أثار قرار عمدة مدينة مراكش الموافقة على إقامة حفلين ساهرين نهاية هذا الأسبوع لكل من مغنية الإثارة اللبنانية إليسا، والفنان المصري تامر حسني بملعب الحارثي بمراكش موجة استياء غاصبة بين فعاليات مدنية وفنية وثقافية رياضية بالمدينة. وقال العمدة إن الهدف من الترخيص للحفلين تحريك السياحة الداخلية، وتوفير أجواء ترفيهية لزوار المدينة، كما قال في تصريح لـ التجديد ، أن من شأن الحفلين إحداث رواج اقتصادي للمدينة، وتحقيق مداخيل مهمة. وفي السياق ذاته؛ أكد العمدة أنه يجهل من تكون الفنانة التي ستحيي الحفل، و لا يعرف حتى صورتها ، مشيرا أن الشركة المنظمة هي المسؤولة عن الأجواء التي ينبغي أن تمر فيها أجواء الحفلين. واعتبر في التصريح ذاته، أنه ليس وحده من رخص لإقامة النشاط، بل القرار مشترك بين العمدة والولاية والأمن والاستعلامات مضيفا. وعارض عبد الرحيم مجدوبي مسؤول حركة التوحيد والاصلاح بالمدينة بشدة تنظيم هذا النشاط؛ على اعتبار السمعة السيئة التي تحظى بها تلك المغنية، حتى في أوساط الفنانين، مشيرا أن المدينة بحاجة إلى تنمية حقيقية يكون الفن الراقي الذي يسمو بالذوق أحد مكوناتها الأساسية، وليس الفن الهابط الذي ينزل به إلى الحضيض، واستهجن رشيد أبلال رئيس الفدرالية الوطنية للفنون والآداب من جهته موجة المغنية الرقيقة التي تستعمل الجسد للإغراء والإثارة، بدل الكلمات والموسيقى الجميلة، مستغربا في تصريح سابق فعل كل من يريد ضرب قيم الأمة والوطن، فيما أشار عبد اللطيف سندباد مدير موقع تانسيفت بالقول: أن يستضيف عمر الجازولي نجمة أغنية الإغراء فله الحق في الاختيار؛ شريطة أن يكون تمويل الحفل من ماله الشخصي، لكن أن ينظم الحفل من جيوب المراكشيين فقضية تحتاج إلى ترخيص جماهيري، وحيث إن الميزانية معرضة للإفلاس بتغريمها 4 ملايير و800 سنتيم من نائب العمدة؛ فالأمر يحتاج إلى تقشف عمومي لمواجهة الأزمة بدل تهريبها إلى إلهاء الساكنة بحفلات الترويح في زمن تعبئة الجماهير من جهة إلى مواجهة الأزمة المالية المرتقبة، ومن جهة أخرى إلى دعمها للمشاركة في استحقاقات 12 يونيو 2009. وفي تعليقه على الحدث قال أحد المثقفين المعروفين بتناولهم للقضايا الفنية لـ التجديد إننا نحتاج إلى اختيارات أخرى لا تجد من يمد لها يد الدعم/ متمنيا مثلا لو أعطي عشر الدعم اللوجيستيكي الذي يوفره مسيرو هذه المدينة لمجموعة ألوان ذات الاختيارات الفنية الجادة، مضيفا أن هناك من يريد تحويل الدينامية الثقافية والفنية في مدينة سبعة رجال إلى امتداد لروتانا وغيرها من فضائيات الفيديو كليب . وكان القرار قد أثار أيضا استنكار المكتب المسير لفريق الكوكب المراكشي الذي رأى أن الحفلين ليومين متتالين سيؤثر على أرضية الملعب، وسيجعلها غير صالحة لإجراء باقي المباريات المتبقية خلال الموسم الرياضي الحالي، ومن ثم التأثير على مسيرة الفريق الأول في مدينة مراكش، مبدية معارضتها إقامة أي حفل فني بملعب الحارثي، المخصص لإجراء مباريات في كرة القدم. من جهته كان عمر الجازولي عمدة مراكش قد دافع في تصريح صحفي عن تنظيم الحفل لكون المجلس هو من يدفع فاتورتي الماء والكهرباء للملعب، رافضا الكشف عن القيمة المالية التي تم الاتفاق عليها لكراء الملعب بدعوى عدم علمه بتلك القيمة التي اكترى بها المجلس الجماعي الملعب للشركة المنظمة، في حين أشار مستشارون جماعيون أن الأمر لم يتداول قط في المجلس، وأن القرار كان انفراديا، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة أن مبلغ كراء الملعب لمدة يومين لم يتجاوز 30 مليون سنتيم.