أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، على استعداد حركته التعامل بجدية مع موضوع التهدئة الشاملة والمتزامنة من موقف القوة وبدافع وقف العدوان ورفع الحصار، محذراً في الوقت ذاته من تداعيات رفض الاحتلال لها. وقال مشعل، في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة الفضائية مساء السبت (26/4): إ ذا لم تستجب إسرائيل للتهدئة، التي يفترض أن تأتي مصر بالإجابة بشأنها الأسبوع القادم، فأهلاً بالمواجهة، فنحن لن نذهب إلى تهدئة من طرف واحد ولن نعطي موافقة نهائية عن التهدئة إلا إذا كان هناك التزامات محددة تأتي بها مصر من الجانب الإسرائيلي . وأكد على أن حركة حماس وافقت على أن تبدأ التهدئة في غزة ومن ثم تنتقل إلى الضفة الغربية من باب رفع الحصار والتخفيف عن الشعب الفلسطيني ، مجدداً التأكيد على أن الشعب قادر على الصمود، وإذا كانت إسرائيل لا تريد التهدئة فلتجرّب الحرب . وأضاف مشعل يقول: بدون التهدئة سنتعامل مع كل الخيارات، فإذا ما جاءت الموافقة فنحن موافقون، أما إذا قوبلت برفض إسرائيل فليتحمّل الاحتلال رفضه، وعندها لا يلومنا أحد عندما ندافع عن أهلنا وشعبنا، لأنه إن فرضت علينا المعركة نخوضها برجولة . وحذّر القيادي الفلسطيني البارز من استمرار حصار الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، مؤكداً على أنه إن لم يرفع الحصار عن غزة سينفجر الشعب في القطاع في وجه من يحاصره، الشعب سيظهر خياراته بنفسه، فالشعب من حقه أن يرفع الحصار بطريقته وهو صاحب مفاجآت . وشدد خالد مشعل على أن التهدئة هي تكتيك في إدارة الصراع، وهي خطوة في مربع المقاومة وليست بعيداً عن المقاومة، فطالما هناك احتلال هناك مقاومة، ومن الطبيعي أن تراعي المقاومة الظرف الفلسطيني العام، وإن تمت التهدئة فستكون إنجازاً للشعب الفلسطيني الذي تمكّن بصموده وثباته من رفع الحصار الذي عجز البعيد الغربي والقريب العربي عن رفعه . ولفت الانتباه إلى أن الكيان الصهيوني في مأزق حقيقي، وقال: كل من يتابع الموقف الإسرائيلي عن كثب يعرف أن إسرائيل أمام ورطة، لأنها إن لجأت إلى خيار اجتياح غزة فهذا خيار مكلف، فلم يعد اجتياح غزة والسيطرة عليها متاحاً . من جهة أخرى وعمّا إذا كان الاحتلال سيقبل بالموافقة على دولة فلسطينية في حدود 67 وعودة اللاجئين والقدس بدون الاعتراف به؛ أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أن الكيان الصهيوني لن تقبل بهكذا عرض إلا إذا أُجبر على ذلك وإلا إذا كان مضطراً ، مشدداً على أن ميزان القوى على الأرض هو من سيجبر الاحتلال على أن تلبي مطالب الفلسطينيين، لذا خيارنا أن نوفّر هذه العوامل . وعبّر مشعل عن قلقه من إصرار رئاسة السلطة على المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني في الوقت الذي يُعلن رئيس السلطة محمود عباس عن تعثّر المفاوضات، معرباً عن خشيته من أن يقوم الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته المقبلة للكيان الصهيوني في أيار (مايو) المقبل، بفرض تسوية للصراع على رئيس السلطة عباس وفق رؤيته المنحازة للاحتلال. أما فيما يتعلّق بالاستفتاء؛ جدد مشعل التأكيد على أن الحركة تقبل إرادة الشعب الفلسطيني التي تعكسها انتخابات حرة للمجلس الوطني حرة ووفق قواعد نتفق عليها أو استفتاء حر في الداخل والخارج، إذا التزم المفاوض بالحقوق الفلسطينية، كما نصّت عليها وثيقة الوفاق الوطني بشأن القدس واللاجئين والحدود، ولم يضيعها، عند ذلك حتى لو كان لنا ملاحظات تفصيلية هنا وهناك سنحترم الاستفتاء .