كشف أطباء مصريون وعرب عادوا من قطاع غزة عن جرائم وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين عن طريق نوعية جديدة وغير معروفة من الأسلحة تفتك بالجسم الإنساني وتحيله جثة هامدة، دون أسباب ظاهرة. ودعا الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب, الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح , إلى ضرورة استنفار الأمة "ضد هذا العدوان الهمجي، لأنها مستهدفة بالمحو والإبادة، ومن حقها أن تمارس المقاومة المشروعة من أجل الحياة والحرية". وطالب أبو الفتوح باستمرار إرسال الوفود الطبية إلى غزة على مدار عام قادم، "فمأساة غزة تتجاوز حجم الأرقام المعلنة، وأضعافها تحت الأنقاض وفي البيوت". أما أمين نقابة أطباء الأردن، باسم الكسواني، فقد وصف ما حدث بأنه محرقة، مشيرا إلى استخدام إسرائيل لأسلحة لم تستخدم من قبل، وهو ما تثبته الحروق التي تعرضت لها أجسام الشهداء والجرحى "رأينا تكدس عشرات الجرحى في لحظات إثر كل قصف". وحذر الكسواني من النقص الحاد الذي تعانيه غزة في كل شيء، وطالب الحكومات العربية بسرعة التدخل قبل فوات الأوان، "فما تحتاجه غزة يفوق إمكانات الشعوب"، مشددا على ضرورة الإسراع في عملية إعادة إعمار غزة. إصابات غريبة وتحدث الأطباء عن جثمان شاب توفي رغم أن إصابته كانت نتيجة فتحة صغيرة جدا، ولا يوجد بجسمه شظية واحدة، إلا أن أمعاءه ورئتيه تهتكا تماما. وتحدث طبيب العظام, أحمد عبد العزيز، عن "إصابات في منتهى الغرابة والوحشية"، ويضيف "شاهدت جثثا نصفها محروق , والآخر مخرم بخروم لها فتحات دخول بلا خروج، مشيرا إلى أن الأشعة تؤكد عدم وجود مواد صلبة، ما يثبت استخدام مواد كيماوية تدمر الجسم وتذوب فيه وتسممه". وأضاف عبد العزيز أنه شاهد أيضا نوعا خطيرا من النزيف غير المنقطع حتى الموت، دون أن يستجيب لعلاج رغم وفرة أكياس الدم، وهو ما يؤكد استخدام الفوسفور الأبيض الذي يحدث حروقا وتسمما وفشلا في الكبد والكلى. وأكد الاستشاري بمنظمة الصحة العالمية , الدكتور هيثم الخياط , أن نوع الإصابات في غزة "لا مثيل لها في التاريخ، وهو ما يدل على استخدام أنواع جديدة من الأسلحة تجرب لأول مرة"، حيث يموت الأشخاص دون أي علامات خارجية على أبدانهم رغم تهتك أجسامهم من الداخل، وهو ما يبرهن على انتشار أسلحة شريرة".