بسم الله الرحمان الرحيم الارتباط بالله والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من أهم صفات الدعاة إلى الله يتضح من خلال هذه الاستشارة أن صاحبها متحمس في الدين وفي بداية الطريق الى الله وأنه كذلك ذو غيرة على الإسلام والدعاة إليه، لكن يجب عليه ان يضبط هذه الغيرة بالشرع، لتكون حميدة ومفيدة، ومن ضوابطها أن لا يتهم العلماء والدعاة في دينهم لأنهم خالفوه في المنهج والتحليل والموقف فلا يجوز له أن يجزم بأمر لا حجة قطعية عليه مثل قوله ، ولكن المشكلة في الدعاة الذين يتنافسون في مصالحهم اكبر مما يتنافسون في مرضاة ربهم فعليه بذلك أن يحسن الظن ما وسعه في حالة التأكد من نزول بعض الدعاة إلى هذا الحضيض فإني أوصي نفسي وإياه والقراء الكرام بمايلي أولا: أن نوطن أنفسنا على الإخلاص لله في الدعوة إليه، وفي كل أعمالنا وأحوالنا الباطنة الظاهرة وقال تعالى (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )رواه البخاري ومسلم . ومن مقومات الإخلاص في الدعوة أن يعمل الدعاة لتكون كلمة الله هي العليا ولا يطلب بدعوتهم منصبا ولا سلطة ولا جاه ولا مالا قال عز وجل (إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد) سورة سبأ الآية 47 وبالإخلاص يبارك الله في أعمال الدعاة فيهدي بهم خلقا كثيرا ويرد بهم شرور وانحرافات عظيمة. ثانيا: الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم؛ فندرس سيرته و نفقه سنته ونتبعه في استفراغ جهده في دعوة الناس إلى الله إخلاصا وتضحية وصبرا و جهادا وتخطيطا ومعاملة وأخلاقا، والرسول صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة وقائد الهداة قال سبحانه ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ). ثالثا: من أعظم ما ينبغي أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الارتباط الوثيق بالله وطلب مرضاته والرهبة من غضبه قال النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي رواه البخاري فالله يغير ولا يتغير يحول ولا يتحول وهو مقلب القلوب ومتبثها، بهذا نتحقق بالثقة واليقين في الله ووعده ووعيده و خبره ونلتزم بشريعته فتطمئن قلوبنا وتسكن أرواحنا ونشعر بالأمن والأمان فنعرض أنفسنا وغيرنا على الإسلام فما وفقه حمدنا الله وما خالفه بادرنا إلى إصلاحه ومن المأثور عن العلماء قولهم نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال أي إن المقياس هو الحق وليس المعيار هم الأشخاص . رابعا: إن الحذر من كيد الشيطان ووساوسه أمر محتم على المسلمين عامة، والدعاة خاصة وقد يشغل إبليس الداعية بإخوانه فلا يؤدي واجبا بل قد يفتنه ويحبطه وييأس من إمكانية الإصلاح والأخطر من ذلك أن يحرش بينهم فيوقع العداوة والبغضاء فتختلف قلوبهم وتذهب ريحهم والواجب أن يتآلفوا ويتعاونوا قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى) وقال عزوجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وبهذا نتعاون مع المخلصين من الدعاة وهم كثر والحمد لله، وننصح المخطئين منهم بالارتباط بالله وبالإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم نسأل الله الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد أمين.