لقي11 شخصا مصرعهم على الساعة 12 والنصف من ليلة السبت 23 ماي 2009 من بينهم قاصرة، في إحدى السهرات الختامية لمهرجان موازين التي أقيمت ليلة السبت ـ الأحد بالملعب حي النهضة بالرباط حسب المصادر الرسمية. وأفاد الدكتور السفياني مدير مستشفى ابن سينا، أن المستشفى استقبل ابتداء من الساعة الواحدة ليلا 60 حالة، من بينها 11 وفاة، و5 حالات إصابتها بليغة، ما تزال ترقد إلى حدود كتابة هذه السطور بمصلحة الإنعاش من بينهم 3 أطفال، بالإضافة إلى 3 حالات كسور، فيما غادر المستشفى ضحايا آخرون بعد تلقيهم العلاج. وبالمقابل صرح مصدر أمني لـالتجديد أن عدد الضحايا فاق العدد المعلن عنه رسميا، مؤكدا أن العدد وصل إلى 16 ضحية، إضافة إلى 60 إصابة متفاوتة الخطورة. وعلم لدى وزارة الداخلية أنه تم فتح تحقيق لتحديد أسباب وملابسات الحادث. إلى ذلك، تدفق العشرات من عائلات الضحايا ، وكذا من الباحثين عن مصير أبنائهم الذين كانوا حاضرين أثناء الحفل، إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن سينا بالرباط، وفي هذا السياق أفاد والد إحدى الضحايا لـالتجديد، أنه فقد ابنة أخيه المنحدرة من مدينة سيدي قاسم، تبلغ من العمر 25 سنة، كانت تقيم عنده، فيما ما تزال طفلته البالغة من العمر 7 سنوات في قسم الإنعاش، مضيفا في تصريح لـالتجديد ، أن حالتها ميؤوس منها، كما أشار إلى أنه تلقى خبر الفاجعة من مجهول اتصل عبر هاتف الضحية، بعد منتصف الليل. وفي السياق ذاته، قدمت عائلة من بنجرير تلقت خبر وفاة ابنها في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، من قبل أقارب الضحية المقيمين بالرباط. وأفادت إحدى قريبات المتوفى لـالتجديد أن الضحية يدعى عبد اللطيف، ويبلغ من العمر 21 سنة. ووقع الحادث الذي وصفه شهود عيان بـالمفجع، أثناء التدافع الكبير الذي أعقب نهاية الحفل الذي حضره قرابة 70 ألف متفرج، وأضاف يوسف (25 سنة) قادم من طنجة، وهو أحد الناجين من موت محقق، وقد أصيب بكسر على مستوى رجله أن أبواب الملعب كلها كانت موصدة، باستثناء باب واحدة توجد قرب منحدر، حيث تدفق عبرها المئات من المتفرجين، ما أدى إلى سقوط العشرات في المنحدر، بسبب التزاحم والتدافع الذي كان على أشده في تلك اللحظة، مضيفا أنهم حاولوا الفرار عبر الحواجز، إلا أن رجال القوات المساعدة، بدأوا ينهالون عليهم بالعصي، ما أدى إلى سقوط تلك الحواجز على الضحايا. موضحا في تصريح لـالتجديد أثناء خروجه من قسم الإنعاش، أنهم لم يتلقوا أي إسعافات في مكان وقوع الحادث، كما لم يتلقوا العناية المطلوبة في المستشفى. حيث قال إنه تم نقل ما بين 7 و8 مصابين عل متن سيارة إسعاف واحدة.وفي السياق ذاته، شوهد المصابون وهم يخرجون من قسم الإنعاش في حالة مزرية، حيث كان أغلبهم دون أحذية، وما يزالون يشتكون من آلام على مستوى الظهر والأرجل، وعبروا جميعهم في تصريح لـالتجديد، أنهم تركوا دون استكمال العلاج، كما لوحظ أن أغلبهم غادر المستشفى دون حضور أحد من أفراد عائلاتهم. وعلى صعيد متصل، قالت إحدى الحاضرات التي عاينت الحادث، أنها نجت بأعجوبة، معتبرة في تصريح لـالتجديد أن الأمر أشبه بالمعجزة، حيث تلقت المساعدة من إخوانها الذين كانوا بمقربة منها أثناء وقوع ما وصفته بالكارثة، مضيفة، أن المشهد الفظيع، هو سقوط سيدة حامل أثناء الازدحام، ورجحت المتحدثة نفسها أن تكون من بين الضحايا، معتبرة أن المنحدر الموجود على يسار الملعب أدى إلى انزلاق الأفراد. وأفاد أحد الشباب الذين شهدوا الحادث، أنه نجا من الحادث عبر تسلقه السياج الحديدي، الذي قال إنه سقط بعد ذلك مخلفا الكارثة. وأبرز شهود عيان آخرين أن الحفل الذي نظم على هامش مهرجان موازين، عرف حضورا جماهيريا كبيرا فاق 70 ألف متفرج، مؤكدين أن الطاقة الاستعابية للملعب لا تتسع إلا لحوالي 20 ألف متفرج، إضافة إلى سوء التنظيم، ومن جهة أخرى، أفاد الشهود أن الملعب الذي يوجد بحي النهضة وعلى مقربة من أحياء شعبية أخرى، مثل التقدم ودوار الحاجة واليوسفية، جعل العديد من ساكنة هذه المنطقة تحج إلى الملعب، وهو ما بعثر أوراق المنظمين، الذين تفاجأوا إزاء الفاجعة.