أكدت مصادر التجديد أن المعتقلين في ملف ما بات يعرف بالسلفية الجهادية بالسجن المحلي بمدينة سلا، علقوا إضرابهم عن الطعام يوم السبت 28 مارس 2009 بناء على ما وعدهم به حفيظ بنهاشم، المندوب العام لمندوبية إدارة السجون وإعادة الإدماج، بنقلهم قريبا من أسرهم على دفعات، وبشكل تدريجي، وذلك بعد العنف الذي تعرض له السجناء من لدن حراس السجن. وقال محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن المندوبية العامة لمندوبية إدارة السجون وإعادة الإدماج، لا تتبنى المقاربة الاجتماعية لحل الكثير من المشاكل التي يطرحها المعتقلون سيما معتقلي ما يسمى بـالسلفية الجهادية. وأضاف حقيقي في تصريح لـالتجديد، أن المنتدى سبق أن اقترح على بنهاشم خلال لقاءات سابقة به، أن تحضر بعض الجمعيات الحقوقية الحوارات أو المفاوضات التي تجمع المندوبية بالسجناء لتكون قوة اقتراحية، إلا أن الهاشمي رفض مقترحا أن تلجأ الجمعيات إلى الوزارة الوصية لطلب ذلك، على اعتبار أن المندوبية مكلفة فقط بالاهتمام بأوضاع السجون فيما يخص التغذية والأمن، والاكتظاظ. وكان منتدى الكرامة لحقوق الإنسان قد تلقى شكاية من أسر المعتقلين يذكرون فيها أن المعتقلين بهذا السجن يعيشون ظروفا صعبة من المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة، ناهيك عن إبعادهم عن أماكن إقامة أسرهم الشيئ الذي يفاقم من مشاكلهم، ويزيد من معاناتهم ومحنة أسرهم وذويهم.وتوضح الشكاية، حسب بيان للمنتدى توصلت التجديد بنسخة منه، أن هذه الوضعية أدت بمجموعة من المعتقلين المنحدرين من تطوان وطنجة وفاسمجموعة الشمال التي حوكمت استئنافيا بتاريخ 25 دجنبر 2008 باستئنافية سلا إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من 12 مارس 2009 ، مطالبين بتقريبهم من أسرهم غير أن الإدارة تعاملت مع مطلبهم بلامبالاة.وتعود تطورات أحداث العنف بعد أن حاول السجين حسن خديوي المحكوم بالمؤبد، الانتحار شنقا داخل المرحاض لولا تدخل رفيقيه في الزنزانة فلم يصب إلا بجروح في عنقه. وعندما انتهى الخبر إلى باقي المعتقلين في الحي حاولوا طلب الإسعاف، وعند تراخي الإدارة المحلية في ذلك طرقوا الأبواب، وبدل أن تنقل الإدارة السجين المعني إلى المستشفى لتلقي العلاجات، دفعت بشرطة السجن لتشن هجوما على المعتقلين في زنازنهم بالتوالي، وتمت كل مراحل الاعتداء تحت أنظار مدير السجن إدريس الشان، ورئيس المعقل أحمد بوجعدية بل شارك المدير في الاعتداء على المعتقلين، وكان فريق الهجوم يتكون من أشخاص من بينهم المدعو عبد العاطي وقاسم وأوديي وادريس الرحموني بزعامة رئيسهم المدعو المنصور-حسب بيان المنتدى-. واستمر الاعتداء على المعتقلين من الساعة التاسعة ونصف ليلا إلى منتصف الليل.وأضاف البيان أن موظفي السجن مارسوا خلال الهجوم الضرب و الركل و اللكم و الرفس مع تصفيد المعتقلين إلى الخلف وطرحهم أرضا، ودوسهم، الشيئ الذي جعل المعتقلين يصابون في وجوههم وظهورهم و المفاصل و الرأس إصابات موجعة خلفت جروحا وكدمات.ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل انتقل مدير السجن إلى تهديد المعتقلين المعتدى عليهم، بترحيلهم إلى سجن قلعة السراغنة مما يكشف حسب البيان ذاته أن الترحيل و الإبعاد يدخل ضمن الاستراتيجية العقابية للجهة الوصية ضدا على حقوق السجين وفق ما نصت عليه المواثيق ذات الصلة.وفي موضوع ذي صلة، مايزال حسن الحسكي، المرحل من اسبانيا والمحكوم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا من قبل استئنافية سلا بعد أن برأته المحكمة الابتدائية بسلا، مضربا عن الطعام لأكثر من (25 يوما)، وذلك للاحتجاج على يعتبرها أحكاما جائرة في حقه، وللمطالبة بعدم ترحيله إلى اسبانيا وقضاء مدة العقوبة بالمغرب.