حسب بعض المصادر الإعلامية؛ فمن المتوقع أن يعرض الفيلم الألماني طنجرين الذي سبق أن تمت برمجته في مهرجان تطوان الدولي لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته الأخيرة، في القاعات السينمائية المغربية. وإذا تم ذلك فمن المتوقع أن يثير عدة انتقادات، وذلك لإعطاءه صورة سيئة عن المغرب كبلد عربي مسلم يقدم كبلد لتجارة الرقيق الأبيض أي الدعارة والجنس ثم الهجرة والفقر، خصوصا بمدينة طنجة التي تصدر إلى العالم عبر مينائها البرتقال المفضل لدى الجميع طنجرين. الفيلم من إخراج الألمانية ارينا فون البيرتي، وهو أول عمل سينمائي لها صورته في المغرب، وشارك فيه ممثلون مغاربة كسعيد باي والعربي اليعقوبي ونعيمة بوزيد... هذا يجعل مرة أخرى مسألة الرقابة ببلادنا ورخص التصوير التي يمنحها المركز السينمائي المغربي محط أسئلة. ولو أن البعض يرى أن ما جاء في الفيلم واقعا يجب كشفه عوض التستر عليه أو الخجل منه. صحيح أنه واقع لكن نحبذ أن نعالجه من الداخل وأن يظل محصورا في الداخل لا أن يتاجر به أجانب لتحقيق ربح أو شهرة ما، أو بالأحرى لتسويق صورة نمطية للغرب عن المغرب نحن في غنى عنها. فالغرب يعرف قيمة الصورة ومدى تأثيرها على المواطن الغربي البسيط. من هنا تأتي مسؤولية أصحاب القرار ببلادنا في حل المعضلة. شريط طنجرين يحكي قصة شاب ألماني عازف في إحدى الفرق الموسيقية الألمانية يزور طنجة رفقة إحدى صديقاته، فيلتقي بشابة مغربية أميرة تتعاطى الرقص الشرقي هربت من عائلتها التي لا ترضى عن ما تفعله، لتجد نفسها وسط مجموعة من الفتيات يتعاطين الدعارة واصطياد السياح الأوروبيين قصد الهجرة.. بمعنى أن المغرب هو أرض الجحيم وأوروبا هي الخلاص الذي يمكن تحقيقه ولو ببيع الجسد. هذا يرمز بكل بساطة إلى صورة المشرق العربي المتهم بتسويق الدعارة وتحقير المرأة، مقابل صورة الغرب الوردية وما تحمله من معاني الحرية والكرامة. الفيلم الذي تقول عنه المخرجة إنه حول صراع الحضارات من منظور آخر، جاءت فكرته من شريط وثائقي قامت المخرجة بتصويره عن المومسات المغربيات، ومن خلال المقابلات التي أجرتها مع الفتيات اللواتي يتعاطين الدعارة. من المؤسف أن نجد ممثلين مغاربة ينخرطون في مثل هذه الأعمال الرخيصة التي تجعل المغرب حقلا للتجارب ، فكل من يريد الحديث عن المخدرات والدعارة أو الفقر والجريمة تجده يحزم حقيبته ويتجه نحو المغرب، وكأن هذا البلد هو الوحيد على وجه البسيطة الذي يعاني من هذه الرذائل. في إحدى البرامج الإذاعية سئل الممثل القدير عبد القادر مطاع عن أمنية يريد أن يحققها بعد مشوار فني طويل، فأجاب بعد أن عبر عن أمنيته في تشخيص دور الملك لير: أتمنى أن أرى أفلاما لا تسيء إلى المغرب بتركيزها على الجوانب السلبية، لأن المغرب يزخر بجوانب مضيئة كثيرة. ونامل أن يوضع حد لمثل هذه الأفلام الذي تشوه صورة المغرب وسمعته، وتقدم في صورة تخالف الحقيقة التي يكتشفها ويعلن عنها كل من يزور المغرب.