيادة فتح التي شهدت معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار/مارس 1968، والتي خاضها الفدائيون الفلسطينيون جنبا إلى جنب مع الجيش الأردني الباسل. وأكد القدومي في هذا السياق أنه سيظل يناضل ويناضل من أجل استعادة جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي المقدمة منها حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وقال نحن نقدر كل التقدير الجهود التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في هذا الاتجاه، ونبذل كل جهد ممكن للحفاظ على أمن الأردن، والإستمرار في النضال من أجل أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب الأردن الشقيق، وعلى قاعدة فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن. وخلص القدومي من كل ما سبق إلى أنه ينتظر الآن ليرى رد فعل الجماهير الفلسطينية، وفصائل المقاومة، وفي المقدمة منها حركة فتح ، والدول العربية ليقرر في ضوء ذلك خطوته المقبلة.. مؤكدا اطمئنانه إلى نتيجة هذه المعركة، لافتا إلى أنه يواصل الدعوة والعمل من أجل عقد مجلس وطني فلسطيني جديد مع كل القوى الفلسطينية لينتخب قيادة فلسطينية جديدة للشعب الفلسطيني، وذلك على قاعدة اتفاق 17 آذار/مارس 2005، الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية. هنا نص المحضر بالغ الخطورة الذي بعث به الرئيس الراحل عرفات للقدومي قبل ثمانية أشهر وتسعة أيام من وفاته مسموما: ملخص محضر اجتماع الدحلان أبو مازن بشارون وموفاز لقد حضر الاجتماع مكتب شارون بالإضافة الى ضباط من المخابرات الأميركية وذلك قبل قمتي شرم الشيخ والعقبة بعشرة أيام. شارون: كنت مصرا على هذا الاجتماع قبل القمة حتى نستكمل كل الأمور الأمنية، ونضع النقاط على الحروف، لكي لا نواجه التباسات وتأويلات في المستقبل. دحلان: لو لم تطلبوا هذا الاجتماع لطلبته أنا. شارون: بداية يجب العمل على قتل كل القادة العسكريين والسياسيين لـ حماس والجهاد وكتائب الأقصى والجبهة الشعبية حتى نحدث حالة من الفوضى في صفوفهم تمكنكم من الإنقضاض عليهم بسهولة. أبو مازن: بهذه الطريقة حتما سنفشل، ولن نتمكن من القضاء عليهم أو مواجهتهم. شارون: اذا ما هو مخططكم..؟؟؟ دحلان: قلنا لكم مخططنا وابلغناكم إياه، وللأميركان مكتوبا. يجب أولا أن نكون هناك فترة هدوء حتى نتمكن خلالها من اكمال اطباقنا على كل الأجهزة الأمنية وكل المؤسسات. شارون: ما دام عرفات قابع لكم في المقاطعة في رام الله فإنكم ستفشلون حتما. فهذا الثعلب سيفاجئكم مثلما فعل معكم سابقا، لأنه يعرف كل ما تنوون عمله، وسيعمل على افشالكم واعاقتكم حتما. وقد كان يجاهر مثلما كان يقول الشارع عنكم أنه يستخدمكم للمرحلة القذرة. دحلان: سنرى من يستغل الآخر. شارون: يجب أن تكون الخطوة الأولى هي قتل عرفات مسموما، فأنا لا أريد ابعاده إلا اذا كان هناك ضمانات من الدولة المعنية أن تضعه في الإقامة الجبرية، وإلا فإن عرفات سيعود ليعيش في الطائرة. أبومازن: إن مات عرفات قبل أن نتمكن من السيطرة على الأرض، وعلى كل المؤسسات، وعلى حركة فتح ، وكتائب الأقصى، فإننا قد نواجه مصاعب كبيرة. شارون: على العكس تماما، فلن تسيطروا على شىء وعرفات حي. أبو مازن: الخطة أن نمرر كل شيء من خلال عرفات، وهذا أنجح لنا ولكم. وفي مرحلة الإصطدام مع التنظيمات الفلسطينية، وتصفية قادتها، وكوادرها، فإن هذه الأمور سيتحمل تبعاتها عرفات نفسه. ولن يقول للناس إن هذا فعل أبو مازن، بل فعل رئيس السلطة. فأنا أعرف عرفات جيدا. لن يقبل أن يكون على الهامش، بل يجب أن يكون هو القائد، وإن فقد كل الخيارات، ولم يكن امامه إلا الحرب الأهلية، فإنه أيضا يحبذ أن يكون القائد. شارون: كنتم تقولون قبل كامب ديفيد أن عرفات آخر من يعلم وتفاجأ باراك وكلينتون وتينت