اختتمت مساء السبت المنصرم، فعاليات مؤتمر المدونين المغاربة الأول، الذي انعقد بنادي المحامين بالرباط، بالإعلان عن ميلاد جمعية المدونين المغاربة بمشاركة العشرات من المدونين، وانتخاب سعيد بن جبلي رئيسا لها.كما جرى انتخاب المكتب التنفيذي من 15 مدونا ومدونة، بالاقتراع المباشر في جو من المسؤولية المقترنة بالاختلاف البناء والنقاش المثمر، وجرى تحديد دورية انعقاد المؤتمر في سنتين. وحسب بلاغ للجمعية، جرت المصادقة على القانون الأساسي بعد إدخال بعض التعديلات، فيما أرجئت المصادقة على "ميثاق شرف التدوين وصحافة المواطن" إلى مناسبة لاحقة، من أجل فتح نقاش موسع حول مضامينه بإشراك مختلف الفاعلين في حقل الإعلام. كما جرى تشكيل مجلس وطني مكون من 41 مدونا مع مراعاة تمثيل مختلف جهات المغرب وترسيخ التعدد والتنوع، ويعتبر المجلس الوطني بمثابة برلمان الجمعية، إذ يقوم بمهام الرقابة على المكتب التنفيذي، ويسهر على تفعيل قرارات المؤتمر الوطني، كما يندرج في اختصاصاته، حسب منصوص القانون الأساسي انتخاب رئيس الجمعية ومكتبها التنفيذي والمصادقة على القانون الداخلي. وجرى افتتاح أشغال المؤتمر بكلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وبعد ذلك جرى تقديم ضيف الشرف الخاص عبد الصمد بن شريف، حيث ألقى كلمة بالمناسبة حول أهمية التدوين وأدواره والآمال المعقودة على المدونين، كما ألقى نقيب هيئة المحامين بالرباط كلمة ثمن من خلالها جهود المدونين المغاربة، معبرا عن استعداد هيئة المحامين لدعم ومساعدة المدونين على مختلف المستويات. وقال سعيد بن جبلي المنسق العام للجنة التحضيرية لجمعية المدونين المغاربة، إن المؤتمر يأتي تتويجا لسنتين من التحضيرات والجهود المتواصلة، التي انطلقت باسم "المبادرة التأسيسية لاتحاد المدونين"، من أجل لم شمل المدونين المغاربة، وأكد بن جبلي في تصريح ل"المغربية" أن التدوين في المغرب أصبح في حاجة ماسة إلى خلق إطار تنظيمي يشرع طرق عمله واشتغاله، خصوصا بعد الأحداث التي تعاقبت في المشهد الإعلامي والحقوقي المغربي. من جهة أخرى، أشار بن جبلي إلى أن المؤتمر عرف حضور أزيد من 100 مدون مغربي من أصل 300 يشكلون مجموع المدونين المغاربة، فضلا عن حضور مدونين مغاربة مقيمين بالخارج، كما أن المجلس الوطني سيستوعب كافة فئات المجتمع من رجال تعليم، وموظفين، وصحافيين، وروعي في تركيبته التنوع الجغرافي والاجتماعي، مبرزا أن الجمعية تفتح أبوابها في وجه جميع المدونين والمدونات في المغرب، بمختلف خلفياتهم الفكرية والسياسية والثقافية. وشدد على أن الجمعية ستراهن على الاستمرارية، ولم شمل المدونين المغاربة، وتطوير التدوين المغربي، من خلال تأهيل المدونين ودعمهم، ومحاولة فتح أفاق جديدة في عالم التدوين المغربي، للانتقال من التنظير والتخطيط إلى تنفيذ المشاريع والبرامج، التي تهدف إلى الرقي بمستوى التدوين المغربي وإدماجه في مختلف مناحي الحياة، بما يعود على المجتمع والوطن بالفائدة. وأبرز بن جبلي أن التدوين المغربي لا يخضع لتقييم واحد، لتنوع مشارب رواده واختلاف اتجاهاتهم التدوينية وتمايز رؤاهم للأهداف المفترضة للتدوين ودوره وعلاقته بالواقع، مشيرا إلى أنه يعيش اليوم تحولا نوعيا، من مرحلة البداية إلى مرحلة النضج والوعي والتأثير في الحياة العامة، فعدد المدونين المغاربة في تزايد متصاعد، ما يدل على مدى الوعي بأهمية التدوين وأوجه استعماله. وأضاف بن جبلي أن التدوين المغربي عموما متميز ورائد، متميز بجودته مضمونا وشكلا، وبحرفية رواده العالية، وببعد المدونين عن المواضيع التافهة واللغة المبتذلة، والمدونون المغاربة يحاولون السير على خطى العمل الصحفي المهني، والتدوين الاحترافي، الذي ما يزال حلما نسعى إلى تحقيقه من خلال دور الجمعية في تأهيل المدونين. من جهته قال مصطفى البقالي، إن الجمعية تسعى إلى نقل عمل المدونين من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، وأضاف عضو المكتب التنفيذي، أن الجمعية ستعمل في إطار قانون الحريات العامة، وستلتزم باحترام ثوابت الأمة والمقدسات، وفق الإمكانيات المتاحة لها، مشددا على أن الانتظام في إطار قانوني أملته مجموعة من الظروف من أهمها توسيع دائرة المدونين المغاربة والخروج من شرنقة العمل الفردي. وأضاف البقالي أن الجمعية لن تفرض الوصاية على المدونين بقدر ما تسعى إلى التأسيس لأرضية قانونية تراعي خصوصية التدوين، الذي ما زال في مراحله الأولى في المغرب، ولم يعرف الانتشار اللازم، مشددا على أن هناك مجموعة من الإكراهات ساهمت في التأخير في الإعلان عن الجمعية، وأن ميلادها تطلب ما يقارب سنتين من التحضيرات والمشاروات، التي صبت كلها في اتجاه خلق نواة حقيقية لتجمع المدونين المغاربة، مشيرا إلى أن التدوين المغربي أصبح له صوت مسموع، وآن الأوان ليتحول إلى أرض الواقع للدفاع عن هموم وقضايا تشغل بال المواطنين، خصوصا أن التدوين أصبح لديه تأثير خاص على الرأي العام الوطني، مع تزايد عدد المتدخلين في الميدان، وكذلك توسع دائرة مستعملي الأنترنت. وبخصوص استرتيجية العمل، أوضح البقالي أن جمعية المدونين المغاربة لن تتحكم في التدوين ولن تفرض سلطة الرقابة، أو الوصاية على المدونين. وقال إن الهدف الأول والأخير، هو تمكين هذه الشريحة من المتعاملين مع الشبكة العنكبوتية من خلق إطار للتواصل مع العالم الخارجي، وفق منظومة واضحة المعالم، مشيرا إلى أن الجمعية ليست وليدة اللحظة، لكنها ثمرة مجهود استمر لأشهر عدة، أسفر في النهاية على وضع خارطة طريق للتدوين المغربي، مشددا على أن من بين أهداف الجمعية تنظيم دورات تكوينية، وربط علاقات شراكة وتعاون مع كافة المتدخلين بشكل يضمن لها الحضور الفعال في المجتمع، إضافة إلى الدفاع عن مصالح المنخرطين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، وكذلك بتوافق تام مع القوانين الجاري بها العمل، مشيرا إلى أن ميلاد الجمعية هو خطوة أولى نحو تأهيل التدوين المغربي ليصبح مهنة قائمة الذات. الصحراء المغربية بتاريخ 07/04/2009