يجري يوم الخميس 2 يوليوز 2009 انتخاب رؤساء ومكاتب 16 مقاطعة المشكلة لجماعة الدارالبيضاء، بالتوازي على الساعة العاشرة صباحا، وفي السياق ذاته شدد عبد العزيز العماري المسؤول الجهوي لحزب العدالة والتنمية بالدارالبيضاء، على إيجابية إجراء السلطات المحلية بتوحيد توقيت انتخاب مجالس المقاطعات، وذلك حتى لا تبقى النتائج الانتخابية لمقاطعة رهينة بنتائج مقاطعة أخرى، على اعتبار أن التحالفات تكون قائمة بحسب كل مقاطعة، يضيف العماري، مشيرا في تصريح لـ التجديد إلى أن الإجراء بهذا الشكل لا يترك مجالا للمناورات، ويجعل الالتزامات الحزبية أقوى وأضمن. وسجل المسؤول الحزبي أن تحالفات ومشاورات الأحزاب السياسية لترتيب انتخابات رؤساء ومكاتب المقاطعات، تبدو لحد الآن بشكلها الطبيعي والعادي بحسب الاعتبارات المحلية، مضيفا أن جهد حزبه منصب على دعم التحالفات المنسجمة مع الأغلبية المشكلة لمجلس مدينة الدارالبيضاء، إلا إذا كانت هناك تطورات غير مفهومة، وحسابات علاقات آخر لحظة. وتوقع العماري أن يرأس حزبه بعض المقاطعات التي احتل فيها الرتبة الأولى. كما يسعى ما أمكن أن يكون في تسيير جميع مقاطعات العاصمة الاقتصادية. وفي الوقت الذي تسير بعض الوجوه المألوفة في تسيير الشأن المحلي بالدارالبيضاء نحو العودة إلى مقعد رئاسة بعض المقاطعات لولاية ثانية بشكل مريح ودون منافسة (أحمد ابريجة (التجمع الوطني للأحرار) بمقاطعة سيدي مومن، ومحمد الحدادي (الحركة الشعبية) بمقاطعة سيدي عثمان، والحداوي بمقاطعة درب السلطان، ووجود معلومات تمضي في اتجاه تأكيد أن محمد جودار (الاتحاد الدستوري) أقرب إلى رئاسة مقاطعة ابن امسيك)، فإن التطورات التي أفرزتها انتخابات عمدة مدينة الدارالبيضاء الكبرى ونوابه، واستمرت زهاء 4 أيام متواصلة، فتحت حجم المفاجآت التي يمكن أن تسفر عنها هذه التقلبات، فوزيرة الصحة ياسمينة بادو تواجه صعوبة كبيرة في الاحتفاظ بمقعدها على رأس مقاطعة آنفا لولاية ثانية، بعد انسحاب حزبها (حزب الاستقلال) من تحالف الأغلبية المشكلة لمجلس المدينة، ومن أبرز المتنافسين على خلافتها هناك مباركة بوعيدة من التجمع الوطني للأحرار، ومحمد بنجلون النائب الثالث للعمدة المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية. فيما تضاءلت حظوظ وزير النقل والتجهيز عبد الكريم غلاب في العودة لرئاسة مقاطعة اسباتة، أمام رضوان المسعودي المنتمي للاتحاد الدستوري، الذي يعد أكبر مرشح لخلافته. وكان حسن كعايش قد أعلن عن تقديم استقالته من مجلس مقاطعة اسباتة، في رسالة موجهة إلى عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك يوم 23 /06 /2009 ، توصلت التجديد بنسخة منها، واكتفى المستشار الجماعي الذي كان ترتيبه الثاني في لائحة وزير التجهيز والنقل الفائزة بالرتبة الأولى مناصفة مع حزب العدالة والتنمية بخمسة مقاعد لكل منهما في انتخابات 12 يونيو الأخيرة بمقاطعة ابن امسيك، أنه سيقدم استقالته لظروف شخصية خارجة عن إراداته. وفي اتصال هاتفي لـ التجديد نفى حسن كعايش أن يكون قد أرسل استقالته إلى السلطات المحلية أو سلمها لأي أحد، مشددا على أنه فعلا كتب الاستقالة قبل أن يتراجع عنها، وأنه مزقها بعد زوال أمس الاثنين على إثر تدخل أحد زملائه لثنيه عن اتخاذ هذا القرار. وشدد كعايش في تصريح لـ التجديد أنه في حالة إذا لم ينجح الوزير عبد الكريم غلاب في الفوز برئاسة مقاطعة اسباتة لولاية ثانية، فسيقدم استقالته من مجلس المقاطعة.ومن جهة أخرى، يواجه أحمد القادري من حزب الاستقلال وضعا مشابها، بعد أن تبخرت طموحاته في الاستقرار على مقعده الذي ظل فيه لسنوات رئيسا لمقاطعة المعاريف، ويرتقب أن يخلفه عبد الصمد حيكر من حزب العدالة والتنمية.أما بمقاطعة الحي الحسني فيواجه بوشتى الجامعي (حزب الاستقلال) صعوبة كبيرة في الاحتفاظ برئاسة المقاطعة أمام منافسة قوية لنجيب عمور من العدالة والتنمية. وفي الوقت الذي يسير فيه شفيق بن كيران (التجمع الوطني للأحرار) إلى سحب البساط من تحت الرئيس السابق لمقاطعة عين الشق شفيق عبد الحق (الحركة الشعبية)، يحرك عبد الواحد الإبراهيمي (حزب الاتحاد الاشتراكي) طموح الظفر برئاسة مقاطعة سيدي بليوط، وإزاحة رئيسها السابق محمدي العلوي (الاتحاد الدستوري). وأصبحت حظوظ فوز مصطفى الحيا (العدالة والتنمية) برئاسة مقاطعة مولاي رشيد أكبر، أمام منافسه محمد بركاع (الاتحاد الدستوري). وسعيد حسبان بمقاطعة الفداء أمام رئيسها السابق الصفدي (الاستقلال). ويرجح أن تؤول رئاسة مقاطعة الحي المحمدي إلى الاتحاد الدستوري عن طريق ناصر عبد العزيز، في مواجهة مصطفى الغزالي (الأصالة والمعاصرة). وإلى عبد الفتاح مناضل (الاتحاد الدستوري) بمقاطعة عين السبع أمام حسن بن عمر (الأصالة والمعاصرة). فيما تبدو قيادة مقاطعة البرنوصي غير واضحة المعالم لحد الآن، هناك محمد الداهي (الاتحاد الدستوري )، محمد منصر (الأصالة والمعاصرة)، والطموح ذاته يحدو رئيسها السابق عبد العالي أبو ربيع (العدالة والتنمية). وبالرغم من ذلك، فالأمر قد لا يخلو من مفاجآت، فكل الأوراق يمكن أن يعاد ترتيبها في آخر لحظة، وقد تعصف سيناريوهات تحبك في الخفاء بكل التكهنات بشأن تشكيل مجالس المقاطعات. هذا، ويتوقع أن تنعكس التحالفات الحزبية المشكلة للأغلبية على مستوى مجلس المدينة التي جرت الأسبوع الأخير على هذه الانتخابات.