واصلت حشودٌ من الفلسطينيين منذ فجر يوم الخميس (16-4) رباطها في محيط المسجد الأقصى؛ استجابةً لنداء الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 والعديد من القيادات الدينية والوطنية الفلسطينية للتصدي لمحاولات المتطرِّفين الصهاينة اقتحام باحات المسجد الأقصى. وأكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48 أن الشعب الفلسطيني يرابط اليوم نصرةً للأقصى ووفاءً للعهد الذي قطعه على نفسه بحمايته والتضحية من أجله بالدم والروح. وقال الخطيب: إننا نرابط هنا اليوم نصرةً للأقصى ولنقول له: يا أقصى لست وحيدًا ، وهذا ليس شعارًا نرفعه، إنما هو وفاءٌ يسري في عروقنا كالدم، وهذه عقيدتنا، وهذا إيماننا وعبادتنا، ونحن مرابطون إن شاء الله لنصرة الأقصى ولندافع عنه بدمائنا وأرواحنا . وأضاف: لقد سبق هؤلاء محتلون فرس، وتتار، وصليبيون، ورومانيون، وفراعنة، ولكن بمشيئة الله دحرت القدس كل احتلال، وستبقى بعونه عربيةً إسلاميةً فلسطينيةً، وسيذهب هذا الاحتلال كما ذهب غيره . الشيخ محمد حسين مفتي الديار المقدسية أكد من جانبه أن المسجد الأقصى لم ولن يكون يومًا من الأيام موضوعًا يُطرَح على طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى أن العقيدة الإسلامية تأمر بالحفاظ على الأقصى وعروبته. وطالب المفتي الشعب الفلسطيني بعدم السماع للشعارات المتخاذلة التي تفرِّط في الأقصى عبر المفاوضات، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني قدَّم تضحياتٍ كثيرةً من أجل مقدساته، وسيظل كذلك إلى الأبد. وقال حسين: إننا أصحاب حق في هذا المكان؛ لذا لا أستغرب وصول هذه الجموع من الشيبة والشباب الذين وصلوا منذ الصباح الباكر ليقفوا إلى جانب المسجد الأقصى؛ الأمر الذي يُعتبَر رسالةً إلى العالم أجمع بأن كل الشعب الفلسطيني برجاله ونسائه.. بشبابه وشيوخه أتى ليلبِّيَ نداء الأقصى . الشيخ علي أبو قرن مسؤول الحركة الإسلامية في النقب ألقى بدوره كلمةً قال فيها: يا فتيان وشبان المسلمين المرابطين في هذا اليوم على أبواب المسجد الأقصى المبارك مسرى حبيبكم محمد (صلى الله عليه وسلم).. بوركتم وبورك مسعاكم . وانتقد أبو قرن حكَّام العالم العربي بسبب صمتهم عن الانتهاكات الصهيونية لمدينة القدس، قائلاً: يا قادة وحكَّام وزعماء وملوك العرب.. إننا لا نعوِّل عليكم؛ لأنكم غافلون عما يتعرَّض له المسجد الأقصى، أما أنتم يا من تسكنون في بيت المقدس؛ فقد اصطفاكم الله لتكونوا محافظين ومعمِّرين ومرابطين.. لبَّيتم النداء في الأرض، فما أكبر جزاءكم في السماء! .