كشف الدكتور عبد القادر طرفاي الطبيب المغربي العائد من غزة، عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق أنواع الإصابات التي تعرض لها المدنيون خلال العدوان على القطاع والذي استمر 23 يوما. وتحدث عن تعرض المدنيين لقنابل الفوسفور الأبيض التي تسبب حروقا خطيرة ومتطورة. وأوضح طرفاي، الذي دخل إلى غزة ضمن فريق طبي من اتحاد الأطباء العرب، خلال تعليقه على الصور أن طبيعة الإصابات تكشف عن استعمال إسرائيل أسلحة سامة غير معروفة ضد المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، وقال إن الجرحى والشهداء الذين عاينهم في مستشفى الشفاء تعرضوا جميعهم للقصف الصاروخي، ولم يصادف طيلة تواجده هناك إصابات بالرصاص. وأكد على أن أغلب الوافدين على المستشفى كانت إصابتهم على مستوى الأطراف السفلية، حيث كان يتم بترها من جذورها بسبب خطورة الإصابة وحدتها بشكل يصبح معها صاحبها عاجزا، ومهددا بالإصابة بالسرطان العضلي، وفسر ذلك بالقول يبدو أن الهدف من ذلك كان هو خلق جيل من المعاقين وإغراق القطاع في مشاكل اجتماعية وكسر مستقبل المقاومة. ولاحظ الشاهد المغربي على الهمجية الصهيونية، أنه كانت ترد على مستشفى الشفاء في بعض الأيام حالات في معظمها تعرضت للإصابة على مستوى الجزء السفلي من الجسم، وفي أيام أخرى ترد إصابات معظمها على مستوى الرأس، الأمر الذي يتعلق بحسبه بتجارب كان يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني لاستخدام أسلحة جديدة ضد المدنيين واختبار مدى فاعليتها. وتحدث الطبيب المغربي، عن توثيق والأطباء العرب الذي دخلوا معه للحالات وأخذهم لعينات من الفوسفور الأبيض، كما أصدروا بيانا باسم الأطباء العرب يطالبون فيه الهيئات الحقوقية الدولية بمباشرة تحليل هذه العينات في مختبرات مستقلة ونزيهة على أن تتبنى النتائج في متابعة إسرائيل. وعن الأجواء التي كان يعيشها سكان قطاع غزة خلال أيام العدوان، كشف طرفاي على أن الآلة العسكرية الصهيونية كانت تلجأ إلى أسلوب الترهيب والتخويف قبل القصف وأثناءه وبعده، وذلك باستعمال عدة أساليب منها المنشورات والتهديد عبر الهاتف، ومع ذلك فمعنويات الشعب الفلسطيني كانت مرتفعة، حيث كلما أصيب منزل بقصف كان السكان وطواقم الإسعاف يقصدونه بسرعة من أجل تقديم المساعدة في إجلاء الجرحى. وأشار طرفاي إلى أن دخول طاقم طبي عربي إلى قطاع غزة لأول مرة خلف ارتياحا كبيرا وكان له أثر بالغ في نفوس السكان والمسؤولين.