حمل لحسن الداودي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، مسؤولية ما وقع ليلة أمس الأحد من سقوط 11 قتيل في حفل موازين بحي النهضة إلى الجهة المنظمة التي استهانت بأرواح الناس، مشيرا إلى أن طاقم الوقاية المدنية بجهة الرباط غير كاف لمهرجان بهذا الحجم، وقال الداودي بأسف:”يبقى المواطنون وخصوصا الشباب منهم هم الضحية”، داعيا إلى فتح تحقيق حول أسباب الحادث، وإعلانها للرأي العام الوطني. ولقي 11 شخصا مصرعهم وجرح حوالي أربعين آخرين مساء أول أمس السبت بالرباط في تدافع عند خروج الجمهور من باب وحيد بملعب حي النهضة الذي احتضن حفلا فنيا في إطار فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان موازين. وأرجع شهود عيان سبب وقوع الحادث،إلى إغلاق جميع أبواب الملعب السبعة وفتح باب واحد كان أمامه حفرة سقط فيها الضحايا بسبب الازدحام مما أدى إلى اختناق بعضهم. وقال الدكتور ياسر السفياني مدير مستشفى ابن سينا بالرباط بأن المستشفى بدأ يستقبل الضحايا منذ الساعة الواحدة من صباح يوم الأحد،مشيرا في تصريح صحفي بأن مستشفى ابن سينا استقبل 65 حالة،منهم 11 حالة وفاة بينهم حالتين لم يتم التعرف على ذويهما، وثمان حالات في وضعية صحية جد خطيرة استدعى الأمر نقلها للإسعاف. ومنذ الساعات الأولى من صبيحة أول أمس،بدأت أسر الضحايا تتقاطر على مستشفى ابن سينا،وكانت سيدة ثكلى متوسطة العمر تقف قرب مستودع الأموات بالمستشفى، وهي تنتحب وتصرخ:”لقد راحت مني ابنتي رشيدة ” لتنخرط معها نساء حضرن فور تلقيهن خبر وفاة شابة في زهرة عمرها، تبلغ عشرين سنة وكانت مخطوبة حسب إفادة إحدى قريباتها، وكان ابنها يحاول منعها من الحديث إلى الصحافة ويلتفت إلى الكاميرات قائلا :”كفى،كفى”،ويصرخ:”الحكومة مسؤولة عن ما وقع،لقد راحت أختي ضحية سوء التنظيم”. ومن جهته يشرح يوسف، 25 سنة،الذي أصيب بكسر في ساقه اليمنى، سبب وقوع الحادث :”لقد خرجنا من باب وحيد فوجدنا أمامنا حفرة كبيرة،حيث سقط بعضنا على الآخر”، وقال وهو يتألم:” علاش ميفتحوش جميع أبواب الملعب في وجه الجمهور بعد انتهاء الحفل”. شاب آخر اسمه مراد الإدريسي يقف مشدوها وسط ساحة المستشفى، وبصعوبة يقول:”لقد فقدت أخي سمحمد الإدريسي الذي لايتجاوز عمره 22 سنة، راح ضحية عدم توفير شروط السلامة بمكان الحفل”، مضيفا وهو يبكي بحرارة:” مكانش عليه يمشي”، الشاب الذي توفي يسكن بحي الرحمة بسلا كان يتابع الحفل إلا انه لم يرجع ليلة الأحد إلى بيت أسرته فبحثت عنه عائلته وأصدقاؤه في جميع دوائر الشرطة إلى أن جاءهم خبر حادث موازين. ومن جهته يقول هشام عبيدي “22 سنة” الذي أصيب بكسر في رجله اليمنى على مستوى الركبة:”لقد فتحوا بابا واحدا مما تسبب لنا في وقوع هذا الحادث”. ومن جانبه يقول الخلطي عبد السلام وهو يبكي بحرقة:”أناوالد فدوى التي تبلغ من العمر سبع سنوات ترقد الآن في الإنعاش، وخال آية رحمها الله التي توفيت في الحادث وهي من مواليد 1984، مضيفا وهو ينتحب:”رحمها الله، كون عرفتش هاد الشي غادي يوقع مكنتش نخليهم يمشيو”. وقال حسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير الذي زار مستشفى ابن سينا، في الوقت الذي تناهي إلى خبر الصحافيين زيارة مرتقبة لوزير الداخلية شكيب بنموسى صباح أمس بأن 11 شخصا قتلوا في التدافع الذي حدث بعد نهاية الحفل الذي أحياه فنان شعبي وحضره حوالي سبعين ألف متفرج واندفع الناس للخروج منه ليربحوا الوقت. وجدير بالذكر أن الملعب كان مزدحما للغاية وكان الناس يقفون على أرض الملعب وكذلك في المدرجات. وفي سؤال حول مسؤولية المنظمين على الحادث اعتبر حسن النفالي مسؤول البرمجة المغربية بأن ما وقع قدر، مضيفا بأن سهرة شيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر حضرها جمهور أكثر من سهرة الستاتي ولم تقع أية حادثة. وفي موضوع متصل شهد الحفل الذي أحييته الداودية في إطار نفس المهرجان وقوع خسائر مادية لحقت بعض السيارات والحافلات، ولولا الألطاف الإلهية كان من الممكن وقوع خسائر في الأرواح. الحادث يطرح أكثر من سؤال حول قدرة بلدنا على تنظيم مهرجانات دون توفير شروط السلامة للمواطنين، والمسؤولية تتحملها إدراة المهرجان التي استهانت بأرواح المواطنين، الى ذلك دعا مسؤولون سياسيون إلى فتح تحقيق في الموضوع.