فيما اقتحم عشرات من المستوطنين الاثنين المسجد الاقصى المبارك مما اثار حالة من الغضب في صفوف المصلين دعت جهات فلسطينية متعددة الى النفير العام الخميس لحماية المسجد الاقصى حيث يعتزم المستوطنون اليهود اجتياحه بمناسبة عيد الغفران اليهودي.واكدت مصادر محلية ان أكثر من 130 مستوطنا اقتحموا قبل ظهر الاثنين باحات وساحات الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، يتقدمهم عدد من الحاخامات 'الربانيم'. وحسب المصادر فان عملية الاقتحام تمت على شكل مجموعات متتالية وتحت حراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الاسرائيلي. وتوالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة باقتحام المستوطنين للأقصى حيث وصفت حركة فتح بالقدس، على لسان الناطق باسمها ديمتري دلياني، اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى بأنه عمل استفزازي يمس بالمشاعر الدينية لدى المسلمين كما أنه يمس بالمشاعر الوطنية لدى أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال والمستوطنين للحرم القدسي ما هي إلا دليل على عنصرية المحتل، وأن الرد على هذه الاقتحامات يكون عبر التواجد الدائم في المقدسات وخاصة المسجد الأقصى المبارك للدفاع عنه وصد هذه الهجمات الاستيطانية. وفي ذلك الاتجاه دعا حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس المواطنين المقدسيين والفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة عام 1948 إلى النفير العام إلى المسجد الأقصى المبارك صباح الخميس القادم، للتصدي لاجتياحٍ واسع النطاق للأقصى يعتزم المستوطنون القيام به حيث أعلنوا أنهم سيقيمون شعائر وطقوس تلمودية في باحات المسجد المبارك. ومن المتوقع ان يحاول المئات من المستوطنين اقتحام الاقصى الخميس واقامة شعائر دينية داخل المسجد بمناسبة عيد الفصح اليهودي. واوضح عبد القادر انه اطلع على منشورات وبيانات وزّعها مستوطنون تنطوي على دعوة لاقتحام واسع للاقصى لم يشهد له مثيل منذ احتلال المدينة عام 1967، مشيرا الى أن المستوطنين يخططون للانتظام بمسيرة كبيرة جداً أطلقوا عليها 'شدّ الظهر' من أجل ما أسموه إعادة يهودية المكان إلى المسجد الأقصى، وسوف تخترق المسيرة أسواق وأحياء وشوارع البلدة القديمة وتتجه إلى عدة أبواب مؤدية إلى المسجد الأقصى وخاصة الأبواب الغربية في محاولة لدخول الآلاف من اليهود المتطرفين لساحات وباحات المسجد الأقصى تتويجاً لنهاية عيد الفصح اليهودي. وطالب عبد القادر المواطنين الفلسطينيين في القدس وداخل أراضي العام 1948 بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والدينية في الدفاع عن المسجد الأقصى، مؤكداً أن يوم الخميس القادم سيكون اختباراً حاسماً أمام الفلسطينيين للدفاع عن المسجد الأقصى، وشدد على أن أي محاولة من جانب المستوطنين للدخول إلى الأقصى تعتبر تدنيسا لحُرمته، وإقامة الشعائر التلمودية فيه ستؤدي إلى نتائج كارثية ودراماتيكية ستتحمل حكومة بنيامين نتنياهو نتائجها. ومن جهتها قالت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في مدينة القدس إن استمرار اعتداءات المستوطنين والتي تتم بحماية قوات الاحتلال وشرطته تندرج ضمن سياق عملية التهويد التي تقوم بها حكومة الاحتلال بحق المدينة لفرض الوقائع على الارض، وتضييق الخناق على المواطنين. واضافت الجبهة أن مدينة القدس تتعرض لأشرس حملة احتلالية تتم بالتوازي مع اجراءات الهدم للمنازل ومصادرة الاراضي وتنظيم الاقتحامات من قبل المستوطنين، موضحة أن ما قامت به الجماعات المتطرفة من توزيع بيانات ومنشورات تخطط للقيام بمسيرة يوم الخميس القادم اطلقوا عليها 'شد الظهر'، هو امر خطير وتحد صارخ لكافة المواثيق والاعراف الدولية والقانونية. ودعت الجبهة الى القيام بفعاليات وتحركات شعبية يوم الخميس القادم في كافة محافظات الوطن، وشد الرحال الى مدينة القدس والتواجد اليومي بساحات المسجد الأقصى للتصدي لمحاولات الاحتلال. واستغربت الجبهة وفي ظل الهجمة التي تتعرض لها المدينة المقدسة ان لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي تنتظر حتى بداية الشهر القادم لعقد اجتماعها، مشددة على ضرورة تحركها وعقد الاجتماع بموعد قريب، مطالبة جامعة الدول العربية بالتحرك وطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي واصدار قرار ملزم لحكومة الاحتلال بوقف كافة اجراءاتها بحق مدينة القدس. من جهته اكد مفتي القدس السابق الشيخ عكرمة صبري ان مدينة القدس تتعرض للتهويد أكثر من أي وقت مضى، وتخضع 'لهجمة استيطانية إسرائيلية قد تغير معالمها تماما في حال استمرار الأوضاع الحالية حتى عام 2020'. وأضاف 'أنه رغم تزايد أعداد السكان الفلسطينيين بنسبة 400' منذ عام 1967، فإن نسبة سكان القدس العرب اليوم لا تتجاوز 35''، مؤكدا أن 'إسرائيل تسعى لأن تصبح هذه النسبة 15' بحلول 2020'. وقال صبري في ندوة عقدت مساء الأحد بمقر جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية بالعاصمة الأردنية عمان حضرها سياسيون ومهتمون بشؤون القدس، إن الحملة الإسرائيلية 'تتركز في أحياء الشيخ جراح والبستان والطور، وهي الأحياء التي تقع ضمن ما يسميه اليهود الحوض المقدس'. واشار صبري الى أن القدس تتعرض لخذلان من العرب والمسلمين، وأنها بحاجة لميزانية خاصة تبلغ خمسمائة مليون دولار سنويا لتثبيت السكان فيها، 'تنفق على التعليم والرعاية الصحية وترميم المنازل ودفع الغرامات الباهظة التي تتسبب في فقدان المقدسيين منازلهم وانتقالها ليهود'.