أكد رشيد أيلال، رئيس الفدرالية الوطنية المغربية للفنون والآداب، أن الابتذال وفقدان الحس الإبداعي بدأ يطبع بعض جوانب المشهد الفني المغربي والعربي عموما، مستغربا كيف ينال الرضا وتقدم له الإمكانيات الكبيرة كل من يتجرأ على قيم وثوابت الأمة، وكل من يسوق للجسد بدل الكلمة الهادفة، في حين يلقى المبدعون الحقيقيون التهميش والإقصاء. واستغرب أيلال في تصريح له على هامش المهرجان الربيعي الأول لأغنية المجموعات التي اختتمت أشغاله أول أمس السبت 11 أبريل بقصر المؤتمرات بمراكش، من كون بعض المبدعين المغاربة الذين تسرق إبداعاتهم من قبل فنانين أجانب لا يلقون أي دعم، ولا يجدون من الجهات المعنية أي احتجاج. من جهة ثانية، لقي مهرجان أغنية المجموعات الذي نظمته الفدرالية النجاح المتوقع، وذلك بحضور عدد من الفرق الوازنة منها مجموعة لرصاد المراكشية، والتي حملت الدورة اسمها نغمة لرصاد، وقد أعاد ظهورها على خشبة المسرح إلى الأذهان الشهرة الكبيرة التي كانت تتمتع بها وما زالت، حتى كانت كل المدينة تتغنى بأهازيجها وموالاتها، خاصة وأنها عرفت بأدائها الملتزم والتصاقها بهموم الوطن، ويكفيها أنها أول من غنت للقضية الفلسطينية، وأدت أغنية رائعة في مواضيع الدين والإيمان بالله، وهي أول من غارت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية الكاريكاتور المسيء له، وغنت أغنيتها المشهورة بابا جهل التي لقيت نجاحا كبيرا. وقد شارك في المهرجان الذي استمر طيلة ثلاثة أيام إلى جانب هذه المجموعة المجموعة المراكشية ، فرق مشهورة مثل جيل جيلالة والشهاب والسهام ولرفاق وتكدة والرسالة، وأخرى واعدة مثل مجموعة الضياء، ولحرار وبسمة وسبعة رجال ومشكا، وآفاق لرصاد. وكانت الفيدرالية قد عقدت ندوة صحفية، أشارت فيها إلى المجموعات الوطنية التي عبرت عن المشاركة تطوعا أو بتعويض رمزي، في حين قدرت اللجنة المنظمة إجمالي ميزانية المهرجان في حدود 30 مليون سنتيم، لم تتوصل بها إدارة المهرجان نقدا، بل حرص المستشهرون والمدعمون على أداء مساهماتهم للجهات المعنية بأنفسهم. وأفاد بلاغ الفدرالية الوطنية المغربية للفنون والآداب أن تكريم مجموعة لرصاد الغنائية جاء لكونها المجموعة الأكثر إقصاء من الناحية الإعلامية، والتي تملك أكبر ريبيرتوار غنائي تجاوز 170 أغنية خلال 36 سنة من الإبداع المتواصل وبـ 24 ألبوما غنائيا ناجحا، تناول مختلف القضايا الإنسانية والوطنية والعاطفية والوجدانية، وتعتبر من المجموعة الغنائية الأولى التي غنت باللغة العربية.