قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن المعركة ما زالت مستمرة سياسيا وعسكريا بأشكال أخرى، موضحا أن من شواهد استمرار المعركة هو ذلك الجهد المحموم لحرمان أهل فلسطين من سلاح المقاومة وهي معركة تشارك فيها إسرائيل وحلف الأطلسي، راجيا ألا تشارك فيها دول عربية. وأكد خالد مشعل خلال احتفال شعبي ضخم أقامه نادي قطر تحت عنوان احتفالية الدوحة بانتصار غزة ، أن المعركة العسكرية في جزء منها مستمرة كما أن المعركة السياسية دائرة حيث لا يزال الشعب يخوض معركة كسر الحصار وفتح المعابر والإعمار ومعركة المصالحة الوطنية على أصولها الصحيحة وأننا اليوم نتعرض للمساومة بقسوة في كل هذه الملفات وما زال إخوانكم على ارض فلسطين مجاهدين مقاتلين، مشيرا إلى أن الحوار لن يقوم إلا على أساس المقاومة والثوابت الوطنية وغير ذلك فهو مدخل كاذب لفرض أجندة خارجية . وكشف مشعل عن تحرك تقوم به الفصائل سوف تفاجأ به الأطراف الأخرى لبناء مرجعية وطنية جديدة تمثل فلسطينيي الداخل والخارج وتضم جميع القوى الوطنية الفلسطينية وقوى الشعب وتياراته الوطنية ، مؤكدا أن منظمة التحرير الفلسطينية في حالتها الراهنة لم تعد تمثل مرجعية الفلسطينيين وتحولت إلى إدارة لانقسام البيت الفلسطيني. وقال إن ملف الإعمار حق عاجل غير آجل وإن الشعب العظيم الذي صنع الانتصار له حق علينا أن نبني ما هدم وأن نؤوي المشردين وهي مسؤوليتنا ، وإن حماس لا تريد أن تستلم ملف الإعمار، داعيا الدول العربية للإشراف بنفسها على أموال الإعمار حتى تصل الأموال إلى كل فلسطين لا أن تصل إلى جيوب الفاسدين . وأضاف أن رفع الحصار وفتح المعابر والإعمار هو المعركة السياسية القادمة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة وأن التهدئة لن تكون إلا بكسر الحصار وفتح المعابر ،و أننا نتعرض لمساومات قاسية ولن نقبل التهدئة إلا بفتح المعابر وكسر الحصار وإعادة الإعمار . وأعلن رئيس المكتب السياسي رفض حماس الشروط الإسرائيلية للتهدئة بفتح المعابر مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط ، مشددا على أنني أؤكد باسم حركة المقاومة الإسلامية وباسم الأبطال الذين يحتجزون شاليط أننا لن نقبل معادلة فتح المعابر مقابل شاليط ولن نطلق سراحه إلا مقابل الإفراج عن أسرانا ومعتقلينا في سجون العدو . وقال خالد مشعل للمبعوث الأمريكي الجديد للشرق الأوسط جورج ميتشل سوف تفشل كل الجهود السياسية والأمنية والعسكرية إذا قامت على تجاهل المقاومة ، ولأوروبا واللجنة الرباعية إن استقبال قادة إسرائيل الملطخة أياديهم بالدماء لن يلغي حقيقة أنهم لصوص سرقوا أرض فلسطين وسيظل بيريز مجرم حرب ينبغي أن يعاقب ويحاكم . عهد الشعوب مواصلة العدم وأوضح أن إسرائيل مازالت يدها على الزناد والمقاومة لن تتنازل عن سلاحها حتى تعود فلسطين، ودعا جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى عقد مؤتمر وفي كل ساعة يكون شعاره دعم المقاومة.. فلا خجل بعد اليوم ونعم للمقاومة ونعم لسلاح المقاومة . وشكر الجماهير على وقفتها قائلا إن الوعد من حماس بأن تظل على خيار المقاومة حتى تعود الأرض والقدس ويعود اللاجئون والوعد الذي تنتظره المقاومة من الشعوب العربية والإسلامية أن تواصل دعمها تحت شعار كسر الحصار وفتح المعابر والإعمار وألا تفتح السفارات أو المكاتب الإسرائيلية في الدول العربية موجها تحية لقطر وموريتانيا على قرارهما بتجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني . وقال مشعل إن انتصرنا نصر حقيقي وانتصرت غزة وانتصرت القضية وانتصر الشعب الفلسطيني وانتصر الحق رغم أنوف الظالمين والمعتدين وإن ما جرى انتصار لأن العدو فشل عسكريا وسياسيا وأوقف ناره وعدوانه وانسحب من دون قيد أو شرط ولأن المقاومة صمدت والشعب ظل صامدا ملتحما بالمقاومة ولم يتخاذل ولم يسخط على المقاومة. وقال للذين يحاولون إن يتطاولوا على صنع المقاومة نسوق لهم نموذجين الأول ما جرى في غزوة الأحزاب، حيث اضطر أعداء الأمة إلى التراجع مدحورين وسماه الله نصرا وكفى الله المؤمنين القتال. أما الذين لا يروق لهم الاستشهاد بالتاريخ فإن التاريخ المعاصر يذكر أن الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية انتصر على ألمانيا بعد أن زحف الألمان إلى روسيا عبر سيبيريا ووقع ألوف الضحايا وخرج منتصرا. وأشار إلى أن المعارك لا تقاس بخسائرها ولكن بنتائجها وأنه لا يوجد شعب تحرر بلا شهداء. وأعرب فى ختام كلمته عن شكره للدوحة لتجميدها مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلى ونواكشوط لتجميدها عمل السفارة الإسرائيلية لديها، داعيا بقية الدول إلى الاقتداء بقطر وموريتانيا في هذا الخصوص. انتصار للشعوب أيضا: من جهته قال رئيس اتحاد العلماء المسلمين العلامة يوسف القرضاوي في كلمة بالاحتفال إن الحاجز ذاب في قطر بين الرسمي والشعبي، بين الدولة والجماهير بشأن دعم المقاومة. وأضاف الذين يعرفون تاريخي بالمعايشة والمعاشرة أو بالقراءة لم أمدح ملكا ولا رئيسا ولا أميرا قط، لكنني في هذا المقام أمدح أمير قطر لأنه وقف مع الحق . وأوضح فضيلته لقد انتصرت غزة وحق لها أن تنتصر، كان لا بد للحق أن ينتصر على الباطل، وكان لا بد للعدل أن ينتصر على الظلم، وكان لا بد للإيمان أن ينتصر على الكفر . وأشار إلى أن أهل غزة كانوا يجمعون بين الإيمان والترابط والائتلاف، وأن هذا الترابط بدأ في تلاحم فصائل المقاومة بغزة جميعا. وقال إنه لا بد أن تبقى المقاومة، وكل مؤامرة على المقاومة هي خيانة للأمة وخيانة لهذا الدين، ويجب أن تحيط الشعوب بهذه المقاومة، وقد أحاطت ، مضيفا لقد كانت هذه المحنة انتصارا لشعوب هذه الأمة العربية والإسلامية، بجماهيرها لا بحكامها ولا بزعمائها، انتصرت الشعوب وانتصرت الجماهير لغزة ولأهل غزة وللمقاومة . وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استقبل بمكتبه بالديوان الأميري الأربعاء خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجرى خلال المقابلة استعراض آخر التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية.