اعتبر مولاي عمر بنحماد، طلب السلطات السعودية الثلاثاء 30 يونيو 2009 من المسلمين والمسلمات المسنين ون النساء الحوامل تحاشي تأدية فريضة الحج في مكةالمكرمة بسبب الوباء العالمي انفلونزا الخنازير، خطوة متقدمة، مضيفا في تصريح لـالتجديد أن كل الاحتمالات تبقى واردة بخصوص تأجيل أو إلغاء موسم العمرة والحج لهذه السنة، بسبب ما وصفه بالنازلة التي يعيشها العالم بأسره، جراء الانتشار السريع لأنفلونزا الخنازير، وفي السياق ذاته، طالب القيادي في حركة التوحيد والإصلاح ، بضرورة صدور فتوى بهذا الخصوص من مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي لوضع حد للجدل الدائر الآن بين الدول بين مؤيد ومعارض. ودعا بنحماد الذين ينوون أداء شعائر العمرة والحج لهذه السنة، في حالة صدور قرار بتأجيل هذين المنسكين بسبب الوباء، إلى الرضا بقدر الله، موضحا أن الله تعالى يجزي المؤمن على نيته، كما دعا العلماء والمسلمين في كافة بقاع العالم، إلى الانخراط في شرح هذا الأمر للمسلمين حتى يتقبلوه كما يتقبله المؤمن الذي يعلم بأن الله هو المتصرف في الكون، وأن ما أخطأ الإنسان ما كان ليصيبه وما أصابه ما كان ليخطأه. وكان الدكتور أحمد الريسوني، الخبير في مجمع الفقه الإسلامي، قد قال في وقت سابق، إن مسألة إلغاء العمرة في رمضان أو موسم الحج المقبل بسبب إنفلونزا الخنازير، يرجع القرار فيها إلى الأطباء المسلمين المختصين، ويرى أن منظمة المؤتمر الإسلامي أو مجمع الفقه الإسلامي الدولي مطالبين في هذه الحالة، بتنظيم لقاء للأطباء المسلمين من عدد من الدول الإسلامية، ليتدارسوا الوضعية، ويقدروا الاحتمالات ويصدروا توصياتهم، وبناء عليها، يقرر الفقهاء في مجمع الفقه الإسلامي أو أي هيئة فقهية تشكل لهذا الغرض ما إذا كانت الضرورة تدعو لإلغاء الشعيرتين، وأشار الريسوني إلى أن تقدير أطباء غير مسلمين من أمريكا أو كندا أو غيرهما لا يكفي، لأن الأمر ـ كما يقول ـ يتعلق بالعالم الإسلامي والحجاج والمعتمرين القادمين منه، ويتعلق كذلك بموازنة بين فريضة الحج وشعيرة العمرة وما لهما من أهمية، مع احتمالات الخطورة وانتشار الوباء. وتعليقا على القائلين بأن الحج لم يسبق وأن ألغي عبر التاريخ بسبب وباء معين أو غيره، أشار الريسوني إلى أن فقهاء المغرب أفتوا بحرمة الحج في ظروف معينة مثل انعدام الأمن وارتفاع درجة المخاطر، وكانوا يفتون بمنع الحج على الأندلسيين، لأن الجهاد والبقاء في بلادهم للدفاع عنها أولى، فالعبرة بحسب الريسوني بالقواعد والمبادئ والأدلة الشرعية التي تحكم هذا الأمر، وليس بالسوابق التاريخية التي تختلف كما تختلف التقديرات. كما أن الإمكانيات المتوفرة الآن لم تكن متيسرة من قبل. هذا، وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري قد شدد على أن قرار إلغاء موسم الحج بالنسبة للجزائريين غير وارد تماما. بينما أعلنت تونس تعليقها لرحلات العمرة إلى أجل غير مسمى، كما أفتت اللجنة الفقهية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر بإمكانية تأجيل الحج هذا العام، وبتأجيل العمرة أو إلغائها. هذا في الوقت الذي ما تزال فيه السلطات السعودية تناقش التدابير الاحترازية على أعلى المستويات استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن بعيدا عن خطر الفيروس. فيما لم يعلن المغرب رسميا عن أي قرار لحد الساعة. وفي السياق ذاته، حاولت التجديد الاتصال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لمعرفة رأي الوزارة في الموضوع، دون جدوى، حيث ظلت التجديد تنتقل عبر الهاتف من مكتب إلى آخر، قبل أن يطلب منها الملحق الصحفي إرسال الأسئلة عبر البريد الإلكتروني، وإلى حدود الساعة الواحدة و53 دقيقة زوالا لم تتوصل التجديد بأي رد.