أصدر المجلس العلمي الأعلى موقفا من الجدل الدائر حول تنظيم الحج خلال هذه السنة، ولفت الانتباه في بيان صدر يوم الأحد6 يوليوز2009 إلى أن الإشاعات لا يجوز أن تؤدي في الوقت الراهن إلى إفساد نية من يريد أداء العمرة أو يعتزم الذهاب إلى الحج، مضيفا أنه إذا ما ظهر ما يوجب خلاف ذلك فسيكون بقرار رسمي يعلم به الجميع. ومن جهته حسم المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث خلال دورته التي اختتمت أشغالها بمدينة استانبول بتركيا السبت المنصرم. المجلس الأوربي موقفه وقال في بيانه الختامي إنه لا يرى مسوغا لأي فتوى يكون مفادها تثبيط همم من يعقد العزم على أداء الحج أو العمرة هذا العام، داعيا في نفس السياق إلى اتخاذ التدابير الواقية من هذا المرض ومن غيره من الأوبئة، وأيضا الالتزام بالتوصيات الصادرة عن السلطات الصحية في السعودية أو في البلدان التي ينتمي إليها الحجاج والمعتمرون، حول أخذ اللقاحات أو اصطحاب الأدوية اللازمة. كما أوصي المجلس بتأجيل القيام بأداء هذه المناسك للمسنين والمصابين بأمراض موهنة، أو المتعاطين لأدوية تخفف من المناعة، كما يوصي بذلك أولئك الذين حجوا أو اعتمروا من قبل تخفيفاً للزحام. وكان عدد من الخبراء قد أعلنوا خلال المؤتمر الأوروبي التاسع عشر للحميات السريرية والأمراض المعدية الذي انعقد في هلسنكي الشهر المنصرم عن خشيتهم من تعرقل جهود مكافحة انفلونزا الخنازير في حال استمر الفيروس في الانتشار خلال موسم الحج في نونبر المقبل. وقال البروفسور أندرياس فويس، من المركز الطبي في جامعة نيماغ الهولندية أن الحج ليس حدثا يمكن إلغاؤه. مضيفا أن الحج سيتم هذا أكيد. لكنه استدرك بالقول، أعتقد أنه سيكون على السلطات الصحية هناك، بمساعدة منظمة الصحة العالمية وغيرها، أن تفكر بما يفترض القيام به، كيف ينبغي توعية الناس. ورأى البروفسور بنتي هيوفينين المختص في علم الجراثيم السريري في المعهد الفنلندي للصحة العامة أن الصعوبة تكمن في العثور على حل وسط بين أهمية أداء المناسك ودرء خطر المرض. وفي إطار الاستعدادات لموسم الحج شدد رئيس لجنة الحج العليا السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز على أهمية تضافر جهود كافة الجهات المشاركة في أعمال حج هذا العام، والاستفادة القصوى من معطيات النجاح الذي تحقق لموسم الحج الماضي، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات والتسهيلات التي ستقدم لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج لهذا العام. داعيا خلال ترؤسه أول أمس بجدة اجتماع لجنة الحج العليا الجهات المشاركة في أعمال الحج لهذا العام أو المساندة لهذه الأعمال إلى أن يضعوا في الاعتبار تمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان؛ معتبرا أن ذلك يعد هدفا استراتيجيا لا تهاون في تحقيقه بمستوى رفيع من الجودة والأداء المتميز.