شن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يوم السبت 6 يونيو 2009 هجوما عنيفا على ما أسماه بأباطرة الفساد، مؤكدا أن زمن الأباطرة قد ولى وأنه قد حان وقت التغيير والتجديد، وأكد بنكيران في تجمع انتخابي حاشد بطنجة تجاوز أربعة آلاف مواطن أن حزبه سيفوز بهذه المدينة، وألا أحد يمكن أن يتقدم عليه فيها، وذكر بن كيران بالمسار الذي قطعه حزبه، وأشار إلى أن حزبه أمضى ثلاثين سنة في العمل السياسي يطور ذاته ويتوسع في صفوف المجتمع بشكل متدرج، وانتقد بن كيران، الأحزاب التي وصفها بـالكوكوت مينوت، التي تظهر طفرة، وتصبح في أقل من ثلاث سنوات أكبر حزب في المغرب، في إشارة منه إلى حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدا في هذا الصدد أن الأحزاب القوية تنمو بشكل طبيعي في المجتمع محترمة قانون التدرج، وأنالكوارث وحدها هي التي تأتي مرة واحدة. ووصف بن كيران خروج حزب الأصالة والمعاصرة إلى المعارضة بأنه محاولة منه للاقتراب من الشعبية التي يمتلكها حزب العدالة والتنمية، والتي عجز حزب الأصالة والمعاصرة حسب بنكيران في الحصول عليها عن طريق استجداء الأباطرة ورموز الفساد. وعن موقفه من الحكومة، قال بنكيران: هذه الحكومة خرجت من الخيمة مايلة، وقال بنكيران وسط هتافات منتظمة، أرادوا الاستنجاد بحزبنا من أجل إنقاذ الحكومة، معلنا أن حزبه لن يقدم على أي خطوة إلى أن تظهر نتائج الانتخابات، وأن النتائج هي التي ستحدد أي خيار سيتجه إليه الحزب. وكان عبد الإله بنكيران قد حضر تجمعا انتخابيا آخر في نفس اليوم بدائرة المضيق الفنيدق أكد فيه أن المغرب يحتاج في هذه المرحلة إلى حكومة وطنية قوية تعيد الثقة إلى العملية السياسة. من جهة أخرى، فجرت تصريحات عباس الفاسي الأخيرة حول حول ترضية الحكومة لحزب الأصالة والمعاصرة، خلافا كبيرا داخل المجلس الحكومي، إذ اعتبرها وزير العدل عبد الواحد الراضي مسا بمصداقية القضاء، منتقدا مفردة ترضية التي استعملها الوزير الأول وموضحا أنها لا تلائم طبيعة الممارسة القضائية، وكانت جريدة الاتحاد الاشتنراكي كشفت في عدد السبت والأحد الأخير جزءا مما دار في المجلس الحكومي، وأشارت إلى أن وزير العدل والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أكد خلال مناقشة عرض تقدم به أمام المجلس حول استحقاقات اقتراع 21 يوينو، وجهود وزارته من أجل سلامة العملية الانتخابية، أن القضاء لا يرضي أحدا. وفي موضوع متصل، وفي ظل رفض الوزير الأول عباس الفاسي الرد على تهجمات فؤاد عالي الهمة على حزب الاستقلال وقيادته في في التجمع الانتخابي بتارودانت، ونابت جريدة العلم لسان حال حزب الاستقلال عن الوزير الأول، وذكرت فيما يعتبر جوابا ضمنيا على اتهام الهمة للحزب بالشيخوخة والعجز عن تغطية سوى 54 في المائة، بأن حزب الاستقلال لا يمثل في ذاكرة الشعب المغربي مجرد لحظة انتخابية عابرة وإنما هو، تضيف الافتتاحية ضمير الشعب المغربي وصورته وأحلامه وأشارت الافتتاحية إلى أن مناضلي حزب الاستقلال لا يزعزعهم ما يثيره من وصفتهم بـخفافيش المناسبات وأعداء الديمقراطية وتجار إرادة الشعب المغربي. من جهته، فسر امحمد الخليفة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تصريحات الهمة مهاجمة الأمين العام عباس الفاسي، بأنها تحمل رسالة سياسية وإشارة قوية ينبغي التقاطها، وأضاف أن مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة يقول للأمين العام لحزب الاستقلال: لقد قمت بدورك جيدا، ومكنت لطارئين على الحزب من جعلهم في قيادته وتوزيرهم باسمه، وعليك الآن أن تخلي الساحة لمن نتفاهم معهم، واعتبر الخليفة أن في هذه الإشارة قوية درسا بليغا للمناضلين الاستقلاليين وفي مقدمتهم عباس الفاسي يستلزم وفقة للتأمل حتى لا يحرث فوق أرضه أشباه الأحزاب على حد تعبير امحمد الخليفة. وكان امحمد الخليفة قد سبق أن وجه رسالة طويلة نشرتها جريدة المساء كاملة، يحذره فيها مما وصفه بـالحزب الأغلبي، ومن التمكين له والإسهام في توفير شروط تشكيله.