يمكن القول إن السينما المغربية كانت سلبية في تعاملها مع موضوع المرأة ، و ذلك منذ بدايتها في أواخر الخمسينات ، أي منذ شريط الابن العاق لمحمد عصفور الذي قدم صورة المرأة الخداعة والطماعة، فالابن العاق الذي يسرق مال أبيه كان يفعل ذلك بدافع التمتع بالحياة ولامتلاك جسد المرأة. في نفس الفيلم ظهرت المرأة المتعلمة والمدرسة لكن لم يتم التركيز عليها ولا على دورها داخل المجتمع في وقت ما زال المجتمع يمنع التمدرس على الفتيات. مما يعني أن هاجس استقطاب الجمهور عن طريق الإثارة بكل أشكالها كان هو المسيطر. و هذا ما كرسته السينما المصرية أيضا على مدى سنين.و منذ السبعينات إلى اليوم ظلت السينما المغربية حبيسة صورتين نمطيتين للمرأة. الصورة الأولى للمرأة التقليدية المضطهدة من طرف الرجل و هذا واقع لا يمكن إنكاره. هذه الصورة لم تخرج عن تلك التي رسمها شريط وشمة لحميد بناني الذي وشم به الذاكرة السينمائية المغربية. هذه المرأة التقليدية قد تقدم أحيانا حبيسة أفكار متخلفة مثل إيمانها بالأضرحة أو بالمشعوذين كما هو الحال في فيلم السراب لأحمد بوعناني. على أن الفيلم يقدم صورة نقيضة للمرأة المغربية هي صورة المرأة الاورروبية. كما الحال أيضا في فيلم نامبر وان لزكية طاهري. الصورة الثانية هي صورة المرأة المتمردة على المجتمع وعلى سلطة الرجل. وظهرت هذه الصورة مع مطلع التسعينات خصوصا مع البحث عن زوج امرأتي لعبد الرحمان التازي أو نساء و نساء لسعد الشرايبي... هذا التحول في صورة المرأة هو في الواقع واكبه تحول في تعامل الممثلة المغربية مع مجموعة من الأدوار النسائية التي انتقلت من ادوار محافظة إلى ادوار أكثر جرأة كما نرى اليوم. وهذا ناتج عن أن الممثلات المغربيات أصبحن ينقسمن إلى قسمين جيل الرائدات اللواتي حافظن على ادوار بعيدة عن الإثارة والجرأة و ما قد يسيء إلى حياتها الاجتماعية أو الشخصية، وجيل الممثلات الشابات اللواتي يقبلن بادوار مثيرة وذات جرأة استفزازية لمجتمع محافظ(راقصة، عاشقة...)، انطلاقا من فكرة التمرد على الطابوهات و من اجل الشهرة. على العموم، فان السينما لم تستطع أن تقدم صورة متوازنة للمرأة المغربية التي تجمع بين التحرر الايجابي والحفاظ على قيم المجتمع المغربي المسلم. هذا لا يعني أن السينما المغربية لم تقدم نماذج ايجابية ف مصير امرأة لسعد الشرايبي وذاكرة معتقلة لجيلالي فرحاتي يقدمان صورة للمرأة التي تعيش لقضية مصيرية إما قضيتها أو قضية الرجل، في إطار تكاملي بين الرجل والمرأة. على أن الجديد اليوم هو بداية ظهور شخصية المرأة المحجبة في الأفلام المغربية، لكن هي الأخرى قدمت بمظهر سلبي.