السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا سيدة متزوجة منذ أزيد من خمسة عشر سنة، مشكلتي أن زوجي سريع الغضب، فهو يغضب لأتفه الأسباب، وأحيانا بدون سبب ظاهر، مما أحدث لنا مشاكل لا حصرة لها؛ سواء في حياتنا الأسرية أو الاجتماعية أو المهنية. سؤالي هو كيف أساعد زوجي على ضبط غضبه، وهل صحيح أن طبع الإنسان لا يمكن أن يتغير كما يدعي. *** اجتهدي في معرفة الأسباب عزيزتي؛ مسألة الغضب تعود لسببين: ـ السبب الأول تربوي، بمعنى أن الأسرة التي تربى فيها زوجك إذا كان الأب أو الأم فيها، وخاصة الأب، سريع التوتر والغضب لأتفه الأسباب يأخذ الأبناء هذا السلوك ويمارسونه حتى يصبح شيئا تلقائيا وجزءا من سلوكهم اليومي. ـ السبب الثاني يعود لأمور متعددة منها طبيعة الشغل الذي يعمله إذا كان هذا العمل متعبا أو فيه مشاكل في علاقته بمديره أو زملائه أو يقضي فيه ساعات طويلة، وهناك أسباب مرتبطة بالأسرة أو بعلاقتك أنت به وطريقة تعاملك..عدم إشباعه جنسيا.. ربما طريقة تعاملك تغيرت ولم يتعود عليها من قبل.. أو في الفضاء الأسري عموما.. فأحيانا حينما يدخل الزوج يحب أن يجد السكينة والهدوء والراحة في بيته فإذا دخل الزوج ووجد البيت غير مرتب وأطفاله يصرخون وأنت على مستوى الشكل لست في حالة مطلوبة ومرغوبة لديه وروائح بصل وغيرها في البيت، فإذا كان هذا هو الوضع الذي يجده الزوج بنسبة كبيرة عندما يعود إلى البيت فهو سبب كبير للتوتر وغضب الزوج. المهم أن تجتهدي في معرفة أسباب غضب زوجك، وإذا عرفتها حاولي أن تتفاديها ليخف غضب زوجك.. اختاري لحظة يكون فيها هادئا وافتحي معه حوارا وقولي بلباقة إنك تلاحظين توتره بشكل كبير، واقترحي أن تساعديه على حل مشكل هذا التوتر والغضب، ذكريه بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أوصى ثلاث مرات باجتناب الغضب.. ساعديه أن يتجاوز حالة الغضب، فالإنسان الغاضب إذا كان واقفا فليجلس وإذا كان جالسا فليتمدد، فيغير الوضعية التي هو عليها، وليتوضأ لأن الوضوء يطفئ الغضب ويجدد الطاقة أو ليصلي .. ومن الأمور التي ينبغي أن تقومي بها أنت أثناء غضبه أن تقتربي منه وتلمسيه، وحاولي أن تقدمي له بعض الأشربة التي تقوم بتهدئته. والله الموفق مدربة في الجمعية المغربية للتربية ورعاية الأسرة