بأنه حر بمن يضم، ويبدو أنكم لا تتعلموا من الماضي. دحلان: نحن الآن قمنا بتشكيل جهاز خليط من الشرطة والأمن الوقائي، وتجاوز عدده 1800 شخص. وهذا الخليط حتى نتمكن من استيعاب من تم تزكيته من قبلكم على أساس أن كل طرف من الشرطة أو الأمن الوقائي يعتقد أن الملحقين من الجهاز الآخر، ونستطيع أن نزيد عما نريد. ونحن الآن نضع كافة الضباط في كل الأجهزة أمام خيارات صعبة، وسنضيق عليهم بكل الوسائل حتى يتبعونا، وسنعمل على عزل كل الضباط الذين يكونون عقبة امامنا. ونحن لن ننتظر. لقد بدأنا بالعمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من حماس والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة، حيث لو طلبت الآن منى أخطر خمسة اشخاص، فإني أستطيع أن أحدد لكم اماكنهم بدقة، وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم. ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية، بقوة حتى نتمكن في المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم. شارون: ستجدني داعما لك من الجو في الأهداف التي تصعب عليكم. ولكني أخشى أن يكون عرفات اخترقكم، وسرب خطتكم لـ حماس والجهاد والآخرين. دحلان: هذا الجهاز لا علاقة لعرفات به لا من قريب أو بعيد، باسثناء رواتب الملحقين من الجهازين من خلال وزارة المالية (سلام فياض كان زير المالية في حكومة أحمد قريع في ذلك الوقت/ المحرر). وقد اقتطعنا للجهاز ميزانية خاصة من أجل تغطية كافة النفقات، وعرفات يفقد السيطرة، ولن نفارقه في هذه المرحلة. شارون: يجب أن نسهل عليكم تصفية قادة حماس من خلال افتعال ازمة من البداية حتى نتمكن من قتل كل القادة العسكرييين والسياسيين، وبذلك نمهد لكم الطريق للسيطرة على الأرض. أبو مازن: بهذه الطريقة سنفشل تماما، وسنعجز عن تنفيذ أي شيء من المخطط. بل إن الوضع سيتفجر دون أي سيطرة عليه. الوفد الأميركي: نرى أن مخطط دحلان جيد، ويجب أن يترك لهم فترة هدوء من أجل السيطرة الكاملة، وعليكم أن تنسجوا لهم من بعض المناطق لتتولى الأمن فيها الشرطة الفلسطينية. فإن حدثت أي عملية عدتم واحتللتم تللك المنطقة بقسوة، حتى يشعر الناس أن هؤلاء كارثة عليهم، وأنهم الذين يجبرون الجيش الإسرائيلي على العودة من المناطق التي خرج منها. شارون: أبو مازن نفسه كان ينصحنا بأن لا ننسحب قبل تصفية البنية التحتية للإرهاب، وأن لا نكافئه. أبو مازن: نعم نصحتكم بذلك ولكنكم لم تنجحوا بذلك حتى الآن. وكنت أعتقد أنكم ستنجحون بهذا الأمر سريعا. دحلان: عوامل النجاح أصبحت بأيدينا، وعرفات أصبح يفقد سيطرته على الأمور شيئا فشينا, وأصبحنا نسيطر على المؤسسات أكثر من السابق عدا عن القوة الأمنية المشتركة من الأمن الوقائي والشرطة، وهي بقيادة العقيد حمدي الريفي. وأنتم تعرفونه جيدا، وقد ارسلنا لكم كل الوثائق حول تلك المواضيع بالتفصيل. وإن المهم أن هذه القوة لا تخضع لعرفات، ولا تقبل منه أي أمر، وسنبدأ عملنا في النصف الشمالي من قطاع غزة كبداية، أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريبا ستصبح كالكتاب المفتوح امامنا. ولقد وضعنا خطة ليكون لهم قائد واحد وسيصفي كل من يعيقنا. شارون: أنا اوافق على هذا المخطط. وحتى ينجح بسرعة ولا يأخد زمنا طويلا، يجب قتل أهم القيادات السياسية إلي جانب القيادات العسكرية، مثل الرنتيسي وعبد الله الشامي والزهار وأبو شنب وهنية والمجدلاوي ومحمد الهندي ونافذ عزام. أبو مازن: هذا سيفجر الوضع، وسيفقدنا السيطرة على كل الأمور. يجب بداية أن نعمل من خلال الهدنة حتى نتمكن من السيطرة على الأرض، وهذا أنجح لكم ولنا. دحلان: بلا شك لا بد من مساعدتكم ميدانيا لنا، فأنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي لأن هؤلاء إن قتلوا فسيحدث ارباك وفراغ كبير في صفوف حماس والجهاد الاسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليون. شارون: الآن بدأت تستوعب يا دحلان. دحلان: لكن ليس الآن. ولا بد من الإنسحاب لنا من اجزاء كبيرة من غزة حتى تكون لنا الحجة الكبيرة، وأمام الناس. وعندما تخرق حماس والجهاد الاسلامي الهدنة، تقوموا بقتلهم. شارون: وإذا لم يخرقوا الهدنة، ستتركونهم ينظموا ويجهزوا عمليات ضدنا لنتفاجأ أن هذه الهدنة كانت تعمل ضدنا..؟ دحلان: هم لن يصبروا على الهدنة حينما تصبح تنظيماتهم تتفكك، وعندها سيقدمون على خرق الهدنة، وبعدها تكون الفرصة بالإنقضاض عليه، ثم البركة فيك يا شارون. الوفد الأميركي: هذا حل منطقي وعقلاني. شارون: أنا لن انسى عندما كنتم تقولون لحزب العمل، وحتى لنا، أنكم مسيطرون على كل شيء، وتبين لنا عكس ذلك. دعوني أمهد الطريق بطريقتي الخاصة. أبو مازن: البند الأول في خارطة الطريق ينص على أنكم تقدمون خطوات داعمة لنا في مكافحة الإرهاب، ونحن نرى أن أكبر دعم لنا أن تسلموننا جزءا من القطاع حتى نتمكن من بسط السيطرة عليه. وقلنا لكم أننا لن نسمح لسلطة غير السلطة أن تكون موجوده على الأرض. شارون: قلنا لكم أكثر من مرة أن الخطوات الداعمة تعني أن ندعمكم في محاربة الإرهاب.. أي بالطائرات والدبابات أبو مازن: هذا لا يكون دعما لنا. بيان القدومي القدومي كان بدأ اللقاء بتلاوة البيان التالي: الإخوة المواطنون على أرض فلسطين وفي مخيمات العودة والشتات.. بالرغم من كل الضغوط والتشرد والإنقسام والأحداث الدامية، حرصنا على صون العهد ومتابعة المسيرة، مسيرة النضال من خلال الإصرار على استمرار المقاومة، حتى ينسحب العدو الإسرائيلي عن أرض فلسطين الطاهرة، كما تمسكنا بالوحدة الوطنية وحافظنا على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وعندما أُبرمت اتفاقية اوسلو أقيمت سلطة فلسطينية محلية في الضفة والقطاع، نظرنا إليها كتجربة لاختبار صدق النوايا الإسرائيلية، وسرعان ما تعثرت هذه التجربة، وانحرفت عن مسارها وتنكرت اسرائيل لكل التزاماتها، واغتالت رئيس وزرائها اسحق رابين، فجاء نتنياهو العنصري المتطرف واستهل حكمه بصدامات دامية مع الفلسطينيين في القدس عند النفق، وفي نابلس حول قبر يوسف، فتعطلت التسوية بعد ذلك. ومن بعده في عهد باراك مرت التسوية بفشل آخر بعد مؤتمر كامب ديفيد بسبب إصرار باراك على السيادة الإسرائيلية على القدس، والسيطرة لمدة 999 سنة على الضفاف الغربية لنهر الأردن. وبمجيء شارون اضطربت الأوضاع الأمنية، وتعطلت مسيرة السلام فاشتعلت الانتفاضة الثانية عند زيارة شارون للحرم القدسي الشريف، وتصاعدت وتيرة الأحداث، فعمدت السلطات الإسرائيلية إلى محاصرة الأخ أبو عمار قائد الثورة والمسيرة، ولمّا تسلّم بوش الرئاسة كان يرفض أية صلة مع الأخ أبو عمار، بل طالب بتعيين رئيس وزراء فلسطيني بصلاحيات واسعة ليتعامل معه، فتمّ تعيين الأخ أبو مازن في هذا المنصب المستحدث، وبعد فترة من الزمن طرأت خلافات سياسية حادة بين الإثنين مّما اضطر الأخ أبو مازن مهندس اتفاق اوسلو إلى الإستقالة من رئاسة الحكومة ومن عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح . بعد استشهاد الأخ أبو عمار وافقنا فوراً بصفتنا أمين سرّ اللجنة المركزية العليا لحركة فتح على ترشيح الأخ أبو مازن لرئاسة اللجنة التنفيذية، من خلال الأخ سليم الزعنون (أبو الأديب) رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، كما دعمنا ترشيحه لرئاسة السلطة الفلسطينية وطلبنا من جميع أعضاء فتح الالتزام بذلك. جرت انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 وفازت حركة حماس بالأغلبية، عندها بدأت الخلافات تظهر بين الفريقين حول تشكيل الحكومة والالتزام بالشروط الإسرائيلية المطلوبة، إلى أن وصلت إلى صدامٍ دامٍ في قطاع غزة في شهر حزيران/يونيو عام 2007. فمنذ أن تسلّم الأخ أبو مازن رئاسة اللجنة التنفيذية والسلطة الفلسطينية، استبد في تصرفاته الانفرادية، فعمد إلى اقتناص ألقاب الشهيد الأخ أبو عمار، حيث طلب تسميته قائداً عاماً للثورة، ثم رئيساً لدولة فلسطين في المنفى، وصار مغرماً بالألقاب والتسميات اللامعة باسترضاء أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري أحياناً، أو بالاحتيال على أعضاء المجلس المركزي الذي لا يملك صلاحيات كهذه. حاولنا خلال فترة الأربع سنوات الماضية أن نعيده إلى جادة الصواب للحفاظ على المقاومة واستمرارها وعدم المساس بالمناضلين من كل الفصائل الفلسطينية، لكنه أبى واستكبر وتمادى في غروره وانفراديته، واستمرأ الزلل والتعاون والتنسيق مع المحتل الإسرائيلي من خلال لقاءاته الحميمة التي يجريها مع قادة العدو الإسرائيلي باسم المفاوضات السياسية في ظل موافقة اميركية. أمر الأخ أبو مازن باعتقال قُدامى المناضلين واستبدلهم برجال أمن حديثي العهد جرى تدريبهم بإشراف الجنرال الأميركي دايتون، وأحال على التقاعد أصحاب التجارب الطويلة والخبرات من عسكريين ومدنيين. لقد استحوذ على مهام دوائر منظمة التحرير الفلسطينية متجاهلاً قرار الفصائل في شهر آذار/مارس عام 2005 في القاهرة لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وألغى دائرة الوطن المحتل، وتجاوز الأنظمة والقوانين واستبد في رأيه، وعمل على فرض العقوبات الجائرة على كل من يخالفه الرأي أو يرفض الطاعة له. أمام كل هذه العثرات، وإصرار اسرائيل على إفشال المسيرة السلمية وإقامة المئات من المستوطنات التي يسكنها نصف مليون مستوطن، وتهويد مدينة القدس بكاملها، مازال هناك الآلاف من الأسرى يرزحون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ولا تزال الحواجز العسكرية تنتشر في أرجاء الضفة الغربية فتقطع اوصالها وتشلّ اقتصادها وتعطل حرية الحركة فيها، والجنرال دايتون يتحكم بمصيرها بكتائب الأمن التي يقودها للسيطرة على مرافق الحياة في الضفة ومدنها وقراها. وما زالت مظاهر الخلاف بين السلطة في رام الله وحركة حماس في غزة قائمة. ويقوم كل طرف باعتقال العشرات من المواطنين وزجّهم في السجون والمعتقلات، فكلاهما يتمسك بحكم وهمي، وكلاهما يرزح تحت حصار أمني واقتصادي. لم يشفع لغزة ما عانته من عدوان اسرائيلي مجرم أسقط آلاف الشهداء والجرحى، ودمّر مئات المنازل والمدارس والمساجد والمستشفيات.. سبحان الله، ما زال الحال على ما هو عليه، احتلال اسرائيلي وعدوان ومعاناة واستيطان يعمّ الضفة كلها، وتتعطّل كل جهود الإعمار بحجة الخلاف بين السلطة و حماس ، وما من سميع أو مجيب. وبالرغم من كل هذه المشاهد المأساوية، وبعد هذه الفترة الطويلة التي مضت على عقد المؤتمر الخامس، تشكلت لجنة تحضيرية منذ عامين من عدد من الإخوة القياديين بذلوا جهوداً مضنية، واستطاعوا إنجاز كل المطلوب، وتقرر عقد المؤتمر السادس في الخارج. وصدر قرار من اللجنة التحضيرية والمركزية بذلك، ولكنا فوجئنا بموعد ومكان آخر، في مدينة بيت لحم، في حضن الاحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى من رجاله وأعوانه. ويتساءل المرء، لم هذا الإصرار على عقده في الداخل..؟ هل ليتحكم البعض به وبنتائجه؟ أم لهدم حركة فتح ووصمها بالإذعان لتنقلب إلى حزب سياسي محلي في ظل وصاية اسرائيلية؟ فتح الثورة، فتح العاصفة لن تنطفئ شمعتها، وستبقى متوهجة راسخة قوية حتى يتحقق النصر بعودة كل أبناء فلسطين إلى ديارهم وقراهم وممتلكاتهم، حتى تزول مخيمات الهجرة ونسترد الكرامة والكبرياء، ويشارك الجميع في بناء الدولة، دولة فلسطين بقدسها الشريف. والله المستعان أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني