قال محمد باكريم المسؤول عن التواصل في المركز السينمائي المغربي في تصريح لإحدى الصحف المغربية يثير الاستغراب، بأن الرقابة الوحيدة الموجودة حاليا هي رقابة المجتمع، وليس هناك متفرج واحد عبر عن غضبه مما عرض في القاعات السينمائية؛ في إشارات إلى الأفلام المغربية الأخيرة التي آثرت ضجيجا إعلاميا. وسمح المتحدث نفسه بالكلام باسم المجتمع المغربي ككل في الوقت الذي وجه فيه الانتقاد إلى جهات أخرى ادعى أنها تريد فرض وصايتها على المجتمع. ونفى باكريم بجرة قلم أن يكون أحد الأفلام المغربية المعروضة اليوم قد أثار غضب المغاربة. وهنا سأقدم بين يدي القارئ وقائع وأحدث حضرتها تفند ما ذهب إليه باكريم. فمثلا خلال العرض ما قبل الأول لشريط كازانيكرا بميغاراما بالدارالبيضاء؛ انسحبت عائلات وأخرى (فيها الجدة والأب والأم والأولاد) غضبت واستاءت بصوت مرتفع لما رأته وسمعته من مشاهد وقحة وكلام بذيء، إذ قالت ما قاله الممثل المقتدر عبد القادر مطاع لما شاهد حب في الدارالبيضاء للمخرج لقطع: اللهم إن هذا منكر. هذا هو التعبير العفوي لكل المغاربة. وخلال عرض شريط حجاب الحب بمهرجان مراكش انسحب العديد من المتفرجين، ومن بينهم ممثلات مغربيات، كتعبير عن غضبهن لما وصلت إليه السينما المغربية. بل وكذلك نقادا سينمائيين يعرفهم الجميع، والذين اعتبروا الفيلم لا يحقق أدنى فرجة سينمائية. وعاينت نفس الشيء مع فيلم +سميرة في الضيعة للطيف لحلو في إحدى المهرجانات الوطنية، حيث انسحب الجمهور بكثرة. من جهة أخرى يقول الأستاذ باكريم إن الإقبال الجماهيري يعود بالدرجة الأولى إلى أن المتلقي صادف جوابا عن الأسئلة التي يطرحها. وهذا غير صحيح، لأن الإقبال الجماهيري ليس معيارا في نجاح الفيلم، وقد قال ذلك في الندوة الصحفية الأخيرة الخاصة بالحصيلة السينمائية: كم من فيلم لسنوات السبعينات كنا نعتبره لا يصلح للجمهور؛ اليوم يلقى نجاحا كبيرا. لقد اثبتث استطلاعات الرأي أن المتفرج المغربي الذي غالبا ما يكون شابا يرى فيلما مغربيا لأنه يحمل أولا الجنسية المغربية ثم لإشباع الفضول، وإذا حج بكثرة إلى فيلم جريء فلأنه كما يقولون كل ممنوع مرغوب. أما في ما ذهب إليه من أن المركز السينمائي المغربي حريص على قيم المجتمع وأخلاقه التي يحاول الناقد السينمائي محمد كلاوي أن يعطيها مفهوما آخرا غير متعارف عليه اجتماعيا ودينيا؛ فلا نشك في النوايا، لكن الواقع يكشفها، وإلا أين يتجلى الحفاظ على قيم المغرب مع لولا أو كازانيكرا أو ياسمين والرجال... أخيرا أتمنى أن تحرص بالفعل لجنة الدعم على الجانب الفني في الأفلام المغربية، وبتقنيين مغاربة، لأننا في الآونة الأخيرة لم نعد نرى إلا أشرطة تغطي قصورها الفني بالجرأة المجانية.