تكشف الأيام والأحداث المتتالية كم يتخلف الإعلام العمومي ببلادنا على تنوير الرأي العام الوطني والدولي في نقل الأخبار الساخنة إليه من عمق المجتمع المغربي، وكم يتردد في كشف الفساد والمفسدين الذين يجرون عجلة البلاد إلى الخلف؟!.. وتكشف أيضا حجم الهوة الفاصلة يبنه وبين معاناة الشعب المغربي مع ما يعكر صفو حياته اليومية في الأسواق والإدارات والطرقات.. لكن .. كم يصاب المشاهد بخيبة الأمل حين يرى الجندية الزائدة والحرص الشديد في صنع الحدث الإعلامي كلما كان مصدر الخبر هو حزب العدالة والتنمية خصوصا مع اقتراب كل استحقاق انتخابي. قطبنا العمومي يصاب بالعمى حين يحاصر البرد والجوع آلاف المغاربة في الجبال والأرياف أو يصابون بنكبة فيضانات .. لكنه يرى ما لا يراه الآخرون حين ينسحب شخص أو حتى العشرة من هذا الحزب أو نقابته.. ويصاب بالبكم حين تفجر فضيحة من فضائح الفساد لكنه يتكلم أكثر من اللازم حين تنسب تهمة من التهمة الملفقة لقيادي في الحزب أو مؤسسة من مؤسساته. إنه إعلام السياسة بلا مهنية .. وقمة التميز في التحيز!