علمت 'القدس العربي' من مصادر فلسطينية عليمة الاطلاع الاربعاء ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهد للمقربين منه بانهاء دور فاروق القدومي امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح من خلال المؤتمر العام المرتقب للحركة. وحسب المصادر فان عباس عندما ابلغ باتهامات القدومي له وللنائب محمد دحلان بالمشاركة في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان رده بانها اسابيع فقط وسينتهي دوره بشكل نهائي، وذلك في اشارة الى المؤتمر العام المرتقب للحركة في بيت لحم في الرابع من الشهر القادم حيث سينتخب اعضاء المؤتمر لجنة مركزية ومجلسا ثوريا جديدين لقيادة الحركة. وحسب المصادر فإن القدومي 'لن يكون ضمن اعضاء اللجنة المركزية القادمة' التي سينتخبها المؤتمر العام للحركة على حد قول المصادر. من ناحية اخرى اوضحت المصادر ل 'القدس العربي' بان اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح المتواجدين في الاراضي الفلسطينية سيجتمعون عقب عودة عباس الى ارض الوطن خلال الايام القادمة لبحث تصريحات القدومي التي اتهم فيها عباس ودحلان بالتواطؤ لاغتيال عرفات. ورجحت المصادر بان اعضاء المركزية لن يتخذوا اية قرارات عقابية ضد القدومي وسيكتفون بوجهة نظر عباس بانهاء دوره من خلال المؤتمر العام القادم للحركة وباخراجه من الاطر القيادية للحركة بعدم انتخابه اذا ما قرر ترشيح نفسه - القدومي - لعضوية اللجنة المركزية. وكان عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اكد بان المركزية ستعقد اجتماعا طارئا خلال الايام القليلة القادمة لمناقشة تداعيات تصريحات القدومي والعمل على معالجة هذا الملف، مشددا على انه لن تكون هناك انشقاقات داخل حركة فتح ولا اي تداعيات لتصريحات القدومي، مشيرا الى انه كان يتمنى الا يتم اقحام الرئيس الراحل ياسر عرفات في الخلافات الداخلية. وانتقد زكي تصريحات القدومي ضد عباس واتهامة بالمشاركة في اغتيال عرفات قائلا 'كنت اتمنى الا يتم تفجير مثل هذه القنبلة من الأخ ابو اللطف في هذا الوقت الحساس'، وذلك في اشارة للاستعدادات التي تجري في الاراضي الفلسطينية لعقد المؤتمر العام للحركة مطلع الشهر القادم. ومن جهته اكد احمد قريع مفوض عام التعبئة والتنظيم لحركة فتح ان المؤتمر العام للحركة سينعقد في تاريخ 4 الشهر القادم وانه يجري العمل على قدم وساق وعلى اعلى المستويات لضمان حضور كافة الاعضاء وخصوصا من القطاع. وجاء تأكيد قريع على عقد المؤتمر العام للحركة الشهر القادم رغم تصريحات القدومي ضد عباس والتي اثارت موجة من الانتقادات ضد القدومي حيث وصفه حكم بلعاوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح 'برجل اللاقرار'. وقال بلعاوي في تصريح صحافي 'لا اقول راعني تصريح ابو اللطف بالامس حيث لم يتعود قارئ او متابع له ان يتوقف عند جملة مفيدة له، في كل المواضيع التي لا تعود على الحركة بالوئام والتفاعل، ولا تعود الى اهمية الاحتكام الى الأطر الفتحاوية في اي موضوع خلافي او تطويري، ولكنه دائما يبتعد عن هذه الاصول، بل اكثر من ذلك فإنه يتحاشى حضور اجتماعات اللجنة المركزية للحركة، عندما تكون الاجتماعات متعلقة باتخاذ قرارات وطنية، ولذلك استقر عليه الوصف بانه رجل اللاقرار'. واضاف بلعاوي 'كل هذا ليس للادعاء او تعميق الجروح، ولكنه مع الاسف يأبى الا ان يتعايش مع المواقف الشاذة التي تثير الفوضى والبلبلة والاحتقان، فما بالك اذا كان ما تعرض له في الصحافة التي اعلنت ان ابو لطف فجر قنبلة هيدروجينية، في حين ان هذه القنبلة ما هي الا افتراء منه لاخطر موضوع امامنا حتى الآن، واثار بالامس الاتهام المباشر والموثوق كما يدّعي للاخ ابو مازن انه مقترفٌ مسؤولية التلذذ باتهامه انه وراء اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات مسموما'. وتابع بلعاوي 'تصريحات ابو اللطف تؤكد انه صاحب خيال مريض، وصاحب امتياز في العبث وافشال مساعي الحركة لتحقيق الوحدة الوطنية ووحدة الحركة، وانبعاث مجدها منذ انطلاقتها وصولا الى زرع الالغام امام عقد مؤتمرها السادس في وقت قريب، علما بأنه قد شارك في اعمال اللجنة التحضيرية لممارسة الافساد وبث الافكار السوداء طيلة الاوقات، وبهذا اجاد ابو اللطف في ضياع الوقت، واستعراض الافكار التي تبعث على التردد والضعف وطرح الغاز التحريض والاسفاف، وهذا كله يدل على انه بلا رصيد وطني، وبلا اخلاق وطنية، وبلا عقل متبصر، ووهكذا جاء تصريحه الهزيل'. وكان القدومي اتهم في لقاء صحافي الاحد بعمان الرئيس عباس بالمشاركة في اغتيال عرفات والسيطرة على حركة فتح والاستئثار بها. وطالب المكتب الحركي للمرأة الفتحاوية باقليم غرب غزة اللجنة المركزية للحركة بمحاسبة فاروق القدومي واتخاذ القرار الحاسم والحازم بحقه ولكل من يسيء للحركة او يتخلف عن نظامها العام، وتقديمه للمحكمة الحركية التي تعتبر الناظم والحاكم الاساسي للحركة لمحاكمته على تصريحاته التي اساء فيها للحركة وما تضمنته من قذف وتشهير بحق القائد العام للحركة ومحاولته اثارة الفتن والانشقاق داخل البيت الفتحاوي العريق، من خلال مؤتمره الصحافي الذي طرح فيه على الصحافيين محضر اجتماع مفبرك وصفه بانه فلسطيني اسرائيلي امريكي، وكال الاتهامات المسمومة واللااخلاقية بحق الرئيس والقائد العام ابو مازن . وقال المكتب الحركي في بيانه الصادر عنه الاربعاء تعقيبا على تصريحات القدومي ضد عباس 'ان الشعب الفلسطيني وحركة فتح بقيادتها وكوادرها وانصارها لن تتفاجأ مما يخرج على لسان القدومي الذي اعتاد على اسلوب القذف والتشهير ضد الرئيس ابو مازن كلما وجد نفسه في مأزق'.