اعتبر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، أنه راض عن النتائج التي حققها حزبه في الانتخابات الجماعية 2009, وقال بن كيران، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس السبت عقب إعلان وزير الداخلية عن النتائج النهائية، إنه بالرغم من الإفساد الذي شهدته الحملة الانتخابية، خاصة يوم الاقتراع، بالأموال الحرام التي وزعت بشكل فظيع، واستعمال العنف بشكل أفظع، فإن نتائج حزبنا كانت معقولة، مبرزا أنه راض عن النتائج التي حققها الحزب في هذه الانتخابات. وأضاف ابن كيران أن العدو الحقيقي اليوم للعدالة والتنمية هو حزب الفساد والمفسدين، وأكد أن مدينة فاس أصبحت اليوم مدينة منكوبة، استطاعت المافيا بالمال الحرام والبلطجة وحتى بالإنجازات أن تصبح بمثابة تهديد حقيقي للمواطنين والمدينة. وقال بنكيران يبدو أن هذا الرجل (يقصد شباط) الذي يشتكي منه أمينه العام، أصبح عبارة عن سرطان سيطر على النقابة، وله مليشيات هاجمت مقرات العدالة والتنمية، لا يدري أحد أين سيصل. وكشف المتحدث، في هذا السياق، أن مليشياته هاجمت الكاتب الإقليمي للحزب بفاس، سعيد بنحميدة، داخل سيارته، وهددته في حياته، وأكد أنه قدّم شكاية بكل ما وقع إلى وزير الداخلية، كما شكونا ما وقع(في فاس) إلى الوزير الأول الذي عبّر عن تعاطفه معنا، وأكد بن كيران أن المواطنين في فاس يعيشون في خوف دائم. كما تطرق إلى حادث كسر ذراع مناضل للحزب بمدينة آسفي، وسرقة صناديق الاقتراع، والتضييق على مناضلي الحزب، مشيرا إلى البلطجة التي عرفتها مدينة تاونات على غرار فاس. وشنّ ابن كيران، في هذا السياق، هجوما عنيفا على مفسدي الانتخابات، وقال إنه خلال الحملة كنا أمام مجرمين كان ينبغي أن يكونوا في السجن، وقال إنهم مستعدون لبيع البلاد ومتواطئون من أجل ذلك، مؤكدا أن مناضلي حزب العدالة والتنمية هم مجاهدون في سبيل الله من أجل إنقاذ البلاد والوطن، واتهم جهات في السلطة بأنها متواطئة ضد العدالة والتنمية بناء على حسابات خاطئة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض جهات السلطة كان لها حياد سلبي، بينما في بعضها كان هناك تواطؤ. وأبرز بنكيران أن المعركة السياسية اليوم هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب المغربي. وتطرق ابن كيران إلى نتائج حزبه، مؤكدا أنه احتل المرتبة الأولى على مستوى الدوائر التي كان فيها الانتخاب باللائحة، واعتبر أن مرتبة الحزب على المستوى الوطني، أي السادسة، راجعة إلى نتائجه في العالم القروي، وقال في هذا الصدد نحن لم نتقدم بالمستوى المطلوب في العالم القروي بالنظر إلى أنه ليس عندنا الموارد البشرية الكافية، وأضاف: كنا نبحث عن النزهاء والشرفاء وليس بالضرورة أبناء الحركة الإسلامية، وقال: كنا منفتحين، شرطنا النزاهة والاستقامة، لكن لا يمكن أن تكون ترشيحاتنا على حساب مبادئنا. وأكد أن العدالة والتنمية حزب يتميز بالشفافية والاستقامة والنزاهة، وأصبح معروفا بذلك، واليوم فإن الذي يبحث عن النزاهة يأتي إلى العدالة والتنمية. من جهة أخرى، كشف وزير الداخلية، شكيب بنموسى، خلال الندوة الصحفية التي قدّم فيها النتائج النهائية، عن الخروقات التي شهدتها الحملة الانتخابية، وأكد أن عدد الشكايات التي توصلت بها مصالح الوزارة بلع ما مجموعه 1767 شكاية، وأكد أن النيابة العامة قامت بمعالجة جزء كبير منها، حيث قررت حفظ 1149 شكاية، والمتابعة في 144 حالة، مع إرجاء المتابعات إلى ما بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع فيما يخص 33 حالة. كما قامت وزارة الداخلية باتخاذ إجراءات احترازية وتأديبية همت ما يقارب 500 رجل وعون سلطة.