انتخبت جمعية المدونين المغاربة، يوم السبت 5 أبريل 2009، هياكلها الوطنية بحضور أزيد من 70 مدونا من مختلف المناطق المغربية ومن مختلف التيارات والحساسيات. وانتهت أشغال الجمع العام التأسيسي، الذي اعتقد بنادي المحامين بالرباط، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني الذي روعي فيه تمثيل جميع جهات المغرب، وأسندت إليه مهمة الرقابة على المكتب التنفيذي والسهر على تفعيل قرارات المؤتمر الوطني، كما تندرج في اختصاصاته، حسب منصوص القانون الأساسي، انتخاب رئيس الجمعية ومكتبها التنفيذي والمصادقة على القانون الداخلي. كما تم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الخمسة عشر للجمعية الذي ستكون مهمته السهر على تسيير الجمعية والتنسيق بين مكاتب فروعها عبر التراب الوطني. وانتخب المدون سعيد بن جبلي، رئيسا للجمعية. وحضر الجلسة الافتتاحية مجموعة من ضيوف الشرف كان أبرزهم مقدم ومنشط برنامج تيارات، عبد الصمد بن الشريف الصحفي في القناة الثانية، الذي ثمن، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، فكرة تأسيس جمعية خاصة بالمدونين، وأهمية التدوين وأدواره والآمال المعقودة على المدونين. كما ألقى نقيب هيئة المحامين بالرباط كلمة ثمن من خلالها جهود المدونين المغاربة؛ معبرا عن استعداد هيئة المحامين لدعم ومساعدة المدونين على مختلف المستويات. وقال مصطفى بوكرن عضو اللجنة التحضيرية، وعضو المكتب التنفيذي للجمعية، في تصريح لـالتجديد إن مبادرة تأسيس جمعية للمدونين المغاربة؛ جاءت بالأساس نتيجة سنتين من التحضير لإطار يمكن من خلاله لم شمل المدونين المغاربة داخل كيان واحد. وأضاف بوكرن أن الجمعية تعبر بالأساس عن موقف المدونين المغاربة مما أسماه التدفق الكبير للمعلومات على شبكة الإنترنت، والقائم على أساس السريع يدوس البطيء، واعتبر أن الجمعية هي تعبير أيضا عما يعرفه هذا التدفق الكبير من تدفق قيمي وأخلاقي يجب أن نتخذ منه فسحة للتفكير، كما أكد بوكرن على أن تأسيس الجمعية يأتي في سياق القضاء على الفوضى التي يعرفها عالم التدوين؛ سواء من حيث المضمون أو من حيث الهوية الحقيقة للمدونين، وأيضا من أجل نقل المدونين المغاربة من الواقع الافتراضي إلى الوجود الحقيقي، ومن ثم يتحقق حسب بوكرن إثبات الذات من خلال الإعلان عن الهوية الجسدية والفكرية للمدونين، وأكد بوكرن على أن التدوين عملية مرتبطة بالحرية، ولكنه يجب أن يكون في إطار من المسؤولية، فالجمعية حسب بوكرن هي فكرة واضحة من أجل المشاركة في الإصلاح، والمدون كيفما كان توجهه يجب أن يسهم في الإصلاح؛ سواء من خلال القبول أو من خلال الرفض. ويذكر أن ظاهرة المدونات بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ عرفت بـ البلوغرز قٌُههمَّْ وراجت بشكل لافت وبسرعة قياسية في الوطن العربي، صارت تطرح على لسان مختلف المتدخلين سؤال الكيف عن بدايتها وتطورها وتفاعلاتها وآفاقها، إذ نشأت بمنطق الترفيه لتتحول إلى صف التغيير المطلوب دون قوانين أو قواعد تحكمها. ويرجع المتتبعون سبب التنامي السريع لظاهرة المدونات إلى سهولة إنشائها في أبعادها الثلاثة النص، الصوت والصورة، لتعرض شتى أنواع الإبداعات الفنية والأدبية والتعليمية. حركة التدوين في المغرب كما هو في العالم العربي عرفت في الآونة الأخيرة حراكا مكثفا من أجل تأسيس جمعيات واتحادات تضم المدونين عبر الأقطار العربية، تحد من تبديد الجهد وأيضا من أجل توحيد الجهود في الدفاع عن المدونين الذين قد يتعرضون للمساءلة القانونية، خاصة بعد سلسلة الملاحقات الأمنية التي طالت العديد من المدونين العرب وفي كثير من البلدان العربية. وبالرغم من أن العالم العربي لا يتوفر على إحصاءات دقيقة بخصوص عدد المدونات، إلا إن عددها عربيا قدر حسب موقع تكنورايت بأزيد من 40 ألف مدونة في سنة .2006 و هي نسبة تبقى ضعيفة بالمقارنة مع دول أخرى مثل الولاياتالمتحدة التي يصل عدد المدونات فيها إلى 30مليون مدونة، وفرنسا 3 مليون مدونة، وبريطانيا 2,5 مليون مدونة. وإسبانيا 1,5 مليون مدونة.