قال الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، إن البت في أمر الحج بسبب المخاوف من انتقال عدوى أنفلونزا الخنازير بين الحجاج، والجدل الدائر بين مؤيد ومعارض لمنع الحج هذه السنة يحتاج إلى تريث وتثبت، لأننا لا نملك المعطيات، ولعدم اتضاح الصورة من الناحية العلمية الطبية ولبعد زمن الحج، خاصة في ظل احتمال أن يتغلب الطب عليه، مضيفا أن الفتوى في هذا الموضوع، لها آثار دينية واجتماعية ولا ينبغي التسرع. وأشار بنحمزة إلى أنه إذا ثبت علميا أن الاجتماع في الحج سيترتب عنه خطر، فلا مانع حينئذ من التأجيل، لانتفاء شرط السلامة، مضيفا أن هذا الأمر لا يقال به الآن، لاسيما وأن الحجاج أدوا المصاريف اللازمة لأداء هذه الشعيرة. وشدد على أن كل قرار متسرع سيكون مشوشا. ولهذا لا نؤسس للفتوى عن بعد لأمر سيؤثر على الناس، داعيا إلى الانتظار حتى يقترب وقت الحج ويتم النظر في الوضع. كما نبه إلى أن الكثير من المحطات الرياضية والملتقيات الدولية لم يقع في مواعيدها تغيير. وأن الكثير من الدول لا ترى في المرض وباء. وكانت السلطات السعودية قد طلبت الثلاثاء الفائت من المسلمين المسنين ومن النساء الحوامل تحاشي تأدية فريضة الحج في مكةالمكرمة بسبب الوباء العالمي أنفلونزا الخنازير. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية الطبيب خالد مرغلاني لوكالة فرانس برس ننصح دائما الأشخاص المصابين بداء الربو والنساء الحوامل والأشخاص المسنين بعدم أداء فريضة الحج. وأضاف أن التهديد الذي يمثله هذا العام فيروس (أي اتش1ان1) زاد من أهمية هذه النصائح. ومن جانبه، اعتبر الدكتور مولاي عمر بنحماد، هذا الطلب السعودي في تصريح سابق لـالتجديد خطوة متقدمة، مضيفا أن كل الاحتمالات تبقى واردة بخصوص تأجيل أو إلغاء موسم الحج لهذه السنة، بسبب ما وصفه بالنازلة التي يعيشها العالم بأسره، جراء الانتشار السريع لأنفلونزا الخنازير. وفي السياق ذاته، طالب نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بضرورة صدور فتوى بهذا الخصوص من مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي لوضع حد للجدل الدائر الآن بين الدول بين مؤيد ومعارض. وكان هذا الرأي قد نُسب خطأ في عدد أمس إلى الشيخ مصطفى بنحمزة. ودعا بنحماد الذين ينوون أداء شعائر العمرة والحج لهذه السنة، في حالة صدور قرار بتأجيل هذين المنسكين بسبب الوباء، إلى الرضا بقدر الله، موضحا أن الله تعالى يجزي المؤمن على نيته، كما دعا العلماء والمسلمين في كافة بقاع العالم، إلى الانخراط في شرح هذا الأمر للمسلمين حتى يتقبلوه كما يتقبله المؤمن الذي يعلم بأن الله هو المتصرف في الكون، وأن ما أخطأ الإنسان ما كان ليصيبه وما أصابه ما كان ليخطئه. وبالمقابل، استبعد محمد يسف الكاتب العام للمجلس الأعلى في تصريح صحفي أن يتم اتخاذ أي قرار رسمي شرعي أو سياسي بخصوص منع الحجاج المغاربة من الحج أو الاعتمار هذا الموسم، بسبب احتمال انتقال العدوى في أكبر تجمع إسلامي سنوي بمكةالمكرمة، قبل أن يعرض الموضوع على هيئة من العلماء في سلسلة جلسات على امتداد هذا الأسبوع. وخلص الكاتب العام للمجلس إلى أن الظرف الحالي لا يسمح بتبني أي موقف في هذا الشأن. يذكر أن آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية الأربعاء أشارت إلى أن فيروس انفلونزا الخنازير أصاب 77201 شخص في 120 دولة ومنطقة، وأسفر عن 332 وفاة. وارتفع عدد المرضى المسجلين بواقع 6308 مصاب منذ آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني يوم الإثنين 29 يونيو 2009.