خصص العدد الأخير من مجلة الأحداث تي في الخاص بالصيف تسع صفحات لنشر صور نساء الموضة بالمايوه، وقد التقطت وعرضت تلك الصور بطريقة استفزازية . والمجلة التي تدعي الحداثة تكرس بذلك تجارة الرقيق الأبيض عوض أن تحاربه. المتاجرة بجسد المرأة يلاحظ كذلك في السينما، فجل الأفلام العربية اليوم بما فيها المغربية تعتمد أساسا على مفاتن المرأة ومغازلتها لنزوات المتلقي، وهذا ما نراه في أشرطة مثل حين ميسرة أو الكباريه أو دكان شحاته مثلا الذي سخر جسد هيفاء وهبي التي لا تفقه شيئا في التمثيل، من أجل استقطاب الجماهير و المداخيل، علما أن الفيلم لا يقدم أي متعة فنية. نفس الاتجاه مع شريط احك يا شهرزاد الأخير الذي تمثل فيه الممثلة المغربية سناء عكرود الى جانب منى زكي، و هو شريط أثار العديد من الانتقادات سواء ضد الفيلم ككل أو للمثلة المغربية و المصرية اللتان يقدمان مشاهد جريئة لن تفيد سناء عكرود في مشوارها الفني في شيء. أفلام مغربية هي الأخرى نحت نفس المنحى مثل حب في الدارالبيضاء مع منى فتو، ونانسي والوحش مع ماجدولين الإدريسي، وشريط لولا وشريط عود الورد مع سناء العلوي، و أخيرا حجاب الحب و كزانيكرا...و الائحة تطول. و الأتي أفظع . الغريب أن جل المخرجين العرب الذين يستغلون ضعف الممثلات الشابات والصاعدات أمام الشهرة والاغراء والمال، يتشدقون بخطاب مبني على التناقض والنفاق حول حقوق المرأة وحريتها و كرامتها. للأسف إن هذه هي السمة الغالبة على السينما العربية منذ بدايتها، مما يعطي الانطباع أن السينما في العالم العربي تنصب نفسها لتكونأفيون الشعوب العربية، لأنها قليلة هي الأفلام العربية التي تمتع المشاهد فنيا و جماليا و موضوعاتيا. و إلا فالسينما العربية لا هي خدمت قضية قومية و لا هي قدمت رؤية فنية معينة... و هنا السؤال الذي يفرض نفسه: أين هي منظمات حقوق الإنسان و المنظمات النسائية التي تدافع عن المرأة لكي تنتفض ضد هذا النوع من العبودية و الاستغلال الامنتهي لجسد المرأة و تشييئها؟ سواء في القنوات الفضائية التي تصرف عليها الأموال الطائلة دون فائدة إذا ما قورنت بزيملاتها الأجنبية، أو في الصحافة أو في السينما. كيف يمكن أن تكون لخطاب الحداثة و الدفاع عن حقوق المرأة و الحريات الفردية مصداقية في بلداننا العربية عندما تستغل المرأة أبشع استغلال و تهان كرامتها؟ هذا يفكرني في مشهد حقيقي لممثلة فرنسية الكل يعرفها عندما صرخت و هي عارية أمام صاحب الكاميرا و المخرج:كفى إهانة